اقتراح علمي لمكافحة الإرهاب والصراع
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

اقتراح علمي لمكافحة الإرهاب والصراع

 فلسطين اليوم -

اقتراح علمي لمكافحة الإرهاب والصراع

د. جون هاغلين

كل الدول اليوم معرضة إلى خطر الاعتداء. فالمناهج الدفاعية والاستراتيجيات العسكرية التقليدية في عجز متزايد إزاء حماية دولها ضد أي هجوم إرهابي.‬ نرى تحالفات عسكرية تتشكل لمحاربة الارهاب وبالاخص في منطقة الشرق الاوسط. لكن هل ستكون هذه التحالفات قادرة على منع وقوع هجمات ارهابية في المستقبل ‬ووقف الصراعات الراهنة وايجاد سلام دائم؟‬‬‬‬‬‬‬‬

للأسف، الخيارات المتوفرة لدى القادة السياسيين والعسكريين لمكافحة الارهاب والحد من الصراعات ضعيفة.فالعقوبات الاقتصادية والضغوط الدبلوماسية غير فعّالة للقضاء على الارهاب. والردود العسكريةتزيد من العدوانية وتشعل فتيل الثأر والانتقام لدى الشعوب وتؤدي إلى المزيد من العنف والارهاب - وهذه نتيجة حتمية لمحاولة تحقيق السلام من خلال استخدام العنف. إذن، كيف يمكن الوصول إلى حل لهذه التهديدات الخطيرة والمعقّدة؟

لحسن الحظ هناك حل أفضل – وهو نهج مُبتكر لخلق السلام ذو سجل علمي حافل.

مصادرالأزمات 

تشير الابحاث إلىأن الحروب والصراعات الاجتماعية تغذيها التوترات المجتمعية الحادة –أي تصاعد التوترات السياسية والعرقية والدينية بين الفصائل المتناحرة التي مالم يتم معالجتها، ستقود حتماً إلى العنف الاجتماعي. كما تشير الابحاث إلىأنه يمكن نزع فتيل هذه التوترات المجتمعية الحادة بشكل فعّال، من خلال استخدام تقنيات متقدمة وقوية تسمى بتقنيات الوعي، بحيث تتدرب عليها مجموعة صغيرة من السكان ضمن الجيش أو المدارس والجامعات، وتمارسها بشكل دائم لتحد من التوترات وتعزز السلام.

على المستوى الفردي، أظهرت الابحاث المنشورة أن هناك بعض الوسائل القوية للحد من التوتر، تعمل على تحييد الضغوط والتوترات الشديدة، بما في ذلك توترات ما بعد الصدمة (PTS) في خلال أيام عديدة.وهذه الاساليب تركّزعلى تهدئة النشاط المفرط في اللوزة المخية amygdala ("مركزالخوف" في الدماغ) واستعادة التوازن لعمل الدماغ لدى الجنود، وقدامى المحاربين وضحايا العنف في المناطق التي مزقتها الحروب.

على نطاق المجتمع، تم اختبار هذا النهج ميدانياً، واظهرت الابحاث أنه يمكن استعادة الهدوء وكبح العنف الاجتماعي من خلال استخدام تقنيات مشابهة من قبل مجموعات صغيرة في المجتمع. وجرىاختبار ذلك على نطاق واسع في منطقة الشرق الأوسط وجميع انحاء العالم. وجاءت النتائج لتشير إلى انخفاض مطرد في معدل العمليات الارهابية، والحرب والعدوانية والعنف الاجتماعي لدى السكان المتضررين. وقد تم تكرار هذه النتائج في أكثر من خمسين دراسة نشرت في المجلات العلمية والاكاديمية الرائدة، وحصلت على تأييد ودعم كبار العلماء والمفكرين. إن فعالية هذا النهج من الناحية العلمية لاشك فيها.

تاريخياً، تحقيق السلام المجتمعي في دولة أو منطقة تمزّقها التوترات السياسية والدينية عميقة الجذور والمتعطشة للانتقام الدموي، أمر صعب من دون معالجة الاسباب الفيزيولوجية الكامنة وراء العنف الاجتماعي: أي التوتر المجتمعي الحاد والواسع الانتشار.عندما يتم ابطال مفعول هذه التوترات إلى حد كبير، فإن تحقيق السلام المجتمعي والحفاظ عليه يصبح سهلاً نسبياً. إذ تشهد المناهج التقليدية المتبعة لحل النزاعاتجراء ذلكنجاحاً مفاجئاً.

هناك الكثير من الابحاث المنشورة حول الصراعات في منطقة الشرق الاوسط، والتي تؤكد امكانية الحد من العنف والحرب والوصول بسرعة إلى تحقيق التسويات عبر التفاوض، إذا ماتم خفض من حدة التوترات المجتمعية. وهذا يمكن أن يتحقق بسهولة مع تعاونكم في خلق وتدريب مجموعة صغيرة على هذه التقنيات في منطقة الشرق الاوسط أو في أي منطقة تعاني من الصراع.

تقنيات فعّالة

جرى التحقق التجريبي الأول لهذا النهج الجديد والمبتكر في أثناء الحرب اللبنانية 1982. حيث اشارت دراسة يومية لتجمع من خبراء ايجاد السلام فيالعام 1983 أنه في الأيام التي كان عدد المشاركين في التجمع مرتفعاً، تراجع معدل الوفيات المرتبطة بالحرب بنسبة  72%(P ˂10-7). بالاضافة إلى ذلك، اظهرت الدراسة نفسها انخفاضاً بشكل كبير في معدل الجريمة، وحوادث المرور، والحرائق وغيرها من المؤشرات الاجتماعية. وقد تم التحكم احصائياً بالاسباب المحتملة الأخرى (Journal of Conflict Resolution 32: 776-812,1988‬ )‬‬‬‬

جرى تكرار هذه النتائج في سبع تجمعات متتالية على مدى عامين في ذروة حرب لبنان، بحيث جاءت النتائج كالتالي:

•    انخفضت الوفيات المرتبطة بالحرب بنسبة 71% (‬P ˂10-10)

•    انخفضت الإصابات المرتبطة بالحرب بنسبة 68% (‬ (P ˂10-6

•    انخفض مستوى المعارك والصراعات الأخرى بنسبة 48% (‬(P ˂10-8

•    زاد التعاون بين الخصوم بنسبة 66% (‬(P ˂10-6

إن امكانية أن تستند هذه النتائج مجتمعة إلى احتمال عامل الصدفة هو أقل من جزء واحد في10-19، وهذا يجعل تأثير هذه التجمعات للحد من التوترات المجتمعية والصراع الظاهرة الأكثر رسوخاً في تاريخ العلوم الاجتماعية.

Journal of Social Behavior and Personality 17 (1): 285-338, 2005‬‬‬‬

بالاضافة إلى ذلك، اجريت دراسة بأثر رجعي من خلال تحليل معلومات جمعت من قبل موسسة راند Rand Corporation، وهي مؤسسة بحثية مستقلة، حول التأثير العالمي على الارهاب لثلاثة تجمعات كبيرة لخبراء ايجادالسلام (الولايات المتحدة 84-1983؛ هولندا 85-1984؛ الولايات المتحدة 1985) . كشفت المعلومات عن انخفاض   بمعدل 72% في الارهاب في جميع أنحاء العالم خلال انعقاد هذه التجمعات الثلاث معاً، بالمقارنة مع الاسابيع الأخرى خلال مدة عامين. وعندما اقترب عدد المشاركين إلى 8000 أو تجاوزه، حصل نتيجة ذلك تأثير عالمي للسلام.‬استبعدت الدراسة امكانية أن يعود الانخفاض في معدل الارهاب إلى دورات أو اتجاهات أو الى انحرافات في البيانات، أو الى التغيرات الموسمية (Journal of Offender Rehabilitation 36 (1-4): 283-302, 2003)‬‬‬‬‬‬‬‬

التطبيق العالمي

إن الحل اليوم للصراعات الإقليمية والعالمية أصبح مُثبت علمياً ومتوفر. ويجب العمل على تطبيقه فوراً - وذلك من خلال انشاء تجمع دائم من 16000 خبير لايجاد السلام ولخلق تأثير قوي من التماسك يكفي للحد من تراكم التوترات الاجتماعية على مستوى العالم.إن كلفة تدريب واستمرارية هذا التجمع يكاد لا يذكر بالمقارنة مع كلفة الحرب. فالصراع في سوريا يكلفّ وحده الدول الخارجية لا يقل عن 10 ملايين دولار في اليوم أو 3.6 مليار في السنة. في المقابل لا تتعدى كلفة انشاء هذا التجمع من 16000 خبير لايجاد السلام والحفاظ عليه كلفة قاذفة قنابل واحدة.

إن اتحاد العلماء العالمي من أجل السلام (GUSP) مستعد لتقديم مايلزم من التدريب على هذه التقنيات لتعزيز السلام إلى مجموعة معينة في الجيش، أوإلى الطلاب في الجامعات الكبيرة، أو إلى الموظفين في شركات كبيرة في أي بلد أو منطقة يمزقها الصراع. التقنيات والتي تشمل برنامج التأمل التجاوزي وبرامج الوعي التجاوزي المتقدمة ذات الصلة هي تقنيات منهجية، سهلة التعلم، وعلمية وخالية من المحتوى الديني أوالفلسفي، ونتائجها الفعّالة مباشرة وفورية. ويجري حالياًاستخدامها لمعالجة الاضطرابات النفسية الناتجة عن الصدمات من جراء العنف في الحروب ( PTS) من قبل عدد متزايد من الجيوش. كما ادرجت في التدريب العسكري، وهي تستخدم على نطاق واسع في المدارس والشركات في جميع انحاء العالم.

أين اثرياء العالم؟ 

إذا تقاعست الحكومات عن تنفيذ هذا الحل العلمي، فنحن ندعو الاثرياء إلى تحمل المسؤولية للقيام بذلك.تقع على الاثرياء مسؤولية الوالدين: فهم لا يخضعون إلى أهواء والضغوط السياسية الانتخابية - ولديهم الموارد والقدرة على حماية وتعزيز المجتمع بأسره.

لقد حان الوقت لانشاء صندوق هبة Endowment Fund للسلام العالمي الدائم استجابة للضرورات العالمية الطارئة. وسوف يتم استخدام الدخل من هذا الصندوق لغرض واحد فقط - التدريب والحفاظ على قوة دائمة من 16000 من المهنيين لايجاد السلام من أجل تحييد التوتر المجتمعي، وبالتالي خلق تأثير فوري وواضح من الوئام والسلام والإيجابية في العالم بأسره.

ندعو كل محب للسلام، وأيضاً المواطنين الميسوريين بشكل جماعي أو حتى فردي – إلى تغذية هذا الصندوق وتحقيق السلام العالمي الدائم على أساس عملي وواضح من أجل مصلحتهم ومصلحة الجميع.

لا شيء يمكن خسارته

إن احتمال انهاء العنف المأساوي في جميع انحاء العالم بطريقة سريعة من خلال نهج مُثبت علمياً،قد يثير الجدل والدهشة عند العديد، إذ يكاد يكون شيئاً لا يصدق. لحسن الحظ، الاسلوب العلمي لديه معايير تجريبية صارمة لتقييم حقيقة أو زيف أي فرضية. يمكننا أن نقول بكل ثقة إن هذا النهج قد خضع إلى أدق المعايير العلمية الحديثة وتم التحقق بشكل قاطع من صحة فعاليته.

ليس هناك شيء يمكن خسارته لدى تطبيق هذا النهج، بل على العكس هناك الكثير من الفوائد والتأثيرات الايجابية.

إن تكاليف التدريب والمتابعة لا تكاد تذكر بالمقارنة مع تكلفة غزوة عسكرية، إذ يمكن تدريب عدد كاف من القوات العسكرية أو رجال الشرطة أو عمال المصانع، أو الموظفين في المؤسسات العامة والخاصة، أو الطلاب في جامعة أو أكثر –ويكون لذلك تأثير ملحوظ وملموس من السلام على الفور.

لمعالجة الأزمة الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، كل ما هو مطلوب هو أن تعّين الحكومة أو القادة العسكريون في أي بلد في المنطقة مجموعات محددة من المشاركين، (تقريباً الجذر التربيعي لواحد في المائة من السكان المحليين) ويتم تدريبهم على هذه التقنيات لتعزيز السلام، وسوف يقوم اتحاد العلماء العالمي من أجل السلام (GUSP) بتنظيم التدريبات اللازمة.

أما النتائج المتوقعة عند التطبيق، فهي التالية:

•    انخفاض ملحوظ ويمكن اثباته في العنف الاجتماعي والانشطة الارهابية في غضون 60 يوماً؛

•    تنامي علاقات متناغمة بين جميع الاطراف في البلاد أو المنطقة؛

•    ومع استعادة الأمن والنظام، تبدأ الاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية في التحّسن داخل البلاد أو المنطقة.

•    هذا فضلاً عن أثر جانبي اضافي، يظهر في تحسن في الجهوزية الصحية والمرونة لجميع المشاركين في المشروع.

 

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتراح علمي لمكافحة الإرهاب والصراع اقتراح علمي لمكافحة الإرهاب والصراع



GMT 14:32 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

"VK" الروسية تطلق خدمة منافسة لتطبيق "تيك توك"

GMT 11:56 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

ميراث العلماء يعمر الكون ويقهر ظلمات الجهل والخرافة

GMT 15:46 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

التكنولوجيا الحديثة والمجتمع

GMT 08:10 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

قانون للتواصل الاجتماعي

GMT 06:08 2017 السبت ,20 أيار / مايو

الجريمة الإلكترونية

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 19:58 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

4 انتصارات في ختام دوري الدرجة الأولى

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:59 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

منتزهات" الطائف" للتمتع بالطبيعة الخلابة والمساحات الخضراء

GMT 10:59 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

قائمة المرشحين لحصد جوائز "أوسكار" 2019 تخرج إلى النور

GMT 07:28 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة مؤثرة من الأميرة هيا بنت الحسين إلى شقيقها الأميرعلي

GMT 00:52 2014 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

اليابان تكشف النقاب عن الروبوت الأسرع في العالم
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday