لماذا تدعم مصر الحريرى
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

لماذا تدعم مصر الحريرى؟ !

 فلسطين اليوم -

لماذا تدعم مصر الحريرى

بقلم : مكرم محمد أحمد

لا تستطيع مصر ان تشك او تتشكك فى رواية رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى التى أعلنها من شاشة تليفزيون المستقبل الذى يملكه، والتى رواها فى منزله فى الرياض بعد إعلان استقالته، ولا نستطيع ان نشك أو نتشكك عندما يؤكد فى روايته أنه استقال بمحض إرادته ولم يمل أحد عليه استقالته، وأن هدفه الأول من إعلان الاستقالة إحداث صدمة كبيرة تجعل الجميع يفيقون إلى أن حزب الله أصبح دولة فوق الدولة، يستحق تقليم أظفاره حتى يعود حزبا شيعيا وطنيا يخدم مصالح لبنان أولا وليس مجرد أداة فى يد طهران، وقد تواصلت مع رئيس الوزراء اللبنانى وسجلت له حديثا مهما فى منزله بلبنان نشرته فى مجلة «المصور» أحسست منه أنه يطمأن لمصر كثيرا ويرى أنها لا تزال واحداً من الصمامات المهمة لأمن لبنان، يثق فى رغبتها الشديدة فى الحفاظ على أمن لبنان وأمن اللبنانيين بمختلف طوائفهم، ويثق فى حرصها على وحدة الدولة والأرض اللبنانية، ولا يزال اللبنانيون على حبهم القديم لعبد الناصر لأنه كان يشكل ظهيرا وسندا للبنان، ولأنه ملك شجاعة عاقلة مدروسة جعلته يعتقد أن من الضرورى التأنى فى أن تكون لبنان طرفا أساسيا فى الصراع العربى الإسرائيلى حفاظا على أمن شعبها الصغير، ومن المؤكد أن سعد الحريرى يمكن أن يقول للقاهرة غير ما يقوله فى أى عاصمة أخرى لأنه يثق فى حسن نيات القاهرة وسلوكها تجاه الشعب اللبنانى كافة.

مرحبا بسعد الحريرى فى مصر، تحتضنه وتشد على يديه وتثق فى قدرته على أن يذهب بلبنان بعيدا عن حافة الحرب التى قادها إليها قادة إيران وأمين عام حزب الله حسن نصر الله، الذى لم يحسن إحداث التوازن بين مصالح وطنه لبنان فى الأمن والسلام وطموحات طهران فى أن تهيمن على أمن العرب والخليج، وكسب شعبية جارفة عندما كان همه الأول حماية طائفته الشيعية فى جنوب لبنان من عدوان اسرائيل، وفقد كل ذلك عندما أصبح مجرد لاعب بالإيجار فى الحوزة الإيرانية، يلعب لصالح طائفته وفد يفيدها فى الأمد القصير وربما يعزز الخوف منها لا عليها، ولكنه يضرها ضررا بالغا فى الأمد المنظور خلال جيل أو جيلين على الأكثر ! .

والحق أن إعلان سعد الحريرى إمكان عودته إلى الحكم كرئيس وزراء للبنان، المنصب المعقود للسنه، فتح الآمال واسعة أمام فرصة عودة الاستقرار للبنان، لأنه أقدم الزعماء السنة الذين يستحوذون على ثقة جميع اللبنانيين سنه وشيعة ومسيحيين، وأظن أن الكنيسة المارونية تحبه وتثق فيه، فضلا عن صلاته الدولية الواسعة التى ورثها عن والده، وله أيضاً علاقاته القديمة مع السعودية التى وطدت علاقة لبنان بالسعودية، وما من مشكلة تمنع سعد الحريرى من العودة سوى إحساسه بضرورة إعادة النظر فى دور حزب الله والدولة اللبنانية كى تعود الأمور إلى مجاريها الصحيحة بما يحول دون أن يصبح الحزب عبئا على الدولة وأمن لبنان!، يجر البلاد بين الحين والآخر إلى أزمة شديدة تتعارض مع طبيعة لبنان وتشكيله الطائفى وحقيقة دوره كهمزة وصل بين حضارات المنطقة وأديانها، لكن عودة حزب الله إلى دوره كحزب لبنانى يمارس دوره فى إطار ترسمه مصالح لبنان يعنى أن يغير حزب الله مجمل سياساته تغييراً جذريا، يجعله يضع فى اعتباره أولا وقبل كل شىء مصالح لبنان لا مصالح طهران، خاصة أن التطابق الكامل بين إيران ولبنان يكاد يكون متعذرا إن لم يكن منعدماً بين دولتين إحداهما دينية والأخرى تقرب أن تكون طائفية تحاول أن تكون علمانية.

وأظن أن سعد الحريرى يعرف جيداً مدى صعوبة المشكلة، خاصة بعد أن أصبح حزب الله أقوى من الدولة اللبنانية، وأن هذه المعركة لا يمكن كسبها بضربة واحدة قاضية أو حرب أهلية سريعة النتائج، وما من حرب أهلية بخبرة لبنان التاريخية يمكن كسبها بالضربة القاضية، هى معركة يمكن كسبها بالنقاط وعلى أجل زمنى غير قصير، بدايتها تقوية الجيش الوطنى اللبنانى بحيث يصبح أقوى من كل الميليشيات المسلحة بما فيها حزب الله، وتوحيد الصف الوطنى اللبنانى بما يضمن الحفاظ على هوية الدولة اللبنانية كجسر وصال، وإلزام الأحزاب اللبنانية دستورا جديدا يحدد نطاق عمل الأحزاب فى الإطار الجغرافى للدولة اللبنانية، وبما يضمن أن يصبح تنوعها مصدر قوة لا مصدر ضعف، لا يخترق حقوقها مصالح صغيرة، ومن ثم فإن المطلوب من سعد الحريرى أن يملك برنامجا وخطة تحدد مراحل التنفيذ بما يجعل الدولة قادرة فى البداية أن تلزم حزب الله ممارسة نشاطه فى حدود وطنه الجغرافى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تدعم مصر الحريرى لماذا تدعم مصر الحريرى



GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 14:25 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

الفساد يكلف إفريقيا تريليونى دولار

GMT 17:50 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

الفساد فى إفريقيا

GMT 12:44 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أيام فى الإسكندرية

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:33 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 08:33 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

تعرف على مميزات سيارة فولكس فاغن الجديدة

GMT 05:02 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليام هيمسوورث ينشر صورة محزنة لبقايا منزله المحترق في "ماليبو"

GMT 07:28 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

150 أسيرًا من أراضي عام 48 يقبعون في سجون الاحتلال

GMT 05:35 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

فرص "غريس موغابي" في الحياة السياسية تتحول طريق سدّ

GMT 12:27 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

بعثة جامعة جنيف تكتشف هرمًا من الذهب في سقارة

GMT 15:31 2017 الثلاثاء ,20 حزيران / يونيو

هبة مشهور تصمم حلوى الكوكيز التي تتناسب مع رمضان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday