بقلم : فاروق جويدة
لم يكن من الضرورى أبدا أن يغلق أحدنا الباب فى وجه الآخر ونحن نتصافح فى لحظة وداع مؤلمة..لم يكن من الضرورى أن نفرش الملاية لبعضنا البعض وكل واحد يسب الآخر ويلعن اليوم الذى أحبه فيه..كانت الصرخات تنطلق حولنا كالشظايا وأنت تلقين ملابسى فى الشارع كما كنا نشاهد فى أفلامنا القديمة..لم يكن من السهل أن أسمع كلمات الردح الأصيل أنا صنعتك ولم تكن تساوى شيئا من غيرى وكنت موظفا هلفوتا وأنا التى قدمتك لكبار المسئولين حتى صنعت منك الأسطورة الكاذبة..هات مفتاح السيارة..سوف أسحب كل ما أودعت فى حسابك من الأموال حتى هذه البدل التى اشتريتها لك فى عملية إعادة تأهيل كاملة فى النيولوك أنت صناعتى أنا وما كنت مؤهلا لأى شىء آخر..
وقف أمامها مثل لوح الثلج المجمد وليست لديه كلمات يقولها إن كل ما قالت حقيقة ولكن هناك فرق كبير بينى وبين محجوب فى القاهرة ثلاثين، أنا لم أفرط فى كرامتى لا أنكر إنها وقفت بجانبى ولم أتصور أن أسمع كل هذه البذاءات منها..هل يمكن أن أنام فى هذا البيت ليلة واحدة بعد كل ما سمعت..ربما أدركت ما يدور فى خيالى رغم أننى لم أنطق كلمة..ولكنها بدأت تستعيد ذكريات الماضى.. أنا تزوجتك رغم رفض اسرتى الكبيرة ويومها لامنى الكثيرون كيف الزواج من هذه النكرة وأنا ابنة العائلة الثرية لو طلبت من ابى أن يشترى لى دستة رجال من أمثالك لدفع فيها بعض الدولارات من أرصدته التى تهتز بها البنوك أنت لم تقدر النعمة التى بين يديك اننى احمد الله لشىء واحد اننى اكتشفتك فى الوقت المناسب حتى لا نكمل هذا الزواج الفاشل..لم اجد مبرراً لكل ما حدث فأنا انسان بسيط طيب لم أتعلم الشتائم والبذاءات فى بيتنا الفقير لأن والدى علمنى ان الإنسان ليس مالا ولا جاها إنها الأخلاق..
بدأت فى البكاء والصراخ وأنا أقف أمامها فى ذهول، بينما تجمع الجيران حولنا، رأيت جارى الطبيب يصرخ فى وجهى الحق الست هتموت..هذه أعراض الإدمان ألا تعلم أن زوجتك مدمنة.