بقلم - فاروق جويدة
فواتير الكهرباء تحرق قلوب المصريين والغريب أن هناك زيادات جديدة مع شهر يوليو المقبل ..
لا أدري كم يوفر استهلاك الكهرباء لو أننا قررنا إغلاق كل الفضائيات ليبدأ المواطن المصري رحلته مع نوم هادئ في التاسعة مساء حتي يصحو مبكرا ويذهب إلي عمله وتعود قيمة العمل والإنتاج ونجد سلعا رخيصة للاستهلاك وأخري للتصدير .. إن توفير كهرباء الفضائيات 12 ساعة يوميا سوف يوفر ملايين الجنيهات وسوف يوفر للمواطن أعصابه التي تلفت ونظارته التي اسودت والتفاهات الليلية التي تندفع مثل الجراثيم إلي عقله ..
سوف يرتاح المصريون قليلا من الخناقات والشتائم والبذاءات علي الفضائيات كل ليلة وسوف يرتاحون أيضا من المسلسلات الرديئة التي أفسدت عقول الأطفال ودمرت الشباب .. ان المواطن المصري لن يوفر الكهرباء فقط ولكن سوف يوفر علي أبنائه وبناته هذا الكم الهائل من الإعلانات التي لا يستخدم منتجاتها وليس له الحق في أن يحلم بقصر من القصور .. سوف يرتاح المواطن من أسعار الياميش بعد أن وصلت إلي أرقام فلكية ولن يشاهد لحوم الحمير التي انتشرت علي الفضائيات أو لحوم الفنادق الفاسدة والتي لا تصلح للاستخدام الآدمي..سوف يكون وزير الكهرباء د.محمد شاكر سعيدا جدا حين يجد معدلات استهلاك الكهرباء وقد تراجعت في العدادات في كل المناطق بل انه قد يلجأ إلي تقديم مكافآت مالية للمواطنين الذين أغلقوا تليفزيوناتهم..سوف يرتاح المصريون أيضا من مشروعات القوانين الغريبة التي تدور في كواليس مجلس الشعب ابتداء بقانون بيع الجنسية وهل 200 ألف دولا ر للشخص الواحد أم للأسرة .. وإذا كان هناك شخص ما تزوج من ثلاث زوجات وكل واحدة لديها خمسة أطفال فهل يدفع هذا المبلغ الهزيل لكي يحصل علي الجنسية لزوجاته وأبنائه وعددهم 18 شخصا..
لو أن المصريين ارتاحوا قليلا من الفضائيات فسوف نوفر الكهرباء ويذهب الناس إلي أعمالهم ويرتاح قليلا د/محمد شاكر وزير الكهرباء وقبل ذلك كله فسوف نوفر ميزانيات كبيرة في انتاج المسلسلات الهابطة والإعلانات المستفزة وهذه السيول المتدفقة من الشتائم والبذاءات لماذا لا نجرب ونغلق التليفزيونات فقد تنجح التجربة.