الولايات المتحدة تعمدت عدم إصابة أي جندي أو هدف روسي في هجماتها
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

بوتين بادر برد فعل سريع واتهم واشنطن بمفاقمة الوضع الإنساني

الولايات المتحدة تعمدت عدم إصابة أي جندي أو هدف روسي في هجماتها

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - الولايات المتحدة تعمدت عدم إصابة أي جندي أو هدف روسي في هجماتها

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
واشنطن ـ يوسف مكي

قابلت موسكو الضربات الجوية الأميركية التي قادتها الولايات المتحدة ضد سورية قبل فجر السبت، بالكثير من الكلام الباهت والحار، وبدأت برد سريع غير مسبوق من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بإدانة الهجوم واتهم واشنطن بمفاقمة الوضع الإنساني، ولكن كان هناك أيضًا شعور واضح بالاستغاثة.

غرابة رد الفعل الروسي

وأشرقت الشمس قبل رد فعل وزارة الدفاع، التي لم تشتهر بردود الفعل السريعة، وأصدرت بيانًا يؤكد أنه لم يُصاب أي من الجنود الروس الذين يحمون سورية، ولكن كانوا مهددين بالهجوم الأميركي والبريطاني والفرنسي، كما لم تصاب أي من دفعاتها الجوية، وفي هذا السياق، قال ألكسندر غولتس، المحلل العسكري الروسي ونائب رئيس تحرير مجلة "يزهيندلي زهورنال" "يبدو أن كلا الطرفين يلعبان حسب أدوارهما المحددة، وقد نجحا في الحد من الضرر الناتج عن هذا النوع من المواجهة، ولن تكون سورية نقطة البداية لنوع ما من المواجهة العالمية".

 

وأصدر السفير الأميركي لدى روسيا، جون إم هانتسمان جونيور، بيانًا على موقع "فيسبوك" يوم السبت أكد فيه أن الجانبين اتخذا خطوات قبل الهجوم للتأكد من أنهما يبقيان خارجًا عن بعضهما، قبل اتخاذ الإجراءات، قائلًا "اتصلت الولايات المتحدة مع موجات الردايو للحد من خطر أي إصابات روسية أو مدنية ".

روسيا تقبل الضربات

ويربط الهجوم الأخير روسيا أكثر من أي وقت مضى بالرئيس السوري بشار الأسد، والحقيقة أنه لم يكن هناك رد فعل روسي فوري على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، القاسية بشأن هذا التحالف، في إشارة إلى أن الكرملين قد قبل التكاليف المترتبة على ذلك.

 

ويرى فلاديمير فرولوف، المحلل المستقل في الشؤون الخارجية، أن الرئيس الأسد أصبح نوعًا من "الدرع البشري" الذي يحد من خيارات روسيا، لكنه كان اختيارًا صنعته موسكو، وكثيرًا ما ينتظر الرئيس بوتين قبل أيام من التفكير في أزمة دولية، لذا فإن إصداره لبيان في غضون ساعات من الهجوم يشير إلى أن الكرملين يعتبره وضعًا حرجًا، ودعا بوتين إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة الهجوم، غير أنه، بخلاف ذلك، اقتصر على تكرار الادعاءات الروسية بأنه لم يحدث أي هجوم كيميائي يبرر الهجوم، وأن واشنطن لا تؤدي إلا إلى تفاقم أزمة وكارثة إنسانية.

وقال بوتين في البيان "إن روسيا تدين بأقوى العبارات الهجوم على سورية، حيث يقوم الأفراد العسكريون الروس بمساعدة الحكومة الشرعية في جهودها لمكافحة التطرف، ومن خلال تصرفاتها، تجعل الولايات المتحدة الوضع الإنساني الكارثي بالفعل في سورية أسوأ، وتسبب المعاناة للمدنيين".

روسيا تخشى تكرار أزمة 1962

ومثل الرئيس الأسد، تصف روسيا جميع معارضي الحكومة السورية بالمتطرفين، وشهدت النغمة الهادئة تغييرًا ملحوظًا في الأسابيع السابقة، عندما اقترح العديد من المعلقين أن الولايات المتحدة وروسيا كانتا مترابطتين تجاه إعادة عرض لأزمة الصواريخ الكوبية لعام 1962، والتي جلبت خصمي الحرب الباردة إلى حافة المواجهة النووية، وبعض المنافذ الإخبارية الروسية، في الوقت الذي تحاول فيه تسليط الضوء على حالة الذعر، قدمت أيضًا نصائح عملية، مثل محطات مترو موسكو التي كانت الأكثر أمانًا ضد الهجوم النووي وكمية المياه التي يجب أن يأخذها الناس معهم إلى ملجأ للقنابل.

 

وفي الأسابيع التي سبقت الهجوم، أصدرت موسكو تحذيرات متكررة، خاصة من الجنرال فاليري غيراسيموف، رئيس أركان القوات المسلحة، بأن الكرملين سيتخذ تدابير انتقامية حال تعرض الجنود الروس في سورية للخطر، وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن منشأتيها الرئيسيتين في سورية، القاعدة الجوية في حميميم والقاعدة البحرية في طرطوس، لم يتعرضا للتهديد.

 

وفي هذا السياق، صرح الجنرال سيرغي رودسكوي، رئيس قسم العمليات العسكرية، في مؤتمر صحافي، إن الصواريخ التي أطلقت خلال الهجوم لم تدخل مناطق الدفاع الجوي الروسية وكرر التأكيد الروسي على أن الهجوم ليس له علاقة بالأسلحة الكيميائية، مضيفًا  "نعتقد أن هذه الضربات ليست ردًا على الهجوم الكيميائي المزعوم، بل رد فعل على نجاحات القوات المسلحة السورية في الكفاح من أجل تحرير أراضيها من التطرف الدولي".

واشنطن تضرب أهدافًا بعيدًا عن المصالح الروسية

واقترح أحد المحللين أن الولايات المتحدة ضربت أهدافًا بعيدة كل البعد عن المناطق الرئيسية للسيطرة الروسية، حيث قال ألكسي ماكاركين، من مركز التكنولوجيا السياسية "روسيا لديها منطقة مصالح خاصة بها في سورية، والتي تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط"، مضيفًا "الولايات المتحدة ضربت أهدافًا خارج هذه المنطقة، بالطبع روسيا منزعجة، لكن هذا مجرد عنصر من عناصر الحرب الباردة الجديدة، فقط عنصر واحد من بين عدة عناصر، بما في ذلك العقوبات، التي تمثل مشكلة أكثر خطورة بالنسبة لروسيا".

 

وفي إشارة إلى الدلالة على عدم الإلحاح بشأن سورية، أصدر مجلس الاتحاد، مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي، بيانًا قال فيه إنه سيبحث الضربات الجوية "الأسبوع المقبل"، وأشار ماكاركين إلى أن الجيش الروسي خضع لعملية إصلاح شاملة في الأعوام الأخيرة وقام بتطوير بعض صواريخ كروز عالية التقنية وغيرها من الأسلحة، إلا أن المواجهة المباشرة مع قوات الولايات المتحدة في سورية قد تتعرضه لخطر الانقلاب المهين.

روسيا تخسر مرتزقتها في الحرب السورية

وفقدت القوات المرتزقة الروسية السرية في سورية بالفعل "بضع مئات" من المقاتلين في مناوشات مع القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في فبراير / شباط، وأبرز مدير مجلس الإدارة وسكرتير الدولة المرشح، مايك بومبيو، في شهادة مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، لم تكن لروسيا أي رغبة في مواجهة مماثلة لقواتها النظامية.

 

ويوجد بوتين هدفين في سورية، أولًا، يعارض بشدة تغيير النظام الذي يرعاه الغرب، خاصة لأنه من النوع الذي جلب الفوضى إلى العراق وليبيا، ثانيًا، يرى أن سورية هي وسيلة لاستعادة موسكو، ليس فقط لدورها كوسيط قوي في الشرق الأوسط، بل أيضًا لوضع شرط عالمي يتقاسمه مع الولايات المتحدة كما حدث في أيام الاتحاد السوفياتي، وحقيقة أن ترامب بدأ في انتقاده وروسيا بشكل أكثر علانية للتحالف مع الأسد لم يخفض من هذه الآمال.

 

وفي كلمته التي ألقاها ليلة الجمعة، قال ترامب إن روسيا وإيران لا ينبغي لهما أن يرتبطان بـ "قاتل جماعي" مثل الأسد، وكما أكد بعد هجوم محدود على سورية لنفس السبب قبل عام على سورية، وأعلن أن  بوتين وروسيا فشلت في الوفاء بالوعد للقضاء على جميع الأسلحة الكيميائية السورية.

روسيا تقبل بضربات محدودة

وأشار فرولوف، محلل الشؤون الخارجية، إلى أن بوتين سيقبل بضربات محدودة ضد سورية دون الجهود الأميركية المستمرة لمساعدة المعارضة، ولا يزال الكرملين يأمل في عقد قمة مع ترامب، لذلك سيتجاهل إلى حد كبير تعليقاته حول بوتين، ولا يزال أيضًا هناك بعض الأمل المتبقي في أن الاجتماع الشخصي الجيد قد يغير الأمور".

 

وكان الروس قد أدلوا بأن أنظمة الدفاع الجوي السورية تمكنت من إسقاط نحو عشرة صواريخ كروز، باستخدام معدات "صنعت منذ أكثر من 30 عامًا في الاتحاد السوفييتي"، ولكن لم يؤكد الجيش الأميركي أو ينفي هذا التأكيد.

واستقبلت وزارة الخارجية الروسية الهجوم الصاروخي بسخرتها المعتادة، ومن دون تسمية الولايات المتحدة على وجه التحديد، زادت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الوزارة، زعمها بالقيادة الأخلاقية والاستثنائية بين الحلفاء الذين شنوا الهجوم، وكتبت على فيسبوك "يجب أن تكون استثنائيًا حقًا حتى تقصف العاصمة السورية في الوقت الذي تحصل فيه البلاد على فرصة لمستقبل سلمي".

 

وفي مؤتمر صحافي يوم السبت، أوضحت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية، دانا دبليو وايت "لقد بدأت بالفعل حملة التضليل الروسية"، وأشارت إلى أن "هناك زيادة قدرها 2000% في المتصيدون الروس في الـ24 ساعة الماضية"، وحتى مع التهديد المباشر للمواجهات، أشار عدد من المحللين الروس إلى أن قرب الجانبين من سورية، ناهيك عن تغيير مواقف ترامب، يترك مجالًا واسعًا للمواجهة، وقال ماكاركين "الخطر هو أنه في مرحلة ما قد يحدث شيء غير متوقع تمامًا وعفوي، على سبيل المثال، يمكن أن يضيع الصاروخ هدفه ويضرب منطقة حساسة".

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الولايات المتحدة تعمدت عدم إصابة أي جندي أو هدف روسي في هجماتها الولايات المتحدة تعمدت عدم إصابة أي جندي أو هدف روسي في هجماتها



هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 12:35 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 10:08 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 10:00 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 07:23 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

الصحف.. و"كورونا" في زمن "حماس"

GMT 04:20 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان

GMT 14:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

ابرزي جمالك بالتوربان مع هذه اللفات العصرية الأنيقة

GMT 08:43 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تويتر تطلق سياسة جديدة بشأن التغريدات المخالفة المحذوفة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday