من تراجع إلى آخر فمن يوقف النزيف الوطني
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

من تراجع إلى آخر فمن يوقف النزيف الوطني

 فلسطين اليوم -

من تراجع إلى آخر فمن يوقف النزيف الوطني

بقلم: طلال عوكل

بعد مرور أكثر من تسع سنوات على وقوع الانقسام المستمر حتى اللحظة لم يعد يجدي الحديث الصريح أو المضمر، عن الجوانب القانونية، أو حتى عن حجم المسؤولية التي يتحملها هذا الطرف أو ذاك عن وقوع واستمرار الانقسام، فذلك قد أصبح في حكم التاريخ، أما الواقع فإنه يتحدث بلغة الوقائع المحددة.

في الوقائع المحددة وبعد مرور كل هذا الوقت لا سبيل البتة لأن يتم إقصاء هذا الطرف أو ذاك، إذ يمتلك كل طرف ما يكفي من القوة لأن يفشل في مسعاه إن أراد إقصاء الآخر، ما يدعو الكل للتسليم بأن كل ظاهرة سياسية بغض النظر عن مسمياتهم هي جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والوطني الفلسطيني وعليه ينبغي أن تقوم الحسابات

يعرف الجميع أن مرحلة الثورة الفلسطينية المسلحة حتى توقيع اتفاقية اوسلو، شهدت العديد من محاولات إقصاء بعض الفصائل، لكن النتيجة الماثلة للعيان تشهد على أن كل تلك المحاولات فشلت وبقيت الفصائل صغيرها وكبيرها.

وفي الوقائع، أيضاً، تمتلك حركة حماس قوة شرعية صندوق الاقتراع حتى لو قيل ما قيل في المجلس التشريعي المعطل، لأن تلك الشرعية تشير إلى أنها تحوز على ثقة وتأييد من لدن قطاعات واسعة في الشعب الفلسطيني داخلاً وخارجاً.

وفوق هذا تمتلك حماس القوة العسكرية التي تندرج في اطار برنامج المقاومة مدعومة بقوة عقائدية يجعل منها حركة متماسكة ومنضبطة لسلطة القرار

مقابل ذلك تمتلك حركة فتح شرعية من مستويات أخرى سواء من خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في مطلع العام 2005، أو بشرعية وجودها على رأس منظمة التحرير الفلسطينية بالإضافة إلى ما تملكه من تأييد ودعم جماهيري واسع.

وتملك حركة فتح، أيضاً، شرعية التاريخ لكونها صاحبة الطلقة الأولى، وتحظى بشرعية عربية ودولية عبر المؤسسات الوطنية التي تقودها وهي تعمل على برنامج سياسي آخر غير الذي تتبناه وتعمل على أساسه حركة حماس.

لا يمكن إجراء مفاضلة بين الحركتين المتصارعتين الكبيرتين فكل منهما يستطيع الحديث عن إنجازات لبرنامجه لكن المحصلة هي أن كافة البرامج فشلت حتى الآن في تحقيق الإنجاز الوطني المنشود.

لا يستطيع المعترضون من الشعب، نخباً أو فصائل، أن يقيموا أحكامهم النهائية على الحركتين انطلاقاً من طبيعة النجاح أو الفشل في تحقيق كل منهما لبرنامجه فبغض النظر عن المواقف المؤيدة أو المنتقدة لهذا البرنامج أو ذاك، فإن النتيجة والاستنتاج هو أن الشعب الفلسطيني وقضيته يحتاج إلى قوة الحركتين.

نحتاج إذاً إلى حراك جدي، ومبادرات وطنية صادقة وحقيقية لإدارة حوار وطني جامع للاتفاق على استراتيجية وطنية موحدة تنفذها مؤسسة وإرادة فلسطينية موحدة، تنطلق هذه الاستراتيجية من حقيقة أن الحركة الوطنية وهي تسعى نحو التحرير لا تستطيع الاعتماد على برنامج المقاومة فقط أو برنامج العمل السياسي فقط وأن استمرار الانقسام من شأنه أن يضعف كل طرف، ويضعف رصيد وشرعية كل منهما.

فلنلاحظ مبدئياً أن فشل أو تأجيل إجراء الانتخابات المحلية وبغض النظر عن الأسباب والمتسبب، قد أدت إلى استمرار الهيئات غير الشرعية التي تدير البلديات، بما في ذلك الهيئات التي سبق انتخابها في الضفة قبل أكثر من أربع سنوات والتي أصبح حالها حال المجلس التشريعي والرئاسة، حتى لو مضى شهر واحد على استحقاق الانتخابات وفق القانون الأساسي.

وفي الواقع فإن محطة الانتخابات المحلية التي استبشر الكثيرون بأنها قد تشكل الخطوة الأولى نحو المصالحة يمكن البناء عليها، ان هذه المحطة تحولت إلى سبب لتعميق الانقسام، وتعميق أزمة الثقة بين الأطراف

لقد شكلت تلك المحطة بروفة من غير المتوقع تكرارها، في ظل الانقسام سواء فيما يتعلق بالانتخابات البلدية أو التشريعية أو الرئاسية أو انتخابات المجلس الوطني.

لقد وضعت نتائج هذه البروفة الفاشلة حجراً كبيراً على كل الدعوات والمراهنات التي كانت تعتقد أن المصالحة يمكن أن تتجاوز الاتفاقيات من خلال الذهاب إلى الانتخابات، وبات على الجميع أن يفكر بطريقة واقعية في البحث عن مخارج من هذا الانقسام.

ويلاحظ المواطن الفلسطيني أن تداعيات فشل هذه البروفة تذهب في اتجاه تعميق الانقسام فالسلطة تفكر في تعديل قانون الانتخابات بحيث يتجنب الثغرات القانونية التي أدت إلى إسقاط القوائم

تنظر حماس لمثل هذا الإجراء على أنه تفرد بالقرار لخدمة حركة فتح ما يعزز لديها موقف رفض أية انتخابات في ظل الظروف الراهنة

من ناحية أخرى أوصت كتلة حماس البرلمانية في غزة، بإعادة الحياة لحكومة إسماعيل هنية، وتجاوز حكومة الوفاق الوطني التي لم تتمكن من القيام بمهماتها في قطاع غزة.

لاحظوا الارتدادات التي نجمت عن فشل بروفة الانتخابات والتي تصب كلها في اتجاه تعميق الانقسام، وإكمال عملية مأسسته، حتى لو لم تستجب قيادة حماس لتوصية كتلتها في التشريعي مع أن أعضاء هذه الكتلة هم من صلب قيادة الحركة.

وفي هذا السياق، أيضاً، لدى حماس في غزة الكثير من الخيارات إزاء التعامل مع الهيئات البلدية فهي ستسعى وراء إعادة تشكيلها عَبر إقامة شراكات وطنية مع فصائل أو كفاءات أو مؤسسات مجتمعية ومخاتير، لكنها إن لم تنجح في ذلك، فإنها ستعيد تشكيلها لأنه من غير المعقول أو الممكن أن تترك البلديات دون هيئات وطالما أن إجراء الانتخابات أمر مستبعد في ظل الوضع القائم

هكذا تكون آليات إدامة وتعميق الانقسام أقوى وأكثر فاعلية من آليات وإرادة إنهائه فيما سيظل السؤال المعلّق: من يتحمّل المسؤولية ومتى؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من تراجع إلى آخر فمن يوقف النزيف الوطني من تراجع إلى آخر فمن يوقف النزيف الوطني



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday