سارة شعراوي تطرح قصة بطلة خارقة تعاقب المتحرشين
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

قدمت "هانا" التي تجمع بين كل النساء داخل الدول العربية

سارة شعراوي تطرح قصة "بطلة خارقة" تعاقب المتحرشين

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - سارة شعراوي تطرح قصة "بطلة خارقة" تعاقب المتحرشين

"بطلة خارقة" تعاقب المتحرشين
القاهرة ـ منى المصري

وقفت شابة ترتدي الأسود، على منصة إحدى صالات العرض في لندن، تصرخ بشدة مهددة أنها ستعاقب كل رجل تحرش بها في شوارع القاهرة، وستحفر على وجهه كلمة "متحرش" وستخيط له جفنيه. وهذه المرأة العشرينية الغاضبة، التي يفترض أنها تقف على سطح أحد الأبنية، هي "بطلة خارقة" كتبت قصتها سارة شعراوي ذات الـ 29 عامًا.

وبدأت سارة كتابة مسرحيتها منذ عام 2013، وتقول إن الفكرة ببساطة هي "عن صعوبة أن تكوني امرأة في القاهرة بدءًا من سن البلوغ"، لذا كتبت قصة عن "هانا"، الرسامة المصرية التي تعمل على تأليف كتاب رسوم هزلية عن بطلة خارقة. وأضافت سارة "النص لا يزال - للأسف - صالحا حتى اليوم وسيبقى كذلك لوقت طويل ليس فقط في البلاد العربية. الأوضاع مختلفة في مصر الآن لكن المشكلة لا تزال موجودة". ودرست سارة المسرح والتاريخ في الجامعة الأميركية في القاهرة التي تخرجت فيها عام 2011 لتسافر بعدها مباشرة إلى اسكتلندا وتدرس برنامج ماجستير في المسرح الأوروبي. ولا تزال تزور مصر تقريبا مرة كل سنة.

"وتابعت أحب كثيرا هذه الشخصية الخارقة .. هي مزيج من نساء عدّة أعرفهن في مصر. هي الجزء الغاضب مني.. إن أزعجني أي رجل فهي دائما موجودة معي". وتردد بطلة المسرحية هانا طوال العرض قواعد فهمتها تقريبا كل الفتيات عند السير وحدهن في شوارع مدن عربية: امش بسرعة، لا تنظري مباشرة في أعين الرجال، لا تجلسي في مقعد سيارة الأجرة الأمامي وتفادي الحديث مع السائق، اصرخي إن اقترب رجل غريب منك، ويفضل أن تحملي أداة حادة معك للحماية".

وتتغير هذه القواعد قليلا في المدن الأوروبية، كما تقول حنا، فمثلا يضاف إليها "انتبهي من قبول مشروب من الغرباء، لا تشربي كثيرا، ولا تتأخري في العودة". وتشرح البطلة كيف ابتعدت عن ارتداء الثياب الملونة واكتفت بالأسود كي لا تلفت النظر أبدا. وتتذكر بطلة المسرحية هانا ما مرت به مذ كانت فتاة في الـ 12 تتعرض "لمعاكسة" من قبل شباب على طريق العودة من المدرسة، وباعة، وعساكر، وحتى كشابة في العشرين عندما زارت لندن وخرجت للسهر مساء، وصولًا إلى حادثة التحرش الجماعي بالنساء في ميدان التحرير في القاهرة.

وفي تلك اللحظات، عندما كانت "مئات الأيادي تمتد للمس النساء" في ميدان التحرير، تقول حنا إنها رأت بطلتها الخارقة "عندها رأيتك.. كان الناس يتفرجون على الاعتداء.. كنت متجمدة. لا أصرخ. كنت فقط أقول أرجوك ياالله أوقف هذا.. أريد أن أرى السماء".

ولم تكن كاتبة المسرحية سارة شعراوي شاهدة على حوادث الاعتداء الجماعي في ميدان التحرير عام 2012، لكنها كتبت النص بناء على شهادات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ووثقتها مجموعات معنية بمناهضة التحرش الجنسي، وبناء على شهادات صديقات تطوعن في حملات حماية النساء. ورغم أن العنف الجنسي كان مشكلة في مصر منذ زمن، إلا أن ظاهرة التحرش الجماعي ازدادات بنحو ملحوظ منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في 2011، حتى أنها اعتبرت "جانبا مظلما" للثورة المصرية. وسجلت أشد حوادث التحرش خلال الاحتجاجات في ميدان التحرير.

وتحدثني سارة أكثر عن حبكة مسرحيتها، "في كتيبات الرسوم الهزلية هناك دائما حدث حاسم يتحول فيه الشخص العادي إلى شخصية خارقة مثل باتمان. كان لابد من وجود مثل هذه اللحظة في المسرحية فكان مشهد ميدان التحرير". وأضافت "عندما لايمكن مواجهة الأشياء الصغيرة، عندما نسمح للمجتمع أن يجعل من ثقافة التحرش والاغتصاب أمرًا عاديًا عندها لابد أن يحدث شيء ما. اليوم هناك حملات جيدة جدا بهذا الخصوص في مصر، وأصبح الناس أكثر وعيا لأن ما وصلنا له كان لحظة حاسمة".

قد تبدو الشخصية الخارقة المقنعة بنقاب لتعاقب المتحرشين ردة فعل مبالغ فيها، لكن هذا الحل الفردي الذي تأخذ فيه المرأة حقها بيدها لا يطرح فنيا لأول مرة؛ ففي كانون الأول/ ديسمبر ٢٠١٠ عرض فيلم مصري بعنوان 678 الذي يحكي قصة امرأة محجبة لم تعد تحتمل التحرش بها في باصات النقل العامة وفي الطرقات فتبدأ باستخدام أدوات حادة (كدبوس حجاب الرأس أو موس)، لضرب المعتدي على عضوه الذكري.

وكان المجلس القومي للمرأة قد رفض في أكتوبر/تشرين الأول ما جاء في تقرير أعدته مؤسسة "رويترز" الذي صنف القاهرة على أنها "أخطر" مدينة كبرى في العالم على النساء، وقال إن البرلمان يناقش مشروع قانون لحماية المرأة من العنف. وسارة واعية تماما لطبيعة جمهورها البريطاني لذا اختارت أن يكون "النقاب" هو قناع شخصيتها الخارقة "لجذب الناس بالصورة النمطية".

وعدّلت على نصها المكتوب بالإنجليزية أكثر من مرة، ولا تزال تنتظر تمويلا لتحويله من مجرد نص يقرأ على المسرح إلى عرض متكامل، وتقول لي "لا أحد يريد المجازفة بإنتاج العرض لأني لا أزال كاتبة جديدة". وتخبرني مطولًا عن حياتها في مدينتها غلاسكو في اسكتلندا؛ فسارة تمثّل أحيانا خاصة مع ازدياد المواضيع المتعلقة بالعرب واللاجئين، وتكتب مسرحيات، وتدرّس ورشات كتابة، كما تقوم بمهام إدارية في بعض المهرجانات الثقافية. وتقول إنها "امرأة مصرية... وكاتبة اسكتلندية". و"كانت الحياة صعبة في البداية، لكني اليوم أعرف جيراني وأقابل ناس أعرفهم في الشارع.. أصبح لي مجتمعي الخاص. وعلى صعيد العمل، الجو الثقافي هنا كبير بما فيه الكفاية للقيام بما أريد، وصغير بما فيه الكفاية لنعرف بعضنا جيدا نحن العاملون بالمجال الثقافي".

 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سارة شعراوي تطرح قصة بطلة خارقة تعاقب المتحرشين سارة شعراوي تطرح قصة بطلة خارقة تعاقب المتحرشين



هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك

GMT 06:28 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

7 أخطاء يجب عدم الوقوع بها في موضة الصيف

GMT 20:52 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

طرق مذهلة لـ إخفاء الهالات السوداء بالمكياج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday