غزة - علياء بدر
أطلق مجموعة من المحترفين في قطاع غزة، أخيرًا، نواة "أكاديمية احتراف السباحة والغوص الحر"، والتي لاقت إقبالاً واسعًا من الهواة، من كل محافظات القطاع المحاصر.
وقال رامي مقداد، أحد مؤسسي الأكاديمية، والذي يحترف الغوص والصيد بمسدس الماء: "انتشرت المجموعة التي أسست لهواة الصيد بصورة كبيرة بين مستخدمي موقع فيسبوك، ما أتاح لنا التعرف على عدد كبير من محترفي الغوص، والرياضات البحرية المختلفة، لنتفق بعدها على عقد اجتماع داخل ميناء غزة لنستعرض قدراتنا وإمكاناتنا، وبعد اجتماعات عدة، طرحنا خلالها أفكارًا مختلفة، استطعنا تشكيل فريق مميز من المدربين، لنبدأ في تأسيس أكاديمية لاحتراف السباحة والغوص الحر، تضم معظم المحترفين في قطاع غزة".
ويعد الصيد بمسدس الماء من أصعب الرياضات البحرية، حيث يعتمد على الغوص والوصول إلى الصخور العميقة، وطول النفس تحت الماء، ويحتاج إلى تركيز عالٍ، لذلك يعد من أقل رياضات السباحة انتشارًا في قطاع غزة، إلا أنه صديق للبحر، ويحافظ على الثروة السمكية، نظرًا لأن من يمارسه لا يصطاد إلا الأسماك الكبيرة.
ولا يكترث "مقداد" وأصدقاؤه ببرودة ماء البحر في فصل الشتاء، أو عتمته ليلاً، ليغوصوا تحت موجه، ولا ينير طريقهم، الذي يشقونه بين الصخور، سوى كشاف صغير يتخذونه دليلاً، لملاحقة الأسماك الكبيرة وصيدها بمسدس الماء.
واستطاع "مقداد" وزملاؤه، خلال الفترة الماضية، تدريب ما يزيد عن 500 غواص على الصيد بمسدس الماء، وتشكيل مجموعات من جميع محافظات قطاع غزة، لينظموا بعدها عدد من الرحلات البحرية في عدة مناطق صخرية، في بحر غزة.
وأكد "مقداد" أن هذه الهواية يمكنها أن تحقق الاكتفاء الذاتي، فهو لم يشتر السمك منذ 10 أعوام، كما يؤكد أنها تشكل له مصدر رزق، لكنه عمل مرهون بتقلبات المناخ وهدوء البحر. ويطمح الناشطون أن تقفز أحلامهم من أكاديمية تدريب السباحة والغوص إلى تأسيس الاتحاد الفلسطيني للرياضات البحرية.
وقال ماهر أبو مرزوق، الحاصل على المركز الثالث في مسابقة مهارات الغوص الدولي عام 1996، وهو أول فلسطيني يحصد لقبًا دوليًا، إنهم أرسلوا إلى الجهات المختصة في حكومة رام الله وقطاع غزة طلبًا لتأسيس "الاتحاد الفلسطيني للرياضات البحرية"، وينتظرون الرد، ليبدأوا رسميصا في تدريب الكوادر الموجودة وتوظيفها، للمشاركة في المسابقات العربية والعالمية في السباحة والغوص.
وترتطم أحلام غواصي الأكاديمية بحائط الحصار الإسرائيلي، المفروض على غزة منذ عقد من الزمن، حيث يمنع الاحتلال دخول معدات السباحة والغوص إلى القطاع، ليتركوا فريسة للتجار. ويقارن "أبو مرزوق" بين أسعار المعدات قبل وبعد الحصار، حيث كان ثمن مسدس الماء قبل الحصار 200 شيكل، أي نحو 55 دولار أميركي، والآن يفوق الـ1500 شيكل، أي نحو 400 دولار، إن وجد، كما كان ثمن بدلة الغوص 300 شيكل، أي 70 دولارًا، والآن يزيد عن 2000 شيكل، بما يعادل 550 دولارًا، هذا لو توافرت، وقس على ذلك باقي المعدات من زعانف ونظارة ماء وغيرها.
ويخشى "أبو مرزوق" ورفاقه من اندثار رياضتهم، نتيجة عدم دخول الأدوات والمعدات إلى القطاع، مبينًا أنهم يجمعون اشتراكات بسيطة من الأعضاء لشراء الأدوات والمعدات المتوافرة، والاحتفاظ بها.
أرسل تعليقك