غزة – محمد حبيب
اغتال مجهولون في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، الأسير المحرر من حركة "حماس" مازن فقهاء في مدينة غزة. وأكد الناطق باسم الشرطة الفلسطينية أيمن البطنيجي أن مجهولين قاموا بإطلاق النار من سلاح كاتم صوت صوب فقهاء، على مدخل عمارة سكنية في تل الهوى جنوب غزة. وأشار إلى أن المعاينة الأولية لجثة فقهاء بينت وجود 4 رصاصات في رأسه. وأوضح أن طواقم الشرطة والأدلة الجنائية باشرت بعمل تحقيقات على الفور لمعرفة الجناة.
وقال المتحدث الحكومي إياد البزم، إنه تم اغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء بعد تعرضه لإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين في منطقة تل الهوى جنوب مدينة غزة والأجهزة الأمنية تفتح تحقيقاً عاجلاً. كذلك اتهم عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق، الاحتلال باغتيال المحرر قائلاً على "تويتر": "عملية اغتيال جبانة ينفذها عملاء الاحتلال للأسير المحرر الأخ القائد الشهيد مازن فقهاء.. بمسدس كاتم صوت قرب منزله في غزة".
يشار إلى أن الأسير المحرر فقهاء من سكان مدينة طوباس في الضفة الغربية المحتلة، وتم إبعاده إلى قطاع غزة بموجب صفقة وفاء الأحرار عام 2011. وفي عام 2013 ، قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن هناك اثنين يقودان الدائرة القيادية المصغرة لكتائب القسام في الضفة الغربية عن بعد، وينظمان الخلايا العسكرية في الضفة، ويبنيان قيادة كتائب القسام وهما يعملان تحت قيادة صالح العاروري، واحد منهما هو مازن فقهاء، الذي قام في عام 2002 بإرسال استشهادي إلى إحدى الباصات الإسرائيلية، الأمر الذي أدى الى مقتل تسعة إسرائيليين، كما أن مازن فقهاء هو صاحب الرد على اغتيال صلاح شحادة.
من جهتها، قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام إن: "العدو سيدفع ثمن جريمة اغتيال الأسير المحرر مازن فقها؛ بما يكافئ حجم الاغتيال"، مؤكدةً أن "من يلعب بالنار سيُحرق بها". وتعهدت في بيان نشرته عبر موقعها فجر اليوم السبت، بقسم "أمام الله، ثم أمام أمتنا وشعبنا بأن العدو سيدفع ثمن هذه الجريمة". وأضافت أن المعادلة التي يريد أن يثبتها الاحتلال على أبطال المقاومة في غزة (الاغتيال الهادئ) سنكسرها وسنجعل العدو يندم على اليوم الذي فكر فيه بالبدء بهذه المعادلة.
وأوضحت بأن "الجريمة من تدبير وتنفيذ العدو الصهيوني، والعدو هو من يتحمل تبعات ومسؤولية الجريمة".
ونعت الكتائب فقها، وبينت أنه ارتقى بعد رحلة من الجهاد والاعتقال والعطاء، أرّق خلالها العدو ووجه له صفعات قاتلة في قلب فلسطين المحتلة. وأشارت إلى أن لفقها دورٌ كبير وباع طويل في التخطيط والإشراف على عدد من العمليات النوعية البطولية كان أبرزها عملية الرد على مجزرة حي التفاح (عملية اغتيال القائد العام الشهيد صلاح شحادة). ولفتت إلى أنه قدّم لدينه ووطنه من جهده ووقته وعقله وسني عمره حتى لقي ربه ونال الشرف الذي سعى له منذ بداية مشواره.
ويتناسب أسلوب الاغتيال والحرفية العالية مع أساليب عمل "الموساد" الإسرائيلي حيث يتم القضاء على الضحية والتأكد من موته قبل مغادرة ساحة الجريمة وهو ما حصل بعمليات تصفيات كثيرة جرت على مدار السنوات الماضية، ومن بينها اغتيال القيادي محمود المبحوح في فندق في دبي في يناير/كانون الثاني 2010.
وفيما لم تصدر حتى الآن ردود فعل إسرائيلية رسمية على اغتيال فقها مع دخول "حرمة السبت" وإحجام غالبية الوزراء عن التصريح، ركزت وسائل الإعلام العبرية المختلفة على ذكر تاريخ فقها واتهامه من قبل الشاباك بإدارة "خلية شمال الضفة" بكتائب القسام .وسبق للشاباك أن اتهم فقها بقيادة خلية شمال الضفة ومواصلة العمل العسكري بعد الإفراج عنه في مكتب بغزة يسمى "مكتب الضفة" وهو مسؤول عن تنفيذ وتخطيط عشرات العمليات، وقلما يمر شهر دون ورود اسمه في الكثير من لوائح الاتهام التي تقدم بحق أسرى فلسطينيين من شمالي الضفة.
يذكر أن اسم الأسير المحرر ورد في صفقة وفاء الأحرار "عبد الرحمن غنيمات" بالمسؤولية عن خلية "جنوب الضفة" بغزة والذي جرى اتهامه هو الآخر بالمسؤولية عن التخطيط لتنفيذ العديد من العمليات. ويرى محللون للشأن الإسرائيلي بأن اغتيال فقها جاء لعدة أسباب من بينها أنه "الحلقة الأضعف" من بين القادة الذين يسعى الاحتلال لاستهدافهم كونه يسير بدون حراسة ويعيش في منطقة قريبة نسبيًا من الساحل.
وسبق للإعلام العبري أن نشر اسم فقهاء ضمن قائمة الاغتيالات سواءً خلال الحرب الأخيرة على القطاع صيف العام 2014 وبعدها، حيث ينسب له المسؤولية عن مقتل العشرات من الإسرائيليين بعمليات خطط لها ووجهها قبيل اعتقاله.
وفي ما يتعلق بآخر التصريحات للقادة الأمنيين للاحتلال خلال الشهر الأخير فلم يصدر تلميح مباشر بنية "إسرائيل" تغيير أسلوب عملها بالقطاع واستبدال التصفية بالطائرات بالتصفية المباشرة على الأرض عبر فرق تصفية خاصة. ونُسب لوزير الجيش أفيغدور ليبرمان قوله بداية الشهر الجاري عندما سئل بمقابلة على صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن عدم رد الجيش على أحد الصواريخ، وهل للأمر علاقة بتهديدات القسام؟ قال إنه لا ينبغي "تعويد حماس على أسلوب رد روتيني" وأن الأمن الإسرائيلي يدرس كل حالة على حدة.
بينما ورد اسم الشهيد فقهاء كثيرًا خلال عملية اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة بالخليل صيف عام 2014 وقبيل اندلاع الحرب على القطاع، حيث اتهم الشاباك في حينها "خلية الضفة" المكونة من بعض مفرجي صفقة "وفاء الأحرار" والذين يعيشون في غزة بالمسؤولية عن العملية كونها جاءت بتمويل مباشر من غزة.
أرسل تعليقك