بقلم - فاروق جويدة
كل المصريين ينتظرون العيد الحقيقى لتحرير سيناء يوم أن يتخلص جيش مصر العظيم من آخر ارهابى يلوث ترابها المقدس .. كلنا ننتظر هذا اليوم كى نحتفل مرة اخرى بتحرير ترابها من هذه الكارثة .. مضت الآن 35 عاما على عودة سيناء إلى الوطن الأم وكانت لها ولنا أحلام كثيرة وللأسف الشديد تسربت أمام الإهمال وغياب المسئولية .. فى بداية أيام العودة كان هناك برنامج طموح لإعادة تعمير سيناء كانت الأرقام تتحدث عن عشرات المليارات التى ينبغى أن تعيد إلى سيناء الحياة مشروعات كثيرة فى الزراعة والسياحة والصناعة والطرق والكبارى والأسماك وتحلية مياه البحر ..
وللأسف الشديد أن الحلم الجميل لم يكتمل .. كانت هناك خطة لانتقال ثلاثة ملايين مواطن لكى يعيدوا الحياة إلى سيناء وينتشروا فيها وبقيت سيناء بلا سكان ولا تنمية ولا أمن حتى تسللت إليها حشود الموت والإرهاب وتحولت إلى مأساة تهدد أمن مصر واستقرارها .. وقد أغرت أصحاب المؤامرات انها يمكن ان تكون وطنا بديلا أو أن يتم استبدال أجزاء منها بأراض أخرى واتسعت حشود الإرهاب وكان السبب فى ذلك كله أن هناك من أهمل تنمية سيناء وهناك من فتح أبواب الإرهاب فيها .. والآن يخوض جيش مصر منذ ثلاث سنوات حربا واسعة فى كل شبر فيها وكل الدلائل تؤكد أن ساعة الحسم قد اقتربت وان عودة سيناء هذه المرة سوف تكون بالبناء والبشر والتنمية وهناك مشروعات ضخمة على شاطئ القناة وداخل سيناء وأن الملايين من الشباب سوف يتجهون إلى سيناء لتحقيق أحلامهم القديمة فى البناء والتعمير ..
لابد أن نعترف أننا أخطأنا فى حق هذا الجزء العزيز من ترابنا حين تركنا حشود الإرهاب تتسلل إليه وبعد 35 عاما من تحريرها من الاحتلال مازلنا نخوض معارك دامية فوق ترابها المقدس لنحررها من الإرهاب .. إن تعمير سيناء هو الضمان الوحيد لها ولنا حين يتخلص جيش مصر من آخر أوكار الإرهاب فيها وسوف يكون هناك عيد آخر للتحرير.