وعلى قطر دارت الدوائر
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

.. وعلى قطر دارت الدوائر!

 فلسطين اليوم -

 وعلى قطر دارت الدوائر

بقلم :حسن البطل

في واحد من أعمدته الأسبوعية «نقطة ضوء» وضع زميلي، حسن خضر، عنواناً لافتاً: «قضاء.. وقطر»، انتحالاً من «قضاء وقدر».

هل أستلبس مأثور العبارة: «على الباغي تدور الدوائر» بعنوان العمود أعلاه! أو بالاستعارة من قصة خرافية عن الضفدع التي نفخت نفسها إلى حجم بقرة! 

للاتحاد الأوروبي، بقيادة الست أنجيلا ميركل، خلاف طارئ مع الولايات المتحدة، بقيادة دونالد ترامب، أبعد أثراً وتأثيراً من هذا الاتحاد و»بريكست» البريطاني، وربما من انسحاب فرنسا الديغولية، العابر في ستينيات القرن المنصرم من الجناح العسكري لحلف «الناتو»، مع بقائها في القيادة السياسية. 

الجزء الطافي (أو الغاطس) من جبل جليد الخلاف الأميركي - الأوروبي، هو انسحاب ترامب من معاهدة باريس للمناخ، والجزء الغاطس (أو الطافي) هو شعار ترامب «أميركا أولاً»، ولعل شعار ميركل هو «أوروبا أولاً».
لا مقارنة، في الواقع والجدوى، بين دول «الاتحاد الأوروبي» وحلف «الناتو» وبين دول مجلس التعاون الخليجي الذي يضرب في اليمن التعيس تحت مسمى «التحالف العربي».

لا مقارنة، أيضاً، بين القيادة الأميركية لحلف «الناتو» ودوره في حماية أوروبا، وقسط أميركا من أكلاف الحماية، وبين القيادة السعودية لمجلس التعاون الخليجي، وتالياً بالتحالف العسكري الذي يضرب في اليمن.

ترامب دعم ويدعم الـ» بريكست» البريطاني للخروج من الاتحاد، وبعد قمة الرياض الثلاثية، صار يدعم السعودية لقيادة التحالف ضد النفوذ و»الإرهاب» الإيراني.

في البحرين تدخلت السعودية عسكرياً ضد النفوذ الإيراني، ثم تدخلت، مع معظم دول التحالف العربي ضد هذا النفوذ في اليمن.

في مجلس التعاون الخليجي شذوذان، أولهما ساكن وعميق هو انفراد سلطنة عمان بسياسة شبه مستقلة، والثاني متحرك ونشيط هو دور إمارة قطر وخاصة تحت إمارة أميرهم تميم، المتسلحة بفضائيتها، وبئر غازها، والقاعدة الأميركية فيها.

إلى من ستنحاز أميركا الترامبية في الخلاف بين الضفدع قطر والبقرة السعودية؟ معظم دول مجلس التعاون اختارت الجانب السعودي، وكذا مصر أيضاً التي تعاني من إرهاب تقول إن قطر تدعمه وتموّله، كما تدعم السعودية وبعض دول الخليج الإرهاب في سورية والعراق بالذات وكذا تدعم قطر حركة حماس التي وصفها ترامب بالإرهاب إلى جانب «حزب الله» وإيران بالطبع وأولاً، كما تدعمها إسرائيل أيضاً. 

هذا الحلف السني - الأميركي - الإسرائيلي ضد إيران وحركاتها الإرهابية، عليه أن يطلب الطاعة من إمارة قطر، التي تلعب على اكثر من حبلين  وحبال عربية وإقليمية وحتى عالمية، مكنتها من استضافة دورة كأس العالم الكروية المقبلة وقيادة «حماس» أيضاً .. وحتى المفكر عزمي بشارة .. والداعية القرضاوي معاً!

لا أعرف هل إن إعلان عزمي اعتكافه عن العمل السياسي إلى العمل الفكري، له علاقة مباشرة بالخلاف السعودي - القطري، أو علاقة غير مباشرة بمصادفة اشتعال هذا الخلاف في حزيران في عامه النكسوي الذي بلغ نصف قرن.
بشارة ليس فأراً ليهرب من السفينة الخليجية الموشكة على الغرق، كما هرب من السفينة السورية - الأسدية قبل غرقها في الحرب الأهلية، ومن إسرائيل لعلاقته مع «حزب الله».

بشارة ليس حالة وحيدة أو فريدة في أزمة المثقف بين الفكر والسياسة المتقلبة، فهو من أبرز المفكرين الفلسطينيين والعرب، ويكفيه أنه دعا في إسرائيل إلى «دولة جميع رعاياها».

سبقه إلى هذه الأزمة المفكر الفلسطيني - الأميركي - العالمي الشهير إدوارد سعيد، الذي ألف كتباً مثل: «الاستشراق»، و»الثقافة والإمبريالية»، لكنه في كتاباته السياسية انتقد أوسلو والسلطة الفلسطينية، كان ركيكاً وغير موضوعي أيضاً (قال: عرفات له وجه بشع)! 

أيضاً، حالة واحد من أبرز الشعراء المجددين العرب، ومن اكثرهم إطلاعا على التراث العربي، ونقداً للاتجاهات السلفية فيه، فقد راهن الشاعر أدونيس على الثورة الإسلامية الإيرانية في مطلعها بقيادة الإمام الخميني، وأنا الذي من قال له، وجاهياً، إن الأصولية الخمينية قد تكون أخطر من الصهيونية.

قبل بشارة وأدونيس هناك حالة ثالثة من أزمة المفكر والسياسي، هي حالة منظر حزب البعث العربي الاشتراكي السيد ميشيل عفلق، ليس لأنه انتقل من جناح البعث السوري إلى جناح البعث العراقي، ومن مظلة دكتاتورية حافظ الأسد إلى دكتاتورية صدام حسين، بل لأن لسانه كمفكر عربي تلعثم في حوار جناح البعث السوري مع القيادة الناصرية، حول الخلاف البعثي - الناصري، وكيفية رأب الصدع فيه شرطاً لعودة سورية إلى الجمهورية العربية المتحدة.
* * *

عودة إلى أزمة مجلس التعاون الخليجي، والخلاف السعودي - القطري، وهل سيؤدي إلى انفراط هذا المجلس كما أدى خلاف جناحي حزب البعث إلى بداية انهيار الجناحين العراقي والسوري، والخلاف الجزائري - المغربي أدى إلى انهيار مشروع الاتحاد المغاربي بسبب الخلاف على البوليساريو وأسباب أخرى.

المسألة أبعد وأعمق من الخلاف العربي - العربي حول إيران، والخلاف حول دعم الإرهاب ومقاومة الإرهاب.
لماذا؟ لأن الخلافات العربية - العربية سابقة لما سبق من خلافات حالية. 

دارت الدوائر على مصر، ثم على العراق وسورية، والآن تدور على قطر، ومن قبل ومن بعد على فلسطين!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وعلى قطر دارت الدوائر  وعلى قطر دارت الدوائر



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 12:35 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 10:08 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 10:00 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 07:23 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

الصحف.. و"كورونا" في زمن "حماس"

GMT 04:20 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان

GMT 14:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

ابرزي جمالك بالتوربان مع هذه اللفات العصرية الأنيقة

GMT 08:43 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تويتر تطلق سياسة جديدة بشأن التغريدات المخالفة المحذوفة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday