«بنشرت» الصفقة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

«بنشرت» الصفقة!

 فلسطين اليوم -

«بنشرت» الصفقة

بقلم : حسن البطل

 أنهيت كتاب جميل هلال: «أيام حصار بيروت ١٩٨٢». نعم، نحن في ايام القدس والعاصفة الترامبية. ووجدت رابطاً بينهما. هاكم هو: منذ بداية مهمة الوسيط فيليب حبيب كانت المفاوضات اللامباشرة مع الاميركيين تدور حول امرين: شروط الخروج المسلح الفلسطيني، وشروط وضمانات حماية الوجود المدني والمؤسساتي الفلسطيني.

ما الذي حصل؟ مجزرة صبرا وشاتيلا و«حرب المخيمات» وتفجير ثم نهب محتويات مركز الابحاث خرقت ضمانات حماية المدنيين والمؤسسات الفلسطينية.

حسناً، في شروط اوسلو، غير تأجيل المسائل الخمس، كان هناك موافقة اسرائيلية على استمرار بقاء وحفظ نشاط المؤسسات الفلسطينية في شرقي المدينة، وابرزها «بيت الشرق» الذي صار مركز العمل الاعلامي الفلسطيني خلال الانتفاضة الاولى، ثم مقراً للوفد المفاوض للشخصيات الفلسطينية الى مؤتمر مدريد، وبمثابة مكتب تمثيل لمنظمة التحرير في القدس الشرقية، وموازياً فلسطينيا، نوعاً ما للقنصليات الاجنبية.

بعد مضايقات، انتهزت اسرائيل فرصة الانتفاضة الثانية، واغلقت «بيت الشرق» مدة ستة شهور صارت تمدد بمهلة مثلها، كما هو حال مكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن بعد اوسلو.
وضعت اسرائيل شروطاً على موافقتها اشتراك المقادسة في اول انتخابات تشريعية فلسطينية، بالتصويت في مركز البريد، لكنها منعت جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني من احصاء سكان القدس الشرقية، وفي الاحصاء الثالث اعتقلت المكلفين ومنعتهم من العمل، وقبل ذلك سيطرت على مبنى البريد و«أسرلته».

تعرفون كيف صارت عبارة «السلام الروماني - باكس رومانا» تعني في العالم، وبعد اوسلو - بالذات، «باكس اميركانا»: توقيع اوسلو في حديقة البيت الابيض، ثم مفاوضات كامب ديفيد ٢٠٠٠، ثم «خارطة الطريق» و«الحل بدولتين». في الغضون «تبخرت» اللجنة الرباعية الدولية عن كل اشارة لانعقاداتها الدورية ثم الشفوية، فقد انتهت الى «الجيب الاميركي».

ماذا كمان؟ منذ اوسلو زار رؤساء الادارة الاميركية فلسطين واسرائيل، وتجول وزراء الخارجية الاميركية جميعاً، وآخرهم جون كيري للبحث عن «تسليك» «الحل بدولتين».
بعد سنة من تلويحه بـ «صفقة القرن» وتشكيله طاقماً ثلاثيا يهودياً باعداد «الصفقة» قام الرئيس ترامب بتفريغ اطارات عربة «الحل بدولتين» باعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل.. وهكذا «بنشر» الحل، ومعه دور الوساطة الاميركية.

توماس فريدمان، معلق «نيويرك تايمز» وصف خطاب اعلان الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل بأنه «هبة» من ترامب الى نتنياهو .. دون مقابل!

مقدمات هذه «الهبة» كانت منذ اعلان مشروع «الصفقة» بالانسحاب من «حل الدولتين» الى اي حل يوافق عليه الطرفان، ثم باعلانه ان الاستيطان ليس هو المشكلة امام اي حل.

كل «صفقة» هي نوع من «مقايضة» فلماذا لم يعلن ترامب ان اعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل مشروط بوقف الاستيطان، ولو خارج الكتل الاستيطانية؟ ولماذا لم يعلن انه يعترف بالقدس الشرقية ارضاً محتلة، وان اي اتفاق نهائي حول القدس سيعني سفارة فلسطينية في القدس الشرقية؟

في جلسة مجلس الأمن تحدث مندوبو ثلاثة اطراف من «الرباعية» الميتة (روسيا) امين عام الامم المتحدة، والاتحاد الاوروبي ممثلا بفرنسا وبريطانيا، كما تحدث ممثلو اربع دول دائمة العضوية (روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا) معترضين على اعتراف ترامب بعاصمة اسرائيل.
السلطة اعلنت، فور خطاب الاعتراف الاميركي، بأنها لن تنسحب من «عملية السلام» لكن لن تقبل، بعد الآن، ان تقود الولايات المتحدة هذه العملية، بل وتحتكرها منذ توقيع اوسلو في البيت الابيض، ما هو البديل - ترانتيفا؟
اذا استند ترامب على قرار الكونغرس حول الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، فإن برلمانات العديد من الدول الاوروبية طالبت حكوماتها بالاعتراف بفلسطين.

السؤال هو: كيف يمكن دفع دولة غربية رئيسية، مثل فرنسا او بريطانيا او المانيا .. وحتى اسبانيا وايطاليا، ان تستند الى قرارات برلماناتها وتعترف بدولة فلسطين؟

تستطيع اميركا ان ترفع «الفيتو» ضد دولة دائمة العضوية في مجلس الامن تقدم مشروع قرار الاعتراف بفلسطين، لكن اعترافها بفلسطين سوف يؤسس لمرجعية دولية توازن الاعتراف الاميركي بالقدس عاصمة لاسرائيل.

ترك ترامب «حل الدولتين» للتفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين، اي بموافقة اسرائيل عملياً، كما ترك تحديد حدود القدس للتفاوض، اي لموافقة اسرائيل على .. قدس فلسطينية خارج القدس!

لاسرائيل نشيدها القومي (هاتكفاه - الامل) لكن للمغنية والشاعرة الاسرائيلية نعومي شيمر قصيدة تبثها الاذاعة الاسرائيلية كل الوقت عن «القدس الذهبية - يروشلايم تل زهاف» .. ولا شيء في القدس «يلمع» الا القبة المذهبة في الحرم القدسي، الذي يؤمه مئات الألوف.

«الصفقة» فركشت، وعجلاتها «بنشرت» والتحدي الفلسطيني للاعتراف الاميركي هو الذي حرك شوارع العالم .. مع حركة الشارع الفلسطيني.

القدس قدسان: غربية حيث مظاهرات يهودية ضد فساد نتنياهو، وشرقية حيث المظاهرات ضد اميركا والاحتلال .. اما مليونير الصفقات فقد اخطأ الحساب، بل «مسك دفتر» الصراع.
.. كما أخطأ شارون : عباس صوص بلا ريش.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بنشرت» الصفقة «بنشرت» الصفقة



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:15 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

"موديز"تؤكّد أن دول الخليج ستحتاج عامين لتعافي اقتصادها

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

"الفار المكار"

GMT 18:04 2016 السبت ,03 كانون الأول / ديسمبر

سيمون تتحدث عن فيلم "يوم حلو ويوم مر" فى "بالعربى"

GMT 01:29 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

حركة طالبان "تتمسك بسلاحها" في شهر رمضان

GMT 11:56 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

دراسة توضّح أهمية تناول الخضروات والفواكه يوميًا

GMT 08:12 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

الاحتلال يعتقل شابا من ضاحية شويكة شمال طولكرم
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday