إرهاب «حسم»
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

إرهاب «حسم»

 فلسطين اليوم -

إرهاب «حسم»

بقلم عمرو الشوبكي

لم تعلن أى جهة حتى الآن مسؤوليتها عن العملية الإرهابية التى راح ضحيتها 8 شهداء من رجال الشرطة فى الوادى الجديد ليستمر مسلسل القتل والإرهاب فى القاهرة والدلتا كما فى سيناء حتى لو اختلفت الوتيرة وطبيعة العمليات.

والحقيقة أن التقرير الذى بثته قناة سكاى نيوز عربية يوم الجمعة الماضى عن حركة سواعد مصر (حسم) وحمل اسم الإصدار المرئى الأول دفعنى للاطلاع على موقعها واختبار ما سبق أن أشرت إليه مرات عديدة من تنوع روافد العنف والتحول النوعى فى طبيعة العمليات الإرهابية والتحذير من دخول رافد جديد لساحة العنف والإرهاب لا يعتمد أساساً على الجانب الفقهى والعقائدى إنما على الانتقام السياسى وعلى مقولات ثأرية من النظام القائم يغلفها فى النهاية بغطاء ومبرر دينى.

والحقيقة أن حركة حسم تضم بالأساس عناصر شبابية إخوانية قررت حمل السلاح وممارسة العنف والإرهاب واعتبرت النظام القائم عدواً واحتلالاً، وأصدرت 9 بيانات سمتها بالبيانات العسكرية (ولم تستخدم وصف غزوة كما تفعل داعش فى عملياتها الإرهابية) وهى كلها وصف لعمليات إرهابية جرت خارج سيناء وآخرها عملية كمين الهرم، ومن الوارد بشدة أن تكون وراء العملية الإرهابية الأخيرة فى الوادى الجديد.

والحقيقة أن إرهاب كل من حسم وداعش يتشابه فى الحرص الشديد على الجانب الإعلامى والتسويقى، وعنصر الإبهار والتخويف حاضر بقوة فى دعاية التنظيمين، حتى أصبحنا أمام تنظيمات تحركها بالأساس سياسة دعائية وإعلامية أكثر منها رسالة عقائدية.

والحقيقة أن هناك أهمية كبرى لفتح نقاش عام علمى وسياسى حول «الإرهاب الجديد» فى مصر حتى لا يترك البعض لهتافات بعض الإعلاميين أو صراخ بعض السياسيين التى تتحدث كل يوم عما هو بديهى بأن الإرهاب بشع وأن الإرهابيين مجرمون يستحقون القصاص، فى حين أن المطلوب هو معرفة لماذا لم نهزم الإرهاب فى الوادى أو فى سيناء؟ ولماذا لم تتراجع وتيرته؟ وما هى دوافعه؟ وما هى طبيعة البيئة الحاضنة التى تفرز الإرهابيين؟

والحقيقة أن تجربة حسم هى تجربة حديثة ارتبطت بالظرف الحالى واستغلت حالة الفراغ السياسى وحدوث مظالم سياسية وأمنية فى طرح خطاب مظلومية متكامل يحمل كراهية وثأرا وتحريضا ضد النظام القائم ولا يستند فى بياناته على أساس فقهى ظاهر، فحتى أدبيات سيد قطب الإخوانية التى فتحت الباب واسعا أمام مدارس التكفير المختلفة غير موجودة فى أدبيات الحركة، ولا يوجد بها من الأصل قسم شرعى للفتاوى إنما هى حركة فعل وإرهاب مباشر.

حركة حسم على خلاف داعش لديها بعد سياسى (وهنا الخطورة) فتعمل على استقطاب الناس واستمالتهم لها حتى لو لم ينضموا للتنظيم، فقد حرصت مثلا على أن تخاطب الناس الذين قضوا غرقا فى رشيد بأبيات شعر وتذكير الناس بمظالم النظام ومسؤوليته عن غرقهم، وكرروا نفس الأمر مع شهداء الكاتدرائية حين حملوا النظام مسؤولية سقوطهم.

إن أخطر ما فى إرهاب حسم أنه يسعى للحصول على ظهير شعبى من أناس لا يؤيدون العنف ويرفضونه ولا يؤيدون «الإخوان» ويرفضونها، ومع ذلك حرصوا على مد الجسور ولو دعائياً مع حاضنة اجتماعية محايدة لكى تعتبر أن خلاص المحبطين منها هو العنف والإرهاب.

وقد استغلت «حسم» مسألة أنها لم تسيطر على أى أرض مثل الدواعش فى سوريا والعراق وأحيانا بعض الأحياء فى سيناء مصر (ليلا) فقتلوا وذبحوا (حتى طالت أياديهم الآثمة شيخا صوفيا فى العريش مؤخرا) حتى تمنى الناس يوم الخلاص منهم، فى حين بقيت حسم مجرد فكرة وبريق دعائى وصور ومفردات ثأرية قادرة على الجذب وتجنيد الشباب المحبط.

إرهاب حسم إرهاب تنظيمات مسلحة سرية لا تراها على الأرض وتباغت هدفها خلسة وتجندهم أيضا خلسة، وتمتلك خطابا حريصا على تحييد الناس ولا يستبعد المواطنين من مفرداته وخططه ودعايته.

خطاب حسم سياسى وانتقامى ليس فيه بعد فقهى ودينى إلا من حيث الشكل وإبراء الذمة.. آية قرآنية فى المتن أو فى المقدمة والخاتمة، أما المضمون فكله عبارة عن مفردات سياسية تبرر الإرهاب والثأر وتبث الكراهية والانتقام.

إن معركة مصر ضد الإرهاب ليست فقط مع من يرفع السلاح ويروع الأبرياء ويقتل رجال الجيش والشرطة ويستهدف المسيحيين لأسباب طائفية (لأنهم مسيحيون) وأسباب سياسية (تراهم مؤيدين للنظام القائم) إنما مع البيئة الحاضنة ومع الخطاب الدعائى والسياسى الذى يستقطب كل يوم شبابا يحمل السلاح ويمارس العنف والإرهاب.

إن التحول الذى جرى فى مصر منذ 3 سنوات جعلها مستهدفة من خطاب سياسى مناهض قائم على المظلومية والانتقام والرفض الجذرى للنظام الجديد، وإن هذا النوع من الإرهاب السياسى تزايد فى الفترة الأخيرة بصورة مقلقة، حيث تقف رواية مظلومية سياسية وراء نوعية من العمليات الإرهابية تجرى فى الدلتا ومرشحة للتزايد طالما تصورنا أننا سنقاوم الإرهاب فقط بالأمن وفقط بإصلاح الخطاب الدينى، وننسى المعالجة السياسية والاجتماعية بمواجهة كل صور المظالم وتحقيق العدل والعدالة وهى كلها مفاتيح رئيسية قادرة على الاشتباك مع البيئة الحاضنة التى تصنع الإرهابيين.

إرهاب حسم خطر وقادر على الإيذاء فى القاهرة والدلتا والمناطق السياحية والمطلوب سياسة جديدة تستهدف جمهورهم وتختلف عن السياسة الأمنية التى تستهدف عناصرهم التنظيمية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرهاب «حسم» إرهاب «حسم»



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday