ارتفعت في الآونة الأخيرة وتيرة جرائم القتل في قطاع غزة إذ وقعت 3 جرائم قتل مختلفة خلال ساعات في محافظات القطاع والتي أثارت حالة من الخوف والقلق والإرباك في صفوف المواطنين، ووفق مركز الميزان لحقوق الانسان فإن العام 2017 شهد 14 حالة قتل في القطاع على خلفيات متعددة .
وأشار المركز إلى أن العام المنصرم وقعت 77 حالة قتل في القطاع، ويرى مراقبون أن أسباب دوافع ارتكاب الجريمة ترجع الى الواقع الاقتصادي المرير الذي يعيشه القطاع وتعاطي المواد المخدّرة أو عقاقير الهلوسة التي تهرب إلى قطاع غزة، واستبعد الصيدلي ذو الفقار سويرجو أن تكون الحبوب المخدرة أو الهلوسة أو ما تسمى الثور لها تأثير عدواني على الانسان، ويقول"أنا غير مقتنع بأن تلك الحبوب موجودة بالأصل وإن كانت موجودة فهناك تهويل فيما يتعلق بتأثيرها العدواني بخاصةأن هذه العقاقير تصيب صاحبها بالجبن أثناء تعاطيها ".
وأضاف الصيدلي سويرجو على صفحته على "فيسبوك" "انا أعمل في مجال الصيدلة منذ أكثر من ثلاثين عامًا تعرفت خلالها على غالبية الأدوية التي تدخل قطاع غزة بشكل قانوني وغير قانوني مهرب ولم يحدث خلال تلك السنوات أن دخلت حبوب مخدّرة على هذا القدر من الخطورة مما يشاع الآن وحتى تلك العقاقير التي تحمل اسم السعادة بمختلف ألوانها وأنواعها، صحيح أنها عقاقير خطرة وغير خاضعة للرقابة ولكن حجم الضرر الذي تسببه ليس كارثيًا كما يحاول البعض تصويرها رغم خطورتها على صحة الانسان العامة و حياته الخاصة".
وتابع "أما ما يشاع عن حبوب الهلوسة والتي تحمل اسم الثور وغيرها فانا لم أصادف طول مسيرتي الصيدلانية مثل هذه العقاقير التي تذهب العقل و تتسب بإصابة المتعاطي بالعدوانية و النزوع نحو القتل "، ونفى مدير شرطة مكافحة المواد المخدرة في قطاع غزة العقيد حمدون القدرة وجود ما تسمى حبوب "الفيل الزرقاء" أو "الثور" في قطاع غزة، وقال :"لم يتم ضبط ولو حبة واحدة في القطاع على مدار الـ 10 سنوات الأخيرة".
وشدد الناطق باسم الشرطة المقدم أيمن البطنيجي أن جرائم القتل في القطاع عرضية وليست منظمة، مشيرًا إلى أن كل حادثة قتل لها دوافع مختلفة عن الأخرى، وقال البطنيجي إن الشرطة لا زالت تحقق في حادثة مقتل المسن اسماعيل غباين البالغ من العمر 70 عامًا الذي عثر عليه صباح اليوم ملقي على الأرض أمام مسكنه في تل الهوا على إثر إلقاءه من الطابق الثاني من المبنى .
وأكد اللواء تيسير البطش مدير عام الشرطة الفلسطينية أن الحالة الأمنية في قطاع غزة لا زالت تحت السيطرة ولازالت وزارة الداخلية ومنظومتها الأمنية تحقق الأمن وتضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بحقوق المواطنين والاعتداء عليهم بغير وجه حق .
وحذّرت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان من انتشار الجريمة في قطاع غزة ، مطالبة "الحكومة في غزة" ببسط سيادة القانون ومنع مظاهر الفلتان الأمني، وقالت مؤسسة الضمير في بيان لها إنها تتابع بقلق شديد تجدد جرائم القتل والوفاة على خلفيات متعددة ، والتي تندرج ضمن حالة الفلتان الأمني و والفوضى في قطاع غزة والتي أسفر عنها منذ بداية الشهر الجاري وقوع ثلاث ضحايا، وطالبت النيابة العامة في غزة بفتح تحقيق جدي في ظروف وملابسات هذه الجرائم والحوادث وملاحقة الضالعين فيهما وتقديمهم للعدالة , وبسط سيادة القانون ومنع مظاهر الفلتان الأمني .
ودعا رجال القضاء الفلسطيني بالحكم بأقصى العقوبات الرادعة بحق مرتكبي جريمة القتل، والمتسببين في حالات الوفاة غير الطبيعة، مع ضرورة مراعاة أحكام القانون الوطني الفلسطيني بما ينسجم مع قواعد ومبادئ القانون الدولي لحقوق الانسان.
وطالبت الحكومة وبشكل خاص وزارة الداخلية في غزة بضرورة إطلاق حملة وطنية للتعريف بمخاطر انتشار جريمة القتل على المجتمع والفرد، يرافقها تنفيذ إجراءات عملية من أجل تنظيم قضية الأسلحة النارية غير المرخصة، كما طالبت اجهزة الأمن في غزة بالتدخل السريع لفحص أسباب انتشار الجرائم في الآونة الأخيرة في قطاع غزة، ووضع استراتيجية وطنية تهدف لمعالجة هذه الأسباب وعدم الاكتفاء بمعالجة الآثار والنتائج، مع إقرارنا أن وجود جريمة القتل وحوادث الوفاة غير الطبيعية بمعدلاتها المعروفة حقيقة مجتمعية في المجتمعات البشرية كافة على حد قول المؤسسة، علمًا أن سيدتين ومسن لقوا حتفهم خلال أسبوع في حوادث مختلفة في القطاع والتي كان آخرها مقتل المسن اسماعيل غباين البالغ من العمر 70 عامًا ، حيث عثر المواطنون صباح الأحد على جثة المواطن ملقية على الأرض أمام مسكنه على إثر إلقائه من الطابق الثاني من المبنى .
وفي حادثة منفصلة وقعت صباح السبت الموافق 22 ابريل/نيسان 2017 ، قتلت المواطنة سعدة عاشور 31 عامًا من سكان مدينة رفح، جراء إصابتها بطعنات عدة أودت بحياتها على يد زوجها، وفي يوم الثلاثاء الموافق 18 ابريل/نيسان 2017، قتلت المواطنة نسرين حسنين 47 عامًا من سكان النصيرات وسط قطاع غزة على يد أحد المواطنين بدوافع السرقة , حيث أقدم القاتل م.هـ على اقتحام منزل المجني عليها مستغلًا خروج زوجها لسرقة أموالها، وأقدم على طعنها بأداة حادة و ضربها بأسطوانة غاز على رأسها أدى إلى إصابتها بنزيف حاد مفارقة الحياة .
أرسل تعليقك