بقلم : مكرم محمد أحمد
أشكر للشاعر الكبير فاروق جويدة دعمه القوى للمجلس الأعلى للإعلام ومساندته الواضحة والصريحة للمعايير التى أعلنها المجلس أخيراً التى تُمثل، كما قال، الحدود الدنيا من الأخلاقيات والقيم والأصول المهنية التى ينبغى أن تلتزم بها الفضائيات فى الأعمال الدرامية ومسلسلات شهر رمضان والإعلانات التجارية على الشاشات الصغيرة، مطمئناً الشاعر الكبير على أن هذه المعايير التى تتعلق بالمهنية ولا شأن لها بحرية الرأي، سوف تسرى على الجميع، نجوماً وأنصاف نجوم وعلى جميع القنوات وليس فقط قنوات المظاليم، لأنه من غير المعقول ومن غير المقبول أن تستمر هذه الحالة المرضية من الفوضى التى أصابت الشاشات المصرية خلال سنوات طويلة أعقبت ثورة يناير، ضعف فيها دور الدولة وغاب القانون واختفت كل المعايير المهنية المتعلقة بأصول المهنة وأخلاقياتها، بدعوى أن هذا هو الواقع وأن الدراما تنقل إلى الشاشات ما يحدث فى الشارع المصرى من ظاهرات مريضة مثل انتشار المخدرات والعنف والقتل والسحل واغتصاب الأطفال والتحرش
وما لم يتكاتف المجتمع المصرى ودعاة الإصلاح وأصحاب الرؤية المستقبلية على دعم توجهات المجلس الأعلي، وضمان التزامه بتطبيق هذه المعايير على الجميع دون خوف أو تمييز، وحسن حراسته لمنظومة القيم الصحيحة دون إفراط فى التشدد يؤذى حرية التنوع والتعبير، والقبول بالتدرج الواعى فى فرض العقوبات الذى لا يدهس المباديء والأصول الثابتة ويهدر معايير العدالة ويشكل مدخلاً للفساد، فسوف يكون صعباً على المجلس الأعلى أن يواجه وحده هذا الانفلات الخطير الذى يرفع الآن شعارات الحرية والإبداع ويُمارس صخباً شديداً على الساحة، هدفه خلط الأوراق وحماية هذه المصالح الضخمة وليس تشجيع الإبداع، على العكس فإن كل ممارساته تقتل الجودة والإبداع، وتُعادى القيم الصحيحة بدعوى أن (الشباك عاوز كدة) وأن المسلسلات باتت صناعة وم