العودة إلى «العلاوة يا ريس»
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

العودة إلى «العلاوة يا ريس»

 فلسطين اليوم -

العودة إلى «العلاوة يا ريس»

بقلم عمرو الشوبكي

فى معظم بلاد العالم يحتفل العمال بعيدهم فى يوم 1 مايو بصور مختلفة، تحمل رسالة تضامن ودعم، ليس فقط مع الطبقات الكادحة أو ما اصطلح على تسميته يساريا بالطبقة العاملة أو البروليتاريا، إنما أيضا مع قيم العمل والإنتاج، فى حين احتفلنا نحن بالعودة غير المجيدة لهتاف «العلاوة يا ريس» الذى اعتاد البعض تكراره طوال عهد مبارك وعادوا إليه أمس الأول فى احتفال الرئيس السيسى بعيد العمال.

المفارقة أن معظم دول العالم شهدت احتفالات بعيد العمال فى الشوارع، وندوات وأنشطة سياسية وثقافية، بعضها، مثل فرنسا، شهد مصادمات مع الشرطة، وبعضها الآخر اعتاد أن يشهد كل عام نفس هذه المصادمات مثل تركيا، كما عرفت بلدان غير أوروبية مثل الفلبين وإندونيسيا والهند وكوريا وكل بلاد أمريكا الجنوبية مظاهرات واحتفالات كبيرة من أجل التأكيد على قيمة العمل وحقوق العمال.

والمفارقة الحزينة أنه فى اليوم الذى يهتف فيه البعض فى مصر معذورا بـ«العلاوة يا ريس»، يخرج آلاف العمال والموظفين فى نفس هذا اليوم للتظاهر من أجل الدفاع عن حقوق العمال، وتذكرة النظم الرأسمالية بحقوق الطبقات الاجتماعية الفقيرة، خاصة العمال الذين دفعوا ثمنا باهظا من أجل تقدم هذه المجتمعات وبناء النظم الرأسمالية الحديثة.

وقصة عيد العمال أو العمل، كما يطلق عليه فى بلاد أخرى، تعود إلى عام 1886 حين قام عمال مدينة شيكاغو الأمريكية بإضراب بدأ فى 1 مايو، وطالبوا فيه بضرورة تحديد ساعات العمل بـ8 ساعات.

ولأن النظم الرأسمالية عرفت فى بدايتها توحشا وعنفا ضاريا، فقد وافقت الحكومة على الإضراب الذى حضره عمدة المدينة، ولكنه سرعان ما غادر القاعة بعد أن أصر العمال على مطالبهم، أعقبه انفجار قنبلة (اكتُشف بعدها بسنوات أن الشرطة التى وضعتها) قامت على إثره الشرطة بفض الاجتماع بالقوة وأطلقت النار على المحتجين فسقط قتلى وجرحى.

ومنذ ذلك التاريخ اعتُبر هذا اليوم هو عيد العمال فى كل دول العالم، ماعدا أمريكا التى اختارت يوم 6 سبتمبر كتاريخ لعيد العمل.

وظل العمال يحتفلون بصورة سلمية بهذا اليوم، وتحول الاحتفال الذى كان عبارة عن «حرب شوارع» فى منتصف القرن الماضى إلى رسالة تضامن متبادلة بين العمال والمجتمع، تكرس قيم العمل والإنتاج، خاصة بعد أن استقرت نسبيا العلاقة بين العمال من جهة، وأرباب العمل والسلطة السياسية من جهة أخرى على حل خلافاتهم بالتفاوض عبر ممثلين حقيقيين لكلا الطرفين.

إن هذا العالم الذى دفع العمال ثمنا باهظا من أجل تقدمه، لم يعرف فى بلدانه الشمالية أو الجنوبية ثقافة «العلاوة يا ريس»، فالجميع ناضل من أجل انتزاع حقوقه: العمال بصورة سلمية ومعهم مبادئ العدل والديمقراطية، وأرباب العمل والنظم السياسية بصور قمعية أولا إلى أن اضطروا مع ضغوط غالبية العمال إلى التخلى عن الأساليب القمعية واحترام قواعد الديمقراطية والعدالة.

والمؤكد أن رحلة بناء التقدم فى هذه المجتمعات لا تقوم على انتظار علاوة لا يصاحبها عمل أو جهد، إنما ببناء نقابات عمالية قوية ناضلت من أجل الحصول على حقوق من تمثلهم، ونظم رأسمالية حقيقية تحرص على التقدم وتكريس قيم الإنتاج والعمل. وبما أننا لم نفعل كثيرا فى هذا الإطار، لا نظم رأسمالية منتجة وديمقراطية، ولا نقابات عمالية مستقلة، فبقينا أسرى الهتاف الشهير «العلاوة يا ريس»، لا الدفاع عن ثقافة العمل والإنتاج وانتزاع الحقوق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العودة إلى «العلاوة يا ريس» العودة إلى «العلاوة يا ريس»



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 12:35 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 10:08 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 10:00 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday