غزة - فلسطين اليوم
تحدى عشرات الشبان جيش الاحتلال مجددًا، وتسللوا إلى أكثر نقاط الجيش تحصينًا شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، الثلاثاء، ونجحوا بزرع العديد من الأعلام الفلسطينية على السياج الفاصل، وفي قلب الأراضي المصادرة.
شجاعة وتحدي
وتجهز الشبان متسلحين بالأعلام الفلسطينية، وبدؤوا بالتقدم تحت غطاء الدخان الكثيف لإطارات السيارات التي سبق وأشعلوها خصيصًا لهذا الغرض، حتى وصولوا إلى السلك الشائك شرق بلدة عبسان الجديدة، وشرعوا بغرس الأعلام الفلسطينية على طول السلك، وعمدوا إلى تثبيتها بشكل قوي، وربطها بأسلاك معدنية، لتصعيب إزالتها.
وبعد انتهاء الأعلام التي كانت بحوزة الشبان، طلبوا إمدادهم بأخرى، وواصلوا تعليقها في مناطق أخرى شرق المحافظة، بينما انطلق آخرون لتخريب مواقع ونقاط استخدمت أيام الجمعة من الأسابيع الماضية في قنص الشبان والمتظاهرين، وتمكنوا من إحداث ثغرات في السياج الفاصل، كما حطموا كاميرات مراقبة ومعدات رصد وتجسس زرعتها قوات الاحتلال على طول الخط المذكور.
بعد ذلك بدأ المتظاهرون بالتخريب في مواقع الاحتلال، وقطعوا أسلاك كهربائية، وحطموا مصابيح إنارة، وأزالوا تحصينات أقيمت خلف نقاط القنص، ولم يتحرك الشبان من مناطق خط التحديد، حتى عادوا محملين بغنائم استولوا عليها من داخل مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية، وجدوها خالية من الجنود لحظة الوصول إليها.
مقاومة من نوع آخر
وأكد الشاب خالد عمر أن نشر الأعلام على خط التحديد يعتبر ثالث تحدي لقوات الاحتلال في غضون أقل من أسبوعين، ويأتي بهدف إرباك وإخافة الجنود الإسرائيليين، خاصة بعد كمين العلم، وحالة الهلع التي يعيشونها إذا ما رأوا علمًا معلقًا على السياج الفاصل وقال عمر "هم خافوا من علم واحد وأطلقوا تجاهه قذائف، وها نحو نشرنا لهم السياج كله بالأعلام، ولا نخشى رصاصهم ولا قذائفهم، وهذه أرضنا وسنعود إليها".
أما الشاب إبراهيم جلال "33 عامًا"، فأوضح أن كل ما يحدث يأتي تمهيدًا لمسيرة العودة الكبرى التي ستنطلق بالتزامن مع إحياء ذكرى النكبة في أيار/ مايو المقبل، وهو ذات الوقت الذي يحتفل به الاحتلال بإعلان قيام دولته على التراب الفلسطيني، وأيضًا سيشهد نقل السفارة الأميركية للقدس الشريف، مؤكدًا على وجوب استمرار الفعاليات والتظاهرات والمصادمات على طول خط التحديد شرق وشمال القطاع، وعدم اقتصار ذلك على يوم الجمعة، فهذا أفضل رد على قرار نقل السفارة الأميركية للقدس، ورسالة للاحتلال ومن يسانده، أن الفلسطينيين متمسكين بأرضهم وحقوقهم، ولن يتنازلوا عنها.
وكان جنود الاحتلال بدؤوا وبعد نجاح "كمين العلم"، وتفجير عبوة ناسفة كانت مزروعة تحت علم معلق على السياج الفاصل ما أسفر عن إصابة أربعة جنود، بالتعامل مع الأعلام بشكل حذر، وإنزالها إما بواسطة ربوت يتم التحكم فيه عن بعد، أو من خلال إطلاق الرصاص أو القذائف نحوه.
أرسل تعليقك