القدس المحتلة _ ناصر الاسعد
أكّد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، أنّه "نحن جادون في عقد صفقة تاريخية على أساس حلّ الدولتين، وعلى حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف الرئيس عباس خلال مؤتمر صحافي، جمعه مساء الخميس، مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في قصر الرئاسة التونسية في قرطاج، أنه بحث آخر تطورات العملية السياسية، وخاصة الجهود الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، من أجل صنع السلام بيننا وبين الإسرائيليين.
وأوضح عباس أنّه "أكدنا للرئيس ترامب، رغبتنا في عقد صفقة تاريخية، وفق حل الدولتين على أساس حدود 1967، والقدس الشرقية عاصمتها، وحل جميع قضايا الوضع النهائي وفق قرارات الشرعية الدولية".
وأطلع الرئيس عباس نظيره التونسي السبسي على المساعي المبذولة من أجل توحيد أرضنا وشعبنا، من خلال إنهاء الانقسام، وعلى ضرورة حل اللجنة الإدارية المشكلة من قبل حركة "حماس" في قطاع غزة، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من تولي مسؤولياتها، والذهاب لانتخابات عامة بأسرع وقت ممكن، وهذا هو الطريق لتحقيق المصالحة، وإنهاء الإجراءات التي بدأناها مؤخراً.
وعن ما يجري في المنطقة قال "تحدثنا وتوافقنا على ضرورة حلها بالطرق السلمية ومن خلال الحوار، ومواجهة الإرهاب والتطرف بأشكاله كافة في منطقتنا والعالم"، وأكد عباس على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية، ومواصلة تشجيع الزيارات المتبادلة بين البلدين على جميع الصعد، وعلى ما اتفق عليه وزراء خارجيتنا من انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة على المستوى الوزاري في فلسطين قبل نهاية هذا العام، وعلى التعاون الثنائي بين وكالتي التعاون التونسية والفلسطينية خاصة في القارة الإفريقية. كما أعربنا قلقنا البالغ من التغلغل الإسرائيلي في القارة الأفريقية وضرورة مواجهته عبر عمل ثنائي بين فلسطين وتونس، وعمل عربي وإسلامي مشترك.
ونوّه عباس إلى أنّه "في هذا الإطار لا يمكننا أن ننسى احتضان تونس لثورتنا الفلسطينية إلى أن كتب الله لنا أن نعود إلى فلسطين، وهذه بادرة خير كي نحصل مستقبلا بدعم من تونس على دولة فلسطينية مستقلة".
وبيّن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، أن المرء لا يرحب به في عقر داره، والعلاقات بين فلسطين وتونس جذورها ممتدة في التاريخ، ونحن شعب واحد وقيادة واحدة، ومن حسن حظ الجميع أن القيادة الفلسطينية لما خرجت من تونس ذهبت إلى فلسطين، تماما كما حصل عندما احتضنت تونس الثورة الجزائرية.
وأعرب السبسي عن فخره بشعب فلسطيني الذي يعتبر من الشعوب العربية المتقدمة، واعتبر اللقاء مناسبة لتأكيد التزام تونس بالقضية الفلسطينية، التزاما لا تشوبه شائبة، حيث نتابع في تونس بكثير من الاهتمام ما يجري في فلسطين، في ظل صلف وتحدي الاحتلال الإسرائيلي وقلبه الحقائق وفرضه سياسة الأمر الواقع، لكن ما ضاع حق وراءه مطالب، ولا بد أن يتعاملوا مع الواقع الذي يقول إنه لا حل في فلسطين ولا في الشرق الأوسط، الذي تحتل القضية الفلسطينية محوره إلا حل الدولتين.
وأضاف السبسي أن هذا الحل سيكون واقعا يوما ما، أم كل تلك الدعوات المقتنعة وغير المقتنعة به، وتلك التي تنادي بيهودية الدولة، فهذه حلول غير منطقية ولا مقبولة ولا قابلة للتطبيق لأن دولتهم لا يمكن أن تكون دولة يهودية، لأنه ستكون دولة استئصالية، إحلالية، أما بقية الحلول والمقترحات فهي غير مقبولة إلى جانب كونها حلولا غير قابلة للتطبيق أو النقاش من أساسها، وأعرب عن إيمانه أن فلسطين سائرة بخطى ثابتة نحو الدولة المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس، أما الاستيطان فالكل يعلم أنه استيطان غير قانوني ولا شرعي، فهو استيطان قائم على أرض فلسطين وهو إلى زوال لا محالة.
أرسل تعليقك