هاكم «رباعية» شعبية بطبعة فاخرة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

هاكم «رباعية» شعبية بطبعة فاخرة!

 فلسطين اليوم -

هاكم «رباعية» شعبية بطبعة فاخرة

بقلم : حسن البطل

كان الرائع حسين جميل البرغوثي قد بحث في معاني «المربّع العربي» العمراني للبيت العربي، ومضاعفته في «المثمّن» وفي البال أن «الزمن» هو البعد الرابع يضاف للأبعاد الثلاثة: الطول، العرض.. والارتفاع.
هل كان هذا في بال حسين سليم العطاري، الذي أتحفنا برباعية كُتب هي سلسلة أغاني الدبكة الفلسطينية، أم أن دار النشر «الرقمية» سلسلت ما يشبه موسوعة تراثية شفهية صغيرة على أربعة كتب!
لعلها ليست المحاولة الرائدة في تحويل التراث الشفهي الفلسطيني إلى عالم الكتب المطبوعة، لكن قد أزعم أنها أكملها وأحسنها، طباعة وإخراجاً وتحريراً في مجالها.
قلت إنها «فاخرة» لأنها جاءتنا بغلاف مزدوج ورقي يغلف غلافاً سميكاً، ولأن طباعتها كانت على ورق صقيل ممتاز.. وأخيراً، ذات تصميم غلاف شعبي يعبّر عن مضمونها، صمّمه رمزي الطويل.
ثلاث جهات أثمر تعاونها في إنجاز ما يشبه موسوعة مرجعية لجانب من التراث الشعبي الفلسطيني. «زريف الطول»، «الدلعونة»، غزيّل وجفرا».. و»الزغاريد».
تلفتك عناية غير معهودة في الإخراج الفني، وكذا تعريف برباعية كتب السلسلة، التي هي إهداء مفتاحي لمفرداتها الثرية للقرّاء العرب، أي تعريف غير القرّاء الفلسطينيين بمعاني المفردة الفلسطينية المنطوقة، وبحرف أحمر الطباعة.
دار النشر «الرقمية» الناشئة كان لها ريادة نشر «الوارث»، أول رواية فلسطينية لرائدها خليل بيدس.. الآن، تتعاون مع وزارة الثقافة، ودار نشر «المتوسط» في إيطاليا في إصداراتها. ومع رباعية «سلسلة أغاني الدبكة الفلسطينية»، امتد التعاون إلى «الصندوق الثقافي الفلسطيني» ولعلها، حسب علمي المتواضع في مسائل النشر، أول مشاركة للصندوق هذا في تمويل العمل الثقافي.
لمّا قرأت عن صدور السلسلة في الجرائد، تخيّلت أنها ستكون ذات طبعة شعبية لجانب من جوانب التراث الشعبي الشفهي الفلسطيني، مثل كتاب «قول يا طير» عن الخرافيّات الشعبية، الذي صار مرجعاً للحكاية الشعبية يختلف رواتها في سردها حسب المناطق (مثلاً: أمي المرحومة تروي خرافية «جبينة» غير ما يرويها الكتاب).
أغاني الدبكة ليست خرافيّات، ففي كل سلسلة من رباعيتها بحث عن تعداد أشكال الدبكات في البلاد، وعن أصول لفظة «الدلعونة» وإضاءة لـ»غزيّل» و»جفرا».
في الحقيقة، قرأت ما كتب عن سلسلة أغاني الدبكة في الصحف، ثم تصفّحت الرباعية لما أهداها مدير «الرقمية» فؤاد العكليك إلى قيّم مكتبة جامعة بيرزيت، معتصم عفانة، فإلى طبعة فاخرة على ورق فاخر، وغلاف مزدوج، لفتني أن كل قسم من اقسامها تعلوه «بصمة» الكترونية تسهّل عليك قراءتها على الهاتف المحمول الذكي، كما هو حال «بصمة» جريدة «الأيام» مثلاً، الفلسطينيون يدبكون كأهل بلاد الشام، ودبكاتهم تتطور فنياً على المسارح، لكن الأغاني المرافقة هي كما هي تقريباً، مع مفردات تختلف قليلاً من بلد لآخر حسب لهجاتها المحلية.
لكن، لا مقارنة بين جماليات الدبكة ورقصة «العرضة» الخليجية وسيوفها مثلاً، وكذا مع غياب جمالية رقصات اليهود الإسرائيليين، فالتراث الشعبي هو من بين ما نتفوق به على الإسرائيليين، وبخاصة التراث الشفهي والفولكلوري.
يسهل ترجمة المفردات الفلسطينية الشعبية إلى العربية الفصيحة، لكن يصعب ترجمة أغاني الدبكة إلى اللغة العبرية، وللبنانيين والسوريين مثلاً أن يهزجوا في دبكاتهم بلهجاتهم.

BDS و«مناهضة التطبيع»
فلسطين وإسرائيل في حالة اشتباك على غير صعيد، لكن هذه الـBDS تُسهم في الاشتباك بمعايير «مناهضة التطبيع».
لم تهدأ دعوتها للمقاطعة والتسبب في حظر عرض فيلم «القضية 23» اللبناني ـ الفلسطيني، حتى بدأت دعوة لمقاطعة الفيلم الروائي الفلسطيني: «التقارير حول سارة وسليم» لأنه «تطبيعي» لمشاركة ممثلين من إسرائيل وفلسطين فيه. لماذا لا؟
فيلم المخرج اللبناني الفرنسي الدويري على قائمة المرشحين لأوسكار الفيلم الأجنبي، بعد فوزه في مهرجانات دولية سينمائية.
فيلم «سارة وسليم» فاز بجائزة الجمهور من مهرجان روتردام السينمائي، ويروي قصة عشق بين الإسرائيلية سارة والفلسطيني سليم، وفاز بدعم صناديق سينمائية عربية وفلسطينية ودولية، ومن بين المشاركين الفلسطينيين كامل الباشا، الذي فاز في فيلم «القضية 23» بجائزة أحسن ممثل.
لما نجحت مقاطعة عرض فيلمه في مهرجان «أيام سينمائية» في فلسطين، اتخذ الباشا موقفاً سلبياً وحاداً من BDS.
سبق لأفلام إسرائيلية ناقدة لها أن فازت في مهرجانات دولية، وفاز فيلم «فوكستروت» بمهرجانات إسرائيلية، وهو يتعلق بنقد سياسة الجيش إزاء الفلسطينيين، لكنه فشل في دخول مسابقة الأوسكار، ربما تحت ضغط حكومي إسرائيلي، وأبدت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ارتياحها لذلك.
شخصياً، أظن أن BDS على صواب في حملة المقاطعة الاقتصادية بالذات، وكذا الأكاديمية، أيضاً، لكن هذا لا يعني الانسحاب من الاشتباك الثقافي على «الجسر السينمائي».
صار عرب وفلسطينيون يصنعون أفلاماً جيدة فنياً عن الاشتباك في الروايات السينمائية، ومن حق الجمهور أن يرى وأن يحاكم ويحكم، دون وصاية BDS.
مع ذلك، أدعم حملة BDS لجائزة نوبل للسلام.

المصدر : الأيام الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هاكم «رباعية» شعبية بطبعة فاخرة هاكم «رباعية» شعبية بطبعة فاخرة



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 10:32 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

ليدي غاغا تتألّق في حفل جوائز الأوسكار 2023

GMT 08:10 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أحمد زاهر يبدي سعادته بدوره في فيلم "هروب اضطراري"

GMT 16:52 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو موسى يحل ضيفًا على MBC" مصر" الجمعة

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

المُكرّمون في احتفالية محمد صبحي بمسيرته يردون على الهجوم

GMT 03:47 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحطم طائرة استطلاع فرنسية في النيجر

GMT 19:38 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

تنظيم داعش يهاجم مواقع لجبهة النصرة في مخيم اليرموك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday