بقلم - فاروق جويدة
لا احد يعلم لماذا اختار الإرهابيون اوقات الصلاة فى الكنائس للقيام بأعمالهم الإرهابية وقتل الأبرياء وهم يؤدون الصلاة فى اعيادهم هذه الأعمال الإجرامية تؤكد انه لا دين للإرهاب وقد تأكد ذلك فى اكثر من مناسبة واكثر من عيد واكثر من صلاة، كان آخرها ما حدث فى كنيسة مار جرجس فى طنطا والكنيسة المرقسية فى الأسكندرية..
لقد وصل الإرهاب الى حالة من الجنون امام الهزائم الكثيرة التى لحقت به فى سيناء خاصة بعد تدمير معاقل مهمة مثل جبل الحلال لقد شعر الإرهابيون ان الأشياء ضاقت عليهم ويبدو انهم تسللوا الى قلب الدلتا فى طنطا والاسكندرية فى عمليتين خطيرتين فى توقيت واحد..لقد ضاق الحصار على الإرهاب فى سيناء فاتجه الى مناطق اخرى واختار الكنائس بصفة خاصة وفى هذه المناسبات الدينية مثل عيد احد الشعانين عند الاخوة الأقباط..
ان المعركة مع الإرهاب ليست بسيطة او قصيرة او يمكن القضاء عليها فى ايام او شهور نحن امام تنظيمات عقائدية قامت على فكر فاسد ورؤى مريضة وقد تشكل هذا الفكر عبر سنوات ما بين التضليل والدم والدمار إن هذه الثوابت تحتاج الى فكر يوجه ودين يتسامح وعقول اكثر وعيا واستنارة..ان السؤال الذى يطرح نفسه الأن هل يمكن ان يتعاون العالم لكى يواجه الإرهاب بصورة جماعية..
فى الشهور الماضية حدثت جرائم فى عواصم كثيرة فى اوروبا وامريكا وآسيا وشهدت باريس وبروكسل وتركيا وامريكا اكثر من جريمة واصبح من الضرورى ان يقف العالم ضد هذا الهجوم الشرس الذى يقتل الأبرياء..
فى اكثر من عاصمة عربية تدور المعارك الآن بين قوات الأمن والمواطنين وحشود الإرهاب ولم تحسم المواجهات حتى الآن وربما لو تم التنسيق بين كل هذه الجبهات فى وقت واحد لتغيرت الحسابات ولكن كل دولة تحاول ان تنجو بنفسها رغم ان العدو واحد..ان مصر سوف تعبر هذه المحنة بوحدة شعبها مسلمين واقباطا لأن كل مواطن مصرى الآن يدرك ان العدو واحد وان الإرهاب فشل فى تفريق هذا الشعب ولكن الأزمة الحقيقية ان العالم حتى الآن لم يدرك ان الخطر يهدد الجميع .