القدس المحتلة ناصر الأسعد
برع المتظاهرون في محافظة خان يونس في مقاومة الاحتلال بطرق عدة، فبعد "كمين العلم"، وما أحدثه من رعب لدى جنود الاحتلال استغل المتظاهرون حالة الهلع وشرعوا بغرس الأعلام الفلسطينية على طول خط التحديد كلما أتيحت لهم الفرصة، ما يتسبب في استنزاف قوات الاحتلال، التي تُجلب في كل مرة ترغب فيها بإزالة علم قوات كبيرة، وترسل ريبوت آليًا لإزالته، وأحيانا تطلق نحوه قذائفها، لكن المتظاهرين لم يكتف بذلك، إذ بدؤوا بابتكار طرق وأساليب جديدة لمقارعة الاحتلال، كان آخرها زرع أجسام معدنية تشبه العبوات والقنابل، ووضعها قرب خط التحديد بهدف إخافة الجنود.
وأثار محرك غسالة قديم معطوب، نجح متظاهرون في نقله ووضعه قرب خط التحديد، هلع جنود الاحتلال، الإثنين، بعد أن ظنوه عبوة ناسفة زرعت لهم، فهرعت دبابات، وجرافات، وفرق هندسية، إلى المنطقة، ثم بدأت عملية توغل واسعة مدعومة بغطاء جوي كثيف من الطائرات الاستطلاعية، وقال مزارعون من بلدة عبسان، إن جنود الاحتلال المتوغلين عند الأطراف الشرقية من البلدة استنفروا، وأرسلوا "ريبوت" آلي يتم التحكم فيه عن بعد، من أجل تفجير العبوة المزعومة، غير أنهم وبعد محاولات عديدة اكتشفوا أنهم وقعوا في شرك الخديعة، ما أجبرهم على الانسحاب، بعد عمليات تجريف استهدفت أراضي المواطنين شرق البلدة.
وبعد الحادثة المذكورة كثّفت قوات الاحتلال من انتشارها قبالة البلدة، وخلال ساعات الليل أطلق جنود الاحتلال المتمركزين داخل أبراج المراقبة قنابل ضوئية في الهواء، علمًا أن نشطاء شاركوا في تظاهرات الجمعة الماضية، كانوا قد توعدوا الاحتلال بإرباكهم على طول خط التحديد.
أرسل تعليقك