الضفة الغربية.فلسطين اليوم
أكد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، أحمد سعدات ، أن الأسرى صنعوا بإرادتهم الفولاذية ملحمة جديدة ، وأثبتوا أن الحقوق تنتزع ولا تُستجدي ، لافتًا إلى أن المواجهة لا تنتهي مع نهاية الإضراب بل يجب أن تتواصل من أجل تصليب منجزات الإضراب وتوسيعها والبناء عليها لإعادة بناء وتوحيد جسم الحركة الوطنية الأسيرة ومضاعفة دورها ، ومغادرة حالة التشرذم والانقسام وتقديم النموذج الحي لشعبنا لدفع الجهود الصادقة نحو مغادرة الوضع الفلسطيني لأزمته الراهنة وطي ملف الانقسام.
وأضاف بيان صادر عنه من سجن ريمون الإسرائيلي ، "رغم أنه من المبكر تقييم إنجازات الإضراب قبل صدور بيان رسمي من قيادة الإضراب ، مع ذلك نستطيع القول إن عجز الاحتلال عن كسر الإضراب أو احتوائه يشكّل نصرًا للأسرى وإرادتهم وتصميمهم على مواصلة المواجهة ، ولهذا النصر دلالاته الهامة ، أولها إعادة التأكيد على حقيقة أن الحقوق تنتزع ولا تُستجدي وأن المقاومة شكّلت الرافعة الأساس لكل إنجازات شعبنا في محطات ثورته المتعاقبة ، والدلالة الثانية هو أن اختلاف فصائل الحركة الوطنية الأسيرة واسقاطات عملية الانقسام لم يحل دون توحيد فصائل العمل الوطني والإسلامي في ميادين المواجهة، ما دامت البوصلة موجهة نحو جبهة التناقض الرئيس مع الاحتلال.
واستطاع الأسرى المضربون بصمودهم وإرادتهم وعزيمتهم إفشال المحاولات الهادفة لإجهاض الإضراب وتفكيكه ، والتي لم تستثن مخزون القمع الذي ساهم في تدهور الحالة الصحية للأسرى عبر الممارسات القمعية والإجراءات في حق المضربين وفي مقدمتها سياسة النقل التعسفي ، والتي لم تتوقف حتى اللحظات الأخيرة ، عدا عن محاولاتهم بث الأكاذيب والإشاعات والتشكيك.
وواجه الأسرى الأبطال بصلابة هذه الممارسات والسياسات كافة ، وصنعوا على امتداد 41 يومًا بإرادتهم الفولاذية ملحمة جديدة في مواجهة الاحتلال تضاف إلى نضالات الشعب في محطات الحركة الوطنية المتعاقبة.
وقال سعدات في بيانه إن هذا الانتصار كان أيضًا ثمرة لجهود شعبنا والتفافهم حول الإضراب أفرادًا ومؤسسات وطنية وحقوقية وإنسانية وشعبية وتضحيات الشهداء والجرحى والمعتقلين ، ودعم وإسناد القوى الشعبية العربية على إمتداد الوطن العربي وأحرار العالم من قوى ومنظمات شعبية ولجان التضامن وبرلمانيون وتفرعات الحركة الشعبية المناهضة للعولمة، ولجان المقاطعة الدولية BDS ، لكل هؤلاء الذين شاركونا في الإنهاء المشرف لإضرابنا التحية والتقدير والتثمين، ونخص بالذكر ذوي الشهداء والجرحى والمعتقلين ، موجهًا الشكر إلى القوى الشعبية وطنيًا وعربيًا ودوليًا والتي ساهمت في تعزيز صمود الأسرى وإيصال معركتهم إلى جادة النصر.
أرسل تعليقك