مكاتب الإصلاح الأسري بين الضرورة والتنفيذ
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

مكاتب الإصلاح الأسري بين الضرورة والتنفيذ

 فلسطين اليوم -

مكاتب الإصلاح الأسري بين الضرورة والتنفيذ

بقلم - مرام مغالسة

أنشئت مكاتب إصلاح وتوفيق أسري في المحاكم الشرعية للنظر في النزاعات الأسرية المحالة إليها من المحاكم الشرعية أو بطلب مباشر من الأطراف المتنازعة بحيث يقوم قاضي الإصلاح ببذل الجهد للصلح أوالتوفيق بالكيفية المناسبة مع الاستعانة بخبراء؛ وقد تضمن نظام مكاتب الإصلاح والتوفيق الأسري لعام 2013 مفهومين: أولهما: الإصلاح وهو إصلاح ذات البين وإعادة الحياة الزوجية بين الطرفين، وثانيهما: التوفيق وبذل الجهد لتقريب وجهات النظر للوصول لاتفاق قانوني نافذ ذو حجة قضائية وفقا لقانون الأحوال الشخصية . وفي حال لم تفلح مكاتب الإصلاح بالإصلاح أوالتوفيق يتم إعادة الأطراف المحالة للمحاكم المحيلة واعادة الأطراف المبادرة لمراجعة المحاكم المختصة وفق الحاجة .

ورغم حمل دائرة قاضي القضاة عبء التوفيق والإصلاح الأسري متفردة وعلى عاتقها إلا أن ذلك لا يخرج الإصلاح من كونه مشروعا وطنيا يتطلب تكاتف جهود المختصين على مستوى المؤسسات الحكومية واللاحكومية، بما يرتقي باللحمة الأسرية والأمان العائلي مع حماية الحلقات الأضعف منها رجالا كانوا أم نساء وبما يحمي المصلحة الفضلى للأجيال الناشئة ؛ لأن التوفيق هو تعزيز للغة الحوار المنتج والصريح بين أفراد الأسرة وهو تحفيز حس مسؤولية الفرد أمام نفسه وأسرته، بما يتطلب تشاركية برامجية على مستوى الوطن لاختلاف احتياجات افراد الأسرة وتشعب الإختصاصات في وقتنا الآني .

ورغم وجود احتياج مجتمعي عظيم لمبادرة الإصلاح والتوفيق إلا أنها مازالت تجربة غضة تحتاج مزيدا من الدعم والتحديث وفق التالي :ـ

اولا :ـ الأصل في فكرة الإصلاح التعميم لا التخصيص من حيث التوزيع الجغرافي ؛ حيث مازالت مكاتب الإصلاح موجودة في جزء يسير من المحاكم الشرعية وهذا يعيق مراجعي المحاكم الشرعية في المناطق الأخرى من الوصول لخدمات التوفيق والإصلاح .

ثانيا :ـ الأصل في الإصلاح الأسري أن يكون خط الوفاق القانوني الأول لمراجعي المحاكم الشرعية بما يرتب عدم تسجيل قضايا شرعية إلا بعد تمام مساعي التوفيق والإصلاح حتى يتسنى دعوة الأطراف وتقديم المشورات القانونية والمختصة لهم قبل الإحالة للقضاء وانفلات البغضاء؛ وبذلك يحقق المشروع هدفه بالإصلاح ويردع عن القضاء الشرعي الكثير من القضايا المتفرقة التي لا تتطلب إلا مزيدا من الوقت والجهد، لكون الإصلاح والتوفيق ينظر في عدة مطالب قانونية في مجلس واحد، بما يجنب تشتيت تسجيل قضايا الأسرة الواحدة عند أكثر من هيئة قضائية بما يرهق المتداعيين.

ثالثا :ـ إن اقتصار خدمات مكاتب الإصلاح على الطلب الثنائي يحرم عددا من الأسر من فرص الإصلاح والتوفيق ؛ لأن رفض احد الأطراف للحوار من أهم أسباب تعثر الأسر، وهنا يكمن الدور الحقيقي لمكاتب الإصلاح – افتراضا – وهو دعوة الطرف المتعنت وتجسير الحوار، فلابد من تفعيل استقبال الطلب الواحد لدعوة الطرف الثاني لأن المصلحة الفضلى للأسرة هي واجبا على جميع أفرادها ولا تقتصر على فرد دون الآخر.

رابعا :ـ إن الإصلاح الأسري في ظل الحياة المتطورة لا يكفيها كلمة التطييب من قبل طرف محايد ذو وقار ولا يكفي فيها الرجوع لقواعد الشرع - وإن كانت قواعد الشرع المقننة تفيد في حالة التوفيق إلى وثيقة نافذة فقط – فالإصلاح علم تطور وفي طريقه إلى مأسسة مهنية في الإقليم، والذي يقوم على تحديد دقيق لسبب المشكلة بين أي زوجين مع تحديد نوعها ودرجتها وتتبع أثرها من قبل مختصين وفق دراسة منهجية معمقة في التحليل العلمي والتطبيق، بما يتطلب أحيانا وضع برامج تعديل سلوكي لأحد الأطراف أوتنظيم جلسات حوارية بين الطرفين، وهذا يتطلب تكاتف في الجهود المؤسسية لفتح قنوات معالجة وضبط أسباب التفكك الأسري مع مؤسسات مساندة كدار ضيافة الطفل في اتحاد المرأة الأردنية وجمعية التدريب والإرشاد الأسري. إن مشروع الإصلاح الأسري من أوسع أبواب إنصاف النساء والأطفال وكبار السن في أسرهم، وهو من أولى المشاريع بالدعم المادي والمعنوي.

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكاتب الإصلاح الأسري بين الضرورة والتنفيذ مكاتب الإصلاح الأسري بين الضرورة والتنفيذ



GMT 18:13 2016 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

الزواج المبكر انتهاك مقنن للطفولة

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 09:13 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة وصاخبة في حياتك العاطفية

GMT 23:21 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

اكتشاف بروتين الدم المتورط في الاكتئاب

GMT 14:01 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:04 2016 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

علماء يشرحون التعديلات الوراثية المطلوبة للعيش أصحاء

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 19:16 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

ميسي وسواريز يقودان تشكيل برشلونة أمام لاس بالماس

GMT 18:09 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الآسيوي يعاقب الأندية العمانية

GMT 13:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

مواد وظيفية فلورية تستخدم في علاج السرطان

GMT 04:24 2017 الإثنين ,10 تموز / يوليو

يد الأهلي يسعى لضمّ القطري محمود زكي

GMT 03:21 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

صيني يؤكد اكتشافه طرقات غامضة على كبسولته الفضائية

GMT 14:49 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

رياض محرز جعل من سارسيل الفرنسية مقصدا لكشافي النجوم

GMT 07:20 2017 الثلاثاء ,25 تموز / يوليو

جزيرة "هولبوكس" قبلة للعطلات ومثالية للاسترخاء

GMT 18:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

الطراز الريفي في ملكية ريز ويذرسبون المباعة

GMT 07:12 2020 السبت ,27 حزيران / يونيو

ملاحظات حول مستقبل انتشار فيروس كورونا!!

GMT 22:05 2020 الخميس ,23 إبريل / نيسان

فولكس فاجن تعلن عن موعد إطلاق Tiguan الجديدة

GMT 19:59 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

8 نصائح لتحويل شرفتكِ إلى حديقة غنّاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday