الداعية عمرو خالد يُؤكّد أنّ الإشاعات تُدمّر البلاد وتُشوّه سُمعة الأفراد
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الداعية عمرو خالد يُؤكّد أنّ الإشاعات تُدمّر البلاد وتُشوّه سُمعة الأفراد

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - الداعية عمرو خالد يُؤكّد أنّ الإشاعات تُدمّر البلاد وتُشوّه سُمعة الأفراد

الدكتور عمرو خالد
القاهرة- شيماء مكاوي

حذّر الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي مِن خطورة ترديد الإشاعات، كسلاح مدمر ضد الأفراد والرموز والدول، من أجل تفجير المجتمعات من الداخل، وبخاصة في زمننا الآن بعد أن أصبحت التهم المفبركة يتم تداولها على نطاق واسع عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وتناقلها دون تدقيق، وهو ما يؤدي إلى تدمير بلاد وتشويه سمعة الأفراد.

وساق خالد ضمن الحلقة الخامسة عشرة من برنامجه الرمضاني "السيرة حياة"، "حادثة الإفك" عندما خاض البعض في عرض السيدة عائشة رضي الله عنها، واتهموها بالفاحشة، كنموذج على معالجة الإشاعات داخل المجتمع، إذ وصف خالد الواقعة التي حصلت في شهر شعبان في السنة الخامسة من الهجرة بأنها "أصعب وأقسى موقف يمكن أن تتعرض له امرأة أنها تتهم في شرفها في عرضها، فما بالك إذا كانت عائشة أم المؤمنين زوجة النبي وبنت أبي بكر الصديق، الذي قال: "والله ما رمينا بها في الجاهلية أفنرمي بها في الإسلام".

وفي التفاصيل، ذكر خالد، أنه بعدما انتهت غزوة "بني المصطلق" بانتصار المسلمين، وبينما كان جيش المسلمين على رأسه النبي في طريق العودة إلى المدينة، كان أمامه يوم وليلة، توقف في الطريق للراحة، فنزلت السيدة عائشة من "الهودج"، وذهبت تقضي حاجتها، وبينما كانت عائدة، أمر النبي الجيش بالتحرك، تقول: "فوضعت يدي على عنقي فلم أجد عقدي.. فتركت الهودج وعدت إلى المكان، فجاء الرجال يحملون الهودج فلم يستشعروا أنني لست بداخله، لأن النساء في ذلك الوقت كنا خفافًا، وجدت عقدها لكن الجيش كان تحرك".

وعلق خالد: "كانت هناك حكم ودروس من وراء حديث الإفك، والتي لم نكن لنتعلمها إلا من خلال هذه المحنة، أولها أن الإشاعات متمكنة من نفوس الناس، ونزعها يحتاج لحدث ضخم، الثمن كان غاليًا ومؤلمًا بشدة للصحابة وأمنا وعائشة وأبي بكر، حتى نتعلم نحن".

يستكمل خالد التفاصيل: "بقيت السيدة عائشة في المكان، وقالت: إذا افتقدوني سيعودون، لكن غلبتني عيناي فنمت، وكان رسول الله دائمًا قد جعل في مؤخرة الجيش صفوان بن المعطل السلمي، الذي شهد معه الغزوات كلها بدر وأحد والخندق، تقول: فوجدني وعرفني، استدار واسترجع وقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، حتى يوقظها، ثم أناخ الجمل، تقول: فركبت، فوالله ما تكلم معي كلمة "حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ فِي شدة الظَّهِيرَةِ فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ، وتكلم في عرضي من تكلم وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى الإفْكَ عَبْدَاللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ابْنَ سَلُولَ" رأس المنافقين".

وذكر أنه لما "روت عائشة للنبي ما حصل، صدقها ولم يتسرب إليه الشك، لكن لم رآها عبدالله بن أبي بن سلول قادمة ومعها صفوان بن المعطل يقود الجمل، تظاهر أنه لا يعرفها، وسأل: من هذه.. فلانة؟ قالوا: لا .. هذه عائشة.. ومن هذا؟ إنه صفوان بن المعطل، فقال: "والله ما أظن إلا أن عائشة قضت ليلتها مع صفوان بن المعطل"، ولم ينطق بعدها، أطلق الشائعة، وترك المنافقون يغذونها، وأخذ بعض المسلمين البسطاء يرددونها، حتى انتشرت في كل أرجاء المدينة".

وعلق خالد: "كان يريد من ذلك تدمير المجتمع المسلم من الداخل، كما تفعل الآن حروب "الجيل الرابع" لإفشال الدول، فعمل على محاولة اغتيال النبي معنويًا، من خلال تشويه سمعته عبر اتهام زوجته، حتى يزعزع ثقة المسلمين فيه وفي أهله".

وتابع خالد محذرًا: "الشائعة يحملها الخبثاء، وينشرها الأغبياء، ويصدقها المغفلون البسطاء، ويرفضها المؤمن الحكيم صاحب الخلق الرفيع، فإياك أن تساهم في الترويج للشائعات حتى لو من خلال "لايك"، إذ لا بد من مصدر دقيق "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا.."، ومواقع التواصل ليست مصدرًا، فأين الدليل؟

وقال إنه "على مدار شهر كامل والمدينة ظلت تموج بالشائعة، لم ينزل الوحي خلاله للفصل في الموضوع، تقول السيدة عائشة: "ولم يوح إلى رسول الله في شأني بشيء"، كأن الله يريد أن يكشف معادن الناس، وكذلك أنت سيظهر معدنك مع كل شائعة تخرج دون بينة".

وذكر أنه لما علمت السيدة عائشة من ابنة خالتها "أم مسطح" بما يقوله الناس عنها، عادت إلى المنزل، "قالت للنبي: أتأذن لي أن أذهب إلى بيت أبي وأمي لأمرض هناك، فأذن لي، حتى يخفف عنها، لأن في الأزمات تغيير المكان يهون على الإنسان".

وأشارت إلى أنها عندما سألت أمها حول ما يتردد بشأنها أكدت لها ما يقال، "تقول: فبقيت أبكي يومي هذا.. لا يرقأ لي دمع، حتى خشي أبي وأمي أن ينفطر كبدي، فجاء الليل فبقيت ليلتي أبكي، لا أنام ولا يرقأ لي دمع، وأصبحت وأنا أبكي اليوم كله".

في المقابل، لفت إلى أن "رسول الله كان يقول لأصحابه: والله ما أعلم عن أهلي إلا خيرًا، لكن الوحي لم ينزل، والنبي بشر، لكن كلامه واضح، فهو يبرأ عائشة مما نسب إليها زورًا وبهتانًا، وعندما سأل زينب بنت جحش وكانت أكثر زوجات النبي منافسة للسيدة عائشة على حبه، قال لها: أسمعت ما يقول الناس؟ ترد: يا رسول الله احمِ سمعي وبصري، والله ما علمت عنها إلا خيرًا".

وتابع: "فقام النبي، وصعد المنبر، وقال: أيها الناس من يعذرني في رجل يؤذيني في أهلى (يقصد عبدالله بن أبي بن سلول)، وما علمت عنهم إلا خيرًا، وقد ذكروا لي رجلاً (يقصد صفوان)، لا أعلم عنه إلا خيرًا، ولم يدخل بيتي إلا بوجودي".

وأشار إلى موقف أبي أيوب الأنصاري حين قال لزوجته: "أسمعت يا أم أيوب بما يقول الناس، لو كنت مكان عائشة أكنت تفعلين ذلك، قالت لا والله، فقال: فعائشة خير منك"، لافتًا في المقابل إلى هناك من تكلم، ومنهم حسان بن ثابت شاعر النبي، لكن الله غفر له، وأصلح خطأه بشعر يبرأ السيدة عائشة.
وذكر أن النبي قال: "يا عائشة إن كنت بريئة فسيبرؤك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله، فإن المؤمن إذا ألم بذنب ثم تاب، تاب الله عليه"، وكان لا يقصد الفاحشة، لكن يقصد أنه لو كان هناك ذنب آخر فاستغفري، تقول: فقلص الدمع من عيني، فقالت: والله ما أجد لي ولكم إلا كلمة أبو يوسف.. "فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون".

وأوضح أنه أثناء ذلك وبينما كان أبوبكر وزوجته جالسين، إذا رسول الله إذا به يتنزل عليه الوحي، فإذا به يضحك يقول: يا عائشة أبشري قد برأك الله، تقول: والله ما كنت أحلم أن يبرأني الله بقرآن يتلى إلى يوم القيامة، فنزل قول الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ * لَّوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ۚ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَٰئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ".

وقال خالد إن "ما حصل أعطى السيدة عائشة نضجًا وخبرة كبير بالحياة وطبائع البشر، كما أنه من دلائل نبوة النبي، لأن الوحي تأخر شهر، ولو كان هو من يكتب القرآن لكان قد برأها من اليوم الأول".

وأشار إلى "تعامل النبي بصبر مع الناس، لم ينقلب غاضبًا، ومن خاضوا في الشائعة، مثل حسان ومسطح، تابوا، وصفح عنهم. أما صفوان، فهو فارس نبيل، ظل صامتًا، لم يصدر منه أي تصرف عنيف أو عصبي. بينما ظل سيدنا أبوبكر ينفق على "مسطح" الذي أسهم في الترويج للشائعة "ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة".​

 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الداعية عمرو خالد يُؤكّد أنّ الإشاعات تُدمّر البلاد وتُشوّه سُمعة الأفراد الداعية عمرو خالد يُؤكّد أنّ الإشاعات تُدمّر البلاد وتُشوّه سُمعة الأفراد



 فلسطين اليوم -

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 04:46 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أفكار مبتكرة للفواصل في ديكور المنازل العصرية

GMT 00:15 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 01:04 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء آثار يعلنون عن حمامات بها أنظمة صرف صحي

GMT 15:37 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتلال يعتدي على طلبة الخضر في بيت لحم

GMT 11:44 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

ترجمة "غوغل" تُثير غضب المتظاهرين في هونغ كونغ

GMT 05:36 2019 الأحد ,09 حزيران / يونيو

وفاة الابنة الوحيدة للفنان الراحل رشدي أباظة

GMT 22:00 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

مايكروسوفت تؤكد اقترابها من هدفها بشكل كبير
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday