بقلم - فاروق جويدة
بقيت أيام قليلة وتهبط على رءوسنا حشود المسلسلات الرمضانية يقال أن عددها 44 مسلسلا وان تكاليف إنتاجها بلغت مليارى جنيه والمهم الآن ليس العدد أو النفقات ولكن المهم ما تحمله من فكر أو تفاهات..
لقد تعرضت المسلسلات فى السنوات الماضية لحملة انتقادات واسعة بسبب ما طرحته من أفكار خاصة عن الجرائم والمخدرات وما شهدته من تلال الشتائم والبذاءات..وما انتشر فيها من سلوكيات رخيصة فى الاعتداء على المرأة جسديا وروحيا وقبل هذا كله تلك المسلسلات التى روجت للعنف والقتل بكل ألوانه..إن الأزمة الحقيقية فى مسلسلات هذا العام هى الارتفاع الكبير فى حجم النفقات خاصة أمام ارتفاع سعر الدولار وقد دفع ذلك المنتجين الى إلغاء السفريات للخارج والاكتفاء بالتصوير المحلى بل أن البعض توقف عن استكمال الإنتاج بسبب ذلك..
إن خريطة الإنتاج هذا العام متنوعة تجمع بين كبار الفنانين وشبابهم وهناك جرعات كوميدية لا بأس بها كما أن برامج الفوازير التى تحولت إلى كوارث مازالت حتى الآن تفرض شعبيتها بنسب المشاهدة المرتفعة.. كل ما نرجوه هذا العام من المسلسلات ألا تحمل دعوات للإسفاف والشتائم والجرائم والاعتداء على المرأة وألا تستخف بعقول الناس وتزيد من جرعات التخلف أما المليارات التى شملتها تكاليف الإنتاج فهى رقم كبير ولكن إذا حسبناه بسعر الدولار فسوف يكون رقما بسيطا لأن المليون دولار الآن تشترى أكثر من 18 مليون جنيه فإذا كان المسلسل يتكلف مائة مليون جنيه فهى فى الحقيقة اقل من 5 ملايين دولار وهذا الرقم لا ينتج مشهدا فى احد الأفلام الكبرى فى السينما العالمية..
إن الأزمة الحقيقية الآن أن التليفزيون المصرى لم يعد قادراً على تلبية مطالب الإنتاج خاصة مع الارتفاع الرهيب في أجور الفنانين الصغار منهم قبل الكبار ولعل هذا هو السبب الرئيسى في هبوط المستوى الفنى والأخلاقى لما ينتجه القطاع الخاص..
كل ما نرجوه أن نجد أعمالا فنية راقية فى موسم المسلسلات الجديد مع دعوات أن يبارك الله لمن حصدوا الملايين وان يجد المشاهد شيئا جميلا يعوضه عن نكسات المسلسلات فى السنوات الماضية..وربنا يستر.