مجرد ترّهات وتخاريف
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

مجرد ترّهات وتخاريف

 فلسطين اليوم -

مجرد ترّهات وتخاريف

بقلم :طلال عوكل

ليس لأحد، مواطناً كان أم جماعة أم فصيلاً، أن يحتفل بمرور عشر سنوات على وقوع الانقلاب الحمساوي الذي أدى إلى انقسام يكسر ظهر الشعب الفلسطيني العشرية الأولى على الانقسام مرت قبل أيام قليلة، بدون أي تفاؤل بأن لا تحتاج الأمور إلى عشرية أخرى، فلقد تعود الشعب الفلسطيني منذ وعد بلفور، أن تحصل الكوارث والنكبات التي يتعرض لها، على يوبيلات فضية وذهبية وبرونزية. قبل وقوع الانقسام، كان شارون قد أخلى المستوطنات والجيش من قطاع غزة، وهو الذي كان قبل ذلك صرح بأن أمن تل أبيب من أمن "نتساريم".

جوابه على الهدف من وراء ذلك، كان أنه سيعمل على صدام بين الإسلاميين ومنظمة التحرير، وفوضى عارمة في القطاع حتى يتأكد العالم من أن الفلسطينيين ليسوا مؤهلين ولا يستحقون الحق في تقرير مصيرهم بأنفسهم. لم تكن تلك نبوءة، وإنما ترجمة لمخططات مبكرة، اشتغلت عليها الحكومات والأحزاب والقيادات الإسرائيلية، ومنذ ذلك الوقت يتطوع الفلسطينيون بخدمة تلك المخططات التي لا تتوقف عليها اللعنات من كل الأطراف. ومنذ ذلك الوقت أيضاً، لا ينتبه الفلسطينيون إلى قصة "حق تقرير المصير"، وطبيعة التجربة التي يترتب عليهم بناؤها حتى يصبحوا في نظر مجتمعات ودول العالم، مؤهلين ويستحقون تقرير مصيرهم بأنفسهم.

يبدو للمواطن العادي أن السلطات في الضفة وغزة، تسعى وراء رضا بعض الأطراف على نوع التجربة التي يخوضها كل طرف، أما رضا هذه الأطراف الخارجية، فإنه ينطلق في الأساس من معيار، مدى رضا إسرائيل عن دور الفلسطينيين في حماية أمنها، والاستجابة لمتطلبات الأمن الإسرائيلي. يفترض ذلك حكماً أن يكون أمن الفلسطيني ورضاه ضحية لحساب الأمن الإسرائيلي، وإلاّ فإن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، سيقول إنه لا يوجد شريك فلسطيني في عملية السلام، وهو وغيره من المسؤولين سيقولون كل الوقت إن السلطة و"فتح" و"حماس" والجبهات والمؤسسات كلها تحرض على الإرهاب ضد إسرائيل المسالمة، الآمنة التي تقع ضحية للإرهاب.

لماذا على السلطات الفلسطينية أن تشتري براءة ذمة من تهمة الإرهاب، ممارسته أو التحريض عليه، وهي حركة تحرر وطني تكافح ضد احتلال غريب عجيب؟ بالمناسبة الاحتلال مثله مثل الزوجة الفاجرة، فإن قدمت لها كلمة طيبة أرادت طرف الإصبع، ثمن الإصبع، ثمن الأصابع فاليد كلها إلى الذراع. المقصود من بوسعه وكيف تلبية شروط وطلبات إسرائيل، حتى يكون بريئاً طاهراً، أبيض كالثلج، وجاهزاً لأن يكون شريكاً لدولة عنصرية محتلة في عملية سلام؟ إذا وضعنا جانبا قصة المقاومة المسلحة بما هي عليه من شروط فإن مشاركة الفلسطينيين في الإرهاب العالمي تقترب من الصفر وسيكون على إسرائيل أن تجتهد كثيراً، وبدون طائل حتى تقنع المواطن الألماني، والفرنسي والإنجليزي، أن ثمة فلسطينيين يتربصون به، ويستهدفون حياته أو ممتلكاته وبالرغم من ذلك تقدم إسرائيل قائمة بقضايا، تندرج من وجهة نظرهم في خطاب التحريض على الإرهاب.

لن تنتهي الطلبات والشروط الإسرائيلية، ولكن يجب أن تنتهي وتتوقف تماماً وكلياً، استجابة الفلسطينيين، لهذه الطلبات والشروط أو بعضها، وبالتوازي نقل اهتمام السلطات في الضفة وغزة، إلى رعاية أمن المواطن وحريته، وحقه في حياة كريمة، حتى يقوى على الصمود. غزة خاضعة تماماً لحصار مشدد، ظالم، تزيده تشدداً، وألماً الخطوات والإجراءات التي اتخذها وبصدد اتخاذها الرئيس محمود عباس والسلطة، لإرغام "حماس" على إعادة القطاع إلى حضن السلطة الشرعية. ولكن في غزة والضفة يعاني الناس من محدودية الحريات الفردية والعامة، إلى الحدّ الذي يضرب فعلياً نظرية حق تقرير المصير، حين لا يهتم تقرير المصير بعناصر البناء الداخلي لتحقيق الأهلية، فإنه يتحول إلى سوط يجلد الضحايا لضمان طلبات وشروط الآخرين بما في ذلك الأعداء. لا أفهم بالمطلق لماذا يقدم النائب العام، على حجب مواقع إعلامية، إلاّ على أنه موقف عقابي، وهو جماعي بالمناسبة، وعلى أنه رفض وقمع للرأي المخالف ورفض الحوار، وضربة قوية للديمقراطية التي يدعي الكل الحرص عليها. المفروض أن النائب العام، أو أن من حوله من المساعدين من سينصحه بأن إجراء الحجب، لن يؤثر على المواقع المستهدفة، ذلك أن عالم التكنولوجيا يوفر إمكانية وصول وتعميم الخبر أي خبر، في لحظات.

ألا يعرف الناس أن المواقع الإلكترونية لـ"داعش"، تستطيع نقل أخبارها إلى كل مكان مع أن "داعش" كلها ممنوعة، ومراقبة، وتتعرض لحرب شرسة؟. مناخ قمع الآخر، وتقليص مساحة الحريات الفردية والجماعية، وتوسيع وتعميق دور السلطة التنفيذية في غياب الرقابة الشعبية والبرلمانية، وإضعاف دور المؤسسة القضائية، هذا المناخ، هو الذي يحدد جواب المواطن عن سؤال حق تقرير المصير، وفي المقابل تستمر الأجهزة الأمنية بين الحين والآخر باستدعاء وتهديد بعض المُغرّدين على شبكة التواصل الاجتماعي واحتجاز بعضهم لأيام، مع كثير من الإهانة والحطّ بالكرامة هذا فضلاً عن انتشار عمليات الخطف، وجرائم القتل، والانتحار.

يسأل المواطن الفلسطيني العادي، عمّا إذا كانت هذه النماذج للسلطة في غزة والضفة، تصلح في إقناع مواطنيها على القتال والتضحية من أجل القضية والمشروع الوطني والهُويّة الفلسطينية. أيها القادة الروّاد، شعبكم يبحث عن الخلاص الفردي وأنتم المسؤولون عن ذلك، وشعبكم يُخيّركم بين أن تكون معه، أو أن تتركوا الأمانة لمن يستطيع حملها. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجرد ترّهات وتخاريف مجرد ترّهات وتخاريف



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 10:32 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

ليدي غاغا تتألّق في حفل جوائز الأوسكار 2023

GMT 08:10 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أحمد زاهر يبدي سعادته بدوره في فيلم "هروب اضطراري"

GMT 16:52 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو موسى يحل ضيفًا على MBC" مصر" الجمعة

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

المُكرّمون في احتفالية محمد صبحي بمسيرته يردون على الهجوم

GMT 03:47 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحطم طائرة استطلاع فرنسية في النيجر

GMT 19:38 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

تنظيم داعش يهاجم مواقع لجبهة النصرة في مخيم اليرموك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday