عفوا سيادة الرئيس البشير
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

عفوا سيادة الرئيس البشير!

 فلسطين اليوم -

عفوا سيادة الرئيس البشير

بقلم :مكرم محمد أحمد

الرئيس السودانى البشير بطبيعته متقلب المزاج، سرعان ما يغير مواقفه وفق مقتضى الحال، وهو غضوب جارح يندفع فى اتهاماته لهم دون مراجعة أو روية... وأظن أنه يعرف جيدا أن مصر تساند بقوة الفريق حفتر حفاظا على أمن ليبيا وأمنها الوطنى لأن سيطرة داعش على أى جزء من الأرض الليبية كبر حجمه أو صغر يشكل تهديدا مباشرا لحدود مصر الغربية فى مخطط واضح يتصور أن سقوط مصر لا قدر الله يمكن الدواعش من السيطرة على شمال إفريقيا العربى وجواره الإفريقى ويهدد أمن السعودية والخليج وأمن البحر الأبيض، ومن المؤكد أن الرئيس البشير يعرف أيضا أن مصر تساند حكومة جنوب السودان قدر استطاعتها بعد أن أعيتها الحيل مع نظام البشير ـ الترابى لمراعاة أوضاع سكان جنوب السودان وخصوصيتهم والاقرار بكامل حقوقهم فى المواطنة حفاظا على وحدة السودان الكبير ولعلها الدولة الوحيدة، التى عارضت الانفصال حتى اللحظة الأخيرة إلى أن رأى غالبية السودانيين شمالا وجنوبا أن الحل الوحيد هو قيام دولتين.

وإذا كان صحيحا أن قوات البشير ضبطت عددا من المعدات المصرية الصنع ضمن طابورى الاقتحام اللذين حاولا دخول السودان من كل من ليبيا وجنوب السودان، فالأمر المؤكد أن مصر لا يمكن أن تكون طرفا فى هذه القضية لأن مصر تلتزم على نحو صارم بعدم التدخل فى الشأن الداخلى لأى دولة وتعتبر ذلك من ثوابت سياساتها الخارجية الراسخة، ولو أن الرئيس البشير بذل المزيد من الجهد لتحسين علاقاته مع ليبيا بعد سقوط العقيد القذافى لتمكن من إصلاح علاقات السودان بدول الشمال، كما نجح فى إصلاح علاقاته مع دول جنوب القارة.. صحيح أن مشكلة مثلث حلايب وشلاتين تعكر صفو العلاقات مع مصر رغم أحقية مصر القانونية والجغرافية فى هذه الأرض، لكن السؤال هنا، لماذا لا يحصر البشير مشكلته مع مصر فى هذه القضية دون توسيع، وتصعيد الخلاف بما يفسد علاقات البلدين، لأن حلايب وشلاتين طال الزمن أو قصر يمكن أن تجد حلها الصحيح فى إطار تكامل إقليمى بما يزيد من وشائج العلاقات بين البلدين ويعزز تكاملها الاقتصادى، لكن مشكلة الرئيس البشير أنه يجتهد فى خلق ذرائع غير عقلانية لتوسيع خلافه مع مصر، يكايد مصر بوقوفه جهارا نهارا إلى جوار الحبشة رغم أنه يعرف حجم الغبن الواقع على مصر وطبيعة التهديد الذى يصل إلى حد حرمانها من حقها المشروع فى مياه النهر

ويمنع دخول الصادرات المصرية إلى السودان لأتفه الأسباب، ويشجع دول حوض النيل على بناء المزيد من السدود دون اعتبار لمصالح مصر المائية، ويتهم مصر زورا بالتدخل فى شئون دارفور رغم أن سبب المشكلة انقسام عقائدى داخل الحكم فى الخرطوم، وفى دارفور ذاتها حول أحقية الدارفوريين فى نوع من الحكم الذاتى بعد استقلال جنوب السودان، وهى قضية داخلية لا علاقة لها بمصر لم تنجح الخرطوم فى وضع حل صحيح لها. أن مصر تتمنى لشعب السودان فى الشمال والجنوب دوام الاستقرار والتقدم، وهى على عهدها الثابت تلتزم بالحفاظ على هذه العلاقات الأزلية قوية ومستمرة، لا يمكن أن تضمر سوءا للسودان والسودانيين، وتفتح أبوابها للملايين من أبناء السودان من الشمال والجنوب دون أى تمييز يعيشون بين ظهرانينا شأنهم شأن أى مواطن مصرى لأن السودان يشكل عمقا حقيقيا لمصر، كما أن مصر تشكل عمقا للسودان، وأظن أن شراكة وادى النيل لاتزال هى أحب الشراكات إلى قلوب المصريين والسودانيين.

عفوا سيادة الرئيس البشير لن تجنى شيئا من إصرارك على معاداة مصر وتوسيع مشكلة شلاتين التى يمكن أن تكون جسر وصال وتكامل بين البلدين الشقيقين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عفوا سيادة الرئيس البشير عفوا سيادة الرئيس البشير



GMT 07:46 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

هل النِّفاقُ مِلحُ الشعراءِ؟

GMT 13:28 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

مصر التي نحبها (2 من 2)

GMT 05:38 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

الدروس التي لم تقرأ منذ 53 سنة هزيمة

GMT 05:56 2020 الإثنين ,27 إبريل / نيسان

شيء من تاريخ الجوع والمجاعات

GMT 07:57 2020 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

محطات سريعة في تاريخ الإنسان الطويل

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"السرطان" في كانون الأول 2019

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 08:30 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

الشمر للتخسيس وعلاج الإمساك وعسر الهضم

GMT 04:46 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أفكار مبتكرة للفواصل في ديكور المنازل العصرية

GMT 12:47 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفضل وأهم المطاعم في الكويت

GMT 15:37 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

يوليا جورج تقصي كارولين فوزنياكي في بطولة "أوكلاند" للتنس

GMT 17:58 2016 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الضابطة الجمركية تضبط 730 كروز سجائر ومعسل مهربة

GMT 02:35 2017 السبت ,01 إبريل / نيسان

إعادة افتتاح تيت سانت آيفيس على شاطئ بورثمور

GMT 07:19 2019 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على طريقة تنسيق اللون البيج مع الحجاب

GMT 17:52 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

منتجع "المها" فخامة عربية في صحراء دبي

GMT 23:07 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الأزهر يدين التفجير الانتحاري في نيجيريا

GMT 23:20 2014 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

السمك "رامي السهام" يتقدم على الإنسان في التصويب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday