ألقدس - ناصر الأسعد
في زيارة خاطفة للقاهرة، أجرى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس "أبو مازن" مباحثات مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، في حين يلتقي، الأحد، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في مسعى لتنسيق المواقف قبل زيارة مرتقبة للرئيس الفلسطيني إلى واشنطن الأسبوع الجاري، وفقًا لجمال الشوبكي، سفير فلسطين لدى القاهرة.
ووصف السفير الشوبكي الزيارة بـ"الناجحة"، قائلًا لـ"الشرق الأوسط"، السبت: "هي زيارة خاطفة وضرورية... ونتائجها ناجحة، وتأتي في إطار استكمال تنسيق المواقف قبل زيارة واشنطن، كما طرح خلالها مستجدات، من بينها إضراب الأسرى في السجون"، وكانت الرئاسة الفلسطينية قد أعلنت في وقت سابق أن عباس، سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الثالث من مايو/أيار المقبل، في البيت الأبيض.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، حينها: "إن الرئيس عباس سيؤكد خلال لقائه الرئيس الأميركي التزامه بسلام عادل وشامل؛ من أجل أن يساهم ذلك في تحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم"، مشيرًا إلى أن أبو مازن يتطلع للتقدم بعملية السلام.
وكان استقبل الرئيسي السيسي أبو مازن في قصر الاتحادية، شرق القاهرة، السبت، وتناول اللقاء، مجمل التطورات العامة في الأرض الفلسطينية، إضافة إلى التشاور بشأن التحركات الدبلوماسية والسياسية في المرحلة المقبلة على المستويين الإقليمي والدولي، الهادفة إلى إحياء عملية السلام للوصول إلى حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين، على حدود الرابع من يونيو/حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وحضر اللقاء عن الجانب المصري، وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء خالد فوزي، ومدير مكتب الرئيس، اللواء عباس كامل، والناطق باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، بينما حضره عن الجانب الفلسطيني، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، والسفير الشوبكي.
وأوضح الشوبكي، أن اللقاء "أكد التمسك بالمبادرة العربية, كان هناك لقاءً ثلاثيًا بين مصر والأردن وفلسطين خلال قمة العقبة، واتفقنا حينها على طرح المبادرة العربية ومطالبة الإدارة الأميركية الجديدة بالتدخل بشكل إيجابي، فحل الدولتين بدا للوهلة الأولى قابلًا للمراجعة من جانب الإدارة الأميركية"، مضيفًا أن "الإدارة الأميركية في طور التشكل، ونحن في بداية المشاورات نرغب في الاتفاق على المبدأ، وهو الانطلاق من حل الدولتين، ونحن نثق في أن الموقف العربي يشكل شبكة أمان لموقفنا الواضح".
فيما كان الرئيس ترامب قد أبدى تشككًا فيما إذا كان حل الدولتين هو الأنسب لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، قائلًا خلال مؤتمر صحافي جمعه ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في منتصف فبراير/شباط الماضي: "إن الحل الأفضل سيكون هو الحل الذي يتفق عليه الطرفان عبر المفاوضات، وأرى حل دولتين أو حل دولة واحدة، وأحب الخيار الذي يحبه الطرفان، ففي فترة سابقة كان يبدو أن خيار دولتين هو الأسهل، ولكن إذا كان نتنياهو والفلسطينيون يريدون خيارًا معينًا أنا سأكون راضيًا بالخيار الذي يتفقان عليه".
ومن جانبه، بيَّن المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية، السفير يوسف: "إن الرئيس السيسي أكد "خلال مباحثاته مع أبو مازن" على ضرورة تكثيف الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية للقضية الفلسطينية"، مشيرًا إلى أهمية عودة الولايات المتحدة للقيام بدور فاعل في دفع جهود استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مؤكدًا على أهمية مبادرة السلام العربية باعتبارها أساس للحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي.
وأشار الرئيس السيسي، وفقًا لبيان الرئاسة المصرية، إلى أن إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، يعدان ضرورة لا غنى عنها لوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني ولدعم جهود التوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية، متابعًا أن الرئيسين اتفقا على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة، بما يمكّن دولها كافة من العيش في أمن وسلام، وتحقيق الازدهار والتنمية التي تتطلع إليها شعوبها.
أرسل تعليقك