زلة لسان وليد
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

زلة لسان وليد

 فلسطين اليوم -

زلة لسان وليد

بقلم: بدر الدين الإدريسي

لا أستطيع أن أجزم بوجود قصدية في هذا التصادم الذي يأتي في هيئات كثيرة بين وليد الركراكي وبين رجال الصحافة، فالرجل ما فوت ندوة صحفية إلا وصوب أعيرة نقدية إلى الصحفيين، إما يتهمهم بالتطاول على اختصاصاته وإما يهاجمهم بسبب التأويلات التي تقدم بها تصريحاته للرأي العام الرياضي، بسبب أنه لا يتقن اللغة العربية وإما ينبههم إلى أنه الآمر والناهي تقنيا داخل الفتح، ولا أحد بمقدوره أن يفسد الود المهني الذي يسود علاقته برجال القرار داخل الفتح.

لا أستطيع الجزم بوجود نية مبيتة من وليد الركراكي لاختلاق هذه التصادمات، ولكنني أقف حائرا حيال الكثير من التصريحات التي يطلقها وليد كلما سنحت له الفرصة، والتي لا يمكن أبدا أن تكون أساسا لفلسفة تواصلية قائمة بذاتها تميز وليد الركراكي عما عداه من المدربين، فما لا يجب التضحية به أيا كانت المبررات، هو الاحترام الذي يجب أن يميز علاقة وليد برجال الصحافة أيا كان مذهبهم في التحليل، وأيا كانت الخلفيات التي تتحكم في كتاباتهم، ولا أظن أن هذا كان أول درس تلقاه وليد يوم قرر بعد الاعتزال، أن يدخل قاعات الدرس والتحصيل ليتعرف على المعاني السامية لمهنة التدريب.

ليس من مصلحة الفتح التي تبنى حجرة حجرة هرمها الكروي ولا من مصلحة وليد الركراكي الذي يمضي سنواته الأولى في الممشى التدريبي الذي يطول أو يقصر بحسب ذكاء وكاريزمية المدرب، ليس من مصلحة لا هذا وذاك أن تفتح جبهة لا حاجة لأي كان بها، جبهة يصر وليد الركركي أن يقف في خطها الأول ليتراشق مع الصحفيين وهو أعرف الناس بأن كثرة اللغو تفقد القدرة على صنع الخطاب الإعلامي المتماسك والرصين.

وإن كان وليد يعتز بأنه حقق في بداية مشواره التدريبي ما لم يحققه غيره من المدربين من ألقاب، فإن ذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون ذريعة لكي يشرع وليد الأبواب ويرمي بكلام على عواهنه قد يصبح ذات يوم جمرة بها يحرق لسانه، وأيا كانت الإنجازات فإنها لا يمكن أن تنال من التواضع، كما أن لا حق لوليد أن ينكر فضل الصحافة عليه لاعبا ومدربا، فقد ميزته وباركت ما تحقق له، وإن فعلت ذلك من صميم حرفيتها فليس بهكذا طريقة تجازى وتكافأ.

وعندما بادرت إدارة الفتح إلى تجديد عقد وليد الركراكي وتحصينه بما يتناسب مع فكره ومع ما أنجزه، مستفيدا من عمل سبقه إليه المدرب جمال السلامي، فإن الصحافة هنأت الفتح على أنها استبقت بأسلوب احترافي جديد على المشهد الكروي الوطني، فكيف لهذه الصحافة اليوم أن تكون في طليعة من ينادون بفك الارتباط بين الفتح ووليد؟ كيف لها أن ترمى من وليد بتهمة لا قبل لها بها؟

قبل أسابيع لا أستطيع حصرها، دخل وليد الركراكي من حيث لا يدري جحرا لدغته منه الصحافة من مسؤوليتها الإعلامية والأخلاقية ممسكة إياه من لسانه، وبرغم ما أبداه وليد من مقاومة لفك خيوط التهمة عنه، إلا أنه عجز عن ذلك، ووجدتني أرتبط به هاتفيا من منطلق ما ربطني به على الدوام من علاقة مؤسسة على الاحترام والغيرة، لأدعوه إلى مطابقة هذا الذي ينطق به في الندوات الصحفية مع ما يفكر فيه، ووقفت معه على حجم التناقض السافر الموجود بين ما يقوله وما كان يفكر فيه أصلا، حتى أنني نصحته بالكف عن الترجمة الفلكلورية لكلمات بالفرنسية إلى العربية، لأنه أحيانا يأتي بالنقيض لما يقصده، وقلت له، إن كنت تجد راحتك في الحديث باللغة الفرنسية، فافعل إلى أن تتقن اللغة العربية، فذاك أهون من أن يصبح الاجتهاد مجلبة لصداع الرأس وللانتقادات ولحرب مع الصحافة ومع الرأي العام الرياضي أنت في غنى عنها.

كصحفيين سنسامح وليد على أنه أخطأ في حق الصحفيين، وسنسامحه أكثر على أنه أخطأ في حق اللغة العربية التي كرمها الخالق عز وجل بأن جعلها لغة القرآن، وسنعتبر ما قاله وليد زلة لسان ليس إلا..

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زلة لسان وليد زلة لسان وليد



GMT 08:55 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

أحمد في ورطة؟

GMT 11:28 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل لن يخذلنا

GMT 19:27 2018 الخميس ,13 أيلول / سبتمبر

ميسور لك حبي واعتذاري

GMT 12:54 2018 الأحد ,12 آب / أغسطس

السوبر الإسباني وسيلة لا غاية

GMT 09:33 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

018 ـ 2026: ضربتان موجعتان

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك

GMT 06:28 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

7 أخطاء يجب عدم الوقوع بها في موضة الصيف

GMT 20:52 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

طرق مذهلة لـ إخفاء الهالات السوداء بالمكياج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday