disco
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

DISCO

 فلسطين اليوم -

disco

بقلم : حسن البطل

بسهولة، تملأ ثلاث خانات بيض في تسلية مربع، "صورة وسهم". هذا إن كان السؤال: "يلي البرق". لكن ضجيج سرعة الصوت وبريق الأضواء الملوّنة الخطّافة يتلازمان في المراقص الشبابية الحديثة، المسماة “Disco”، وكلّ يؤدّي رقصته على وقع تلوث صوتي وتلوث بصري!

زمان، كانت وكالات الأنباء تتسابق في سرعة بثّ الخبر: عاجل. عاجل جداً. فلاش. الآن تتسابق وسائل الإعلام، خاصة الفضائيات على بث "المعلومة" من مراسليها الميدانيين أو بشكل فوري على "الفيسبوك" وأضرابه، وفق نظرية إعلامية تخطّاها الزمن: بسرعة استعلم؛ بسرعة أعلم.

زمان، كانت "المعلومة" مخلوطة "بالإشاعة".. والآن، صارت معجونة بـ"التسريبات"، وبذا انضم إلى تلوث الجو، وتلوث ضجيج الصوت، إلى تلوث الأطعمة.. والبحار، أيضاً "كبّ في البحر"!

كان "التعتيم" الإعلامي بدرجة "سرّي" و"سرّي جداً" والآن تقمّط بهذا "التسريب" الموجّه.. وإلى القنابل الفتاكة، صار هناك قنابل صوتية، دخانية، وغازية.. وتبقى "الأسهم النارية" وحدها لعبة بهيجة للأبصار في المناسبات.

تطوّرت وسائل الحروب، لكن بقي نصفها "خدعة"، والبعض يرى النصف الآخر "معنويات" والبعض يرى أن السياسة نصفها "مواقف" ونصفها كذبة!
من بين وسائل الإعلام "الرصينة" هناك BBC التي كانت محطات اذاعية صوتية بلغات كثيرة وصارت فضائيات، ويبدو أن فضائية "الجزيرة" مثلاً من مدرسة BBC.

في الحرب العالمية الثانية، تمكنت BBC من خداع آلة الدعاية النازية (غوبلز). كيف؟ كانت تبثّ أخبار معارك الحرب بطريقة موضوعية، ولكن إذا لزم الأمر تضيف خبراً كاذباً عن قتلى جنود الحلفاء مقابل قتلى جنود هتلر، بحيث تبالغ في الأمر الأول، أكثر من آلة الدعاية الحربية النازية!

لمّا جاءت المعركة الكبرى في عبور قوات الحلفاء بحر المانش، بثّت أن الإنزال محتمل في أضيق نقطة بين البرّ البريطاني والفرنسي.. لكن كانت "الخدعة" أن الإنزال حصل في ساحل النورماندي، أوسع نقطة بين البرّين، بعد أن صدق الجيش النازي الخدعة، ونقل قواته. خلاصة القول كلام قديم: "سُمّ في الدسم" أو أربعة أخبار صحيحة وتسريب موجّه في خبر، وهذا زمن الأسلحة الدقيقة الموجهة ليزرياً، ولكن تحتمل ضربات "عشوائية" ومقصودة ضد المدنيين ومرافقهم!

منذ بعض الوقت، بدأت إدارة ترامب في الانتقال من التخمينات والإشاعات حول "الصفقة الكبيرة"، إلى التسريبات، وما يشبه القنابل الصوتية والدخانية.. إلى أن جاءت قنبلة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، التي "صفعت" التوقعات وتلقت الإدارة صفعتين مضادتين في تصويتات الجمعية العامة ومجلس الأمن.

مع ذلك، استمرت "تسريبات الصفقة" حول مواقف بعض الدول العربية سرّاً منها، وتولّت "النيويورك تايمز" الرصينة الترويج للمواقف السرّية المصرية والسعودية بشكل خاص. "لا" علانية لأميركا و"لماذا" سرّية للعرب!

صحيح، أن "لا دخان بلا نار" لكن حرباً نفسية على فلسطين تدور رحاها من وراء "التسريبات" لإرغام السلطة على الرضوخ لباقي عناصر "الصفقة" الجائرة كما في ضجيج أصوات مرقص "الديسكو" وأنواره الخاطفة. صرنا نرى صحافيين وفضائيات كل منها تؤدي رقصة مختلفة، وبين رقصة وأخرى، تثور أسئلة: لماذا ليس للسلطة موقف واضح وقاطع من هذه الدولة العربية أو تلك.
من قبل، كانت الأسئلة: لماذا لا تحل السلطة نفسها؟ لماذا لا تلغي أوسلو؟ لماذا لا تسحب اعترافها بإسرائيل.. إلخ؟

والآن: لماذا لا تنضم إلى شبه الإجماع الشعبي الفلسطيني في مقاطعة البطريرك اليوناني، مع أن مقال الشعب غير مقام البروتوكول والستاتيكوس الديني المعقد. فلسطين أرض الديانات لا تلعب لعبة الديانات!

لا أحد منّا يدّعي أن التضامن العربي هو كما يجب، وخاصة منذ الحروب الأهلية العربية، لكن السلطة تتصور أن القضية الفلسطينية، والقدس بخاصة، يجب ويمكن أن تبقى هي المركزية، وأن لا تقطع صلة بمحور وتنسج صلة بمحور آخر، وأن لا تنساق إلى موقف شعبي من بطريرك الكنيسة اليونانية، على حساب يخلط الموقف منه بالموقف من مركزه الأكليروسي ـ الكنسي، بل استخدام الضغط الشعبي لدفعه إلى التوقف عن تسريبات البيع، ومن ثم عزله كما سبق وعزل سابقه للأسباب ذاتها.

الدبلوماسية الماهرة في خدمة سياسة مجدية وفاعلة، قوامها توسيع التحالفات، وتحييد ما يمكن من غير الحلفاء، لمواجهة أضيق ما يمكن من جهة الخصوم.
تسريبات التحقيقات مع نتنياهو وفساده تخصّ الإسرائيليين أولاً؛ وتسريبات فوضى إدارة ترامب تخصّ الأميركيين أولاً والعالم ثانياً.. ولا بأس أن نتسلّى بها قليلاً، أو نستفيد منها كثيراً. ولكن أن نتوقف عن الرقص في "ديسكو" التسريبات عن السلطة الوطنية ما أمكن!

أنا وزميلي
حوار فيسبوكي مع زميلي السوري القديم، حسن م. يوسف، معلق جريدة "الوطن" السورية:
أنا: رأيي أنه كان على حافظ الأسد أن يقبل التسوية في شبيردز تاون.
هو: الزميل القديم حسن البطل، تستطيع من رام الله أن ترى بوضوح، أن الصفقات التي وُقِّعت لم تكن سلاماً، والقدس تشهد على ذلك، أما الكلام على المتكئ فهو هيِّن!
كان عليَّ القول: كل تسوية سلمية بين دولة عربية وإسرائيل تظل "تسوية" ناقصة يلزمها سلام فلسطيني ـ إسرائيلي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

disco disco



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 12:35 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 10:08 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 10:00 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 07:23 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

الصحف.. و"كورونا" في زمن "حماس"

GMT 04:20 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان

GMT 14:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

ابرزي جمالك بالتوربان مع هذه اللفات العصرية الأنيقة

GMT 08:43 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تويتر تطلق سياسة جديدة بشأن التغريدات المخالفة المحذوفة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday