القاهرة هي مربط الحصان
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

القاهرة هي مربط الحصان

 فلسطين اليوم -

القاهرة هي مربط الحصان

بقلم :طلال عوكل

موجة جديدة من التفاؤل، أشاعتها لقاءات وفد من حركة حماس في الضفة الغربية بالرئيس محمود عباس، ووفد حركة فتح برئاسة نائب رئيسها مع الجبهة الشعبية.

الكلام طري في اللقاءين، ففي الأول، يدور الحديث عن تأكيد الرغبة في تحقيق المصالحة، فضلاً عن أن مجرد عقد اللقاء في المقر الرئاسي برام الله، ينطوي على دلالات إيجابية تتجاوز أبعاد الجغرافيا، أما في الثاني، فإن اللقاء والاعتذار، ينطويان على دلالة التوجه نحو تحسين العلاقة بين "فتح" و"الشعبية" في إطار رؤية سياسية لقادم الأيام. 

تزامنُ هذين اللقاءين، جعل بعض المحللين، والنخب، يرفعون سقف التفاؤل، بإمكانية دفع المصالحة الوطنية. المبادرات في الضفة وغزة لم تنقطع، وآخرها لقاء وطني جامع بدعوة من "وطنيون لإنهاء الانقسام" في رام الله، صدر عنه بيان كنت من بين الموقِّعين عليه، ويتضمن اقتراحات موضوعية جداً. ما يجعل التفاؤل وارداً في هذه الأيام أنه يأتي بعد الانتصار الذي حققه الفلسطينيون في معركة القدس، وما أفاضت به من دروس، وتركته من آثار وتداعيات.

ربما كان ما تقوم به حركة فتح إزاء ملف العلاقات الداخلية ناجما عن مراجعة لمعركة القدس، وقراءة، تسمح باستخلاص استنتاجات ودروس مهمة، يمكن أن تحدث تحولاً في رؤية الحركة والمجموع الوطني، لكيفية إدارة الصراع، والعلاقات الداخلية والخارجية. ولكن إذا صحّ ذلك، فإن شيئاً لا يمنع الحركة من إحداث عملية تفاعل وطني علني حول تلك الاستخلاصات، التي لا تستدعي السرية في العمل. غير أن الناس عموماً لا يشاطرون النخبة المتفائلة، تفاؤلها، فلقد فقد هؤلاء الأمل، حتى لم يعد موضوع المصالحة، مطروحاً في تفاعلاتهم اليومية، إلاّ من باب التهكم. 

الوعي الشعبي، للقضايا والملفات الأساسية التي تشغل الفلسطينيين ينطوي على عمق، كرَّسته تجربة طويلة، ومعرفة بدلالات الأحداث ومآلاتها. الناس لم تعد "تغرق في شبر ماء"، كما يقولون، فلقد أصيبوا بعشرات خيبات الأمل، حتى لم يعودوا يصدقون كل الخطابات التي تصدر عن المستويات السياسية والفصائلية بشأن الانقسام ومخاطره، وآثاره. لم يعد الناس يصدقون، أو حتى يرغبون في الاستماع للخطاب المكرور حول حرص كل طرف على تحقيق المصالحة وتغيير واقع الحال.

المواطن أكثر حذراً من المحللين والنخب، وهو لا يصدق إلاّ ما ترى عيناه، وتلمس يداه، ولذلك فإن موقف الشارع الفلسطيني معلق إزاء كل الخيارات والسيناريوهات، والتحركات التي تتصل بالشأن الفلسطيني الداخلي. في الواقع فإن المواطن على حق، ذلك أن كل ملف العلاقات الداخلية الفلسطينية، لم يعد فلسطينياً خالصاً، بعد كل ما جرى خلال أكثر من عشر سنوات، من مراكمة للعقبات التي تحول دون تحقيق المصالحة الوطنية، هذا بالإضافة إلى انهيار الثقة بين حركتي حماس وفتح. الأسوأ أن المناكفات بين فتح، وحماس، خلقت المزيد من العقبات، التي تعمق الانقسام، وتمنح إسرائيل المزيد من الفرص، لإنجاح مخططاتها الخبيثة، التي من بينها تعميق الانقسام وتحويله إلى حالة انفصال كامل.

نضيف إلى ذلك أن المناكفة والتوتر الذي يسود العلاقة بين منظمة التحرير والسلطة، والأنظمة العربية، خصوصاً الفاعلة في الملف الفلسطيني. خلقت عقبات أخرى من غير الممكن تجاوزها. حركة حماس وجدت نفسها أمام خيار إجباري جعلها تقدم ما يلزم، لتحسين علاقاتها مع مصر، والتوقيع على تفاهمات تدعو للتفاؤل بإمكانية تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة، فضلاً عن الانفتاح على الخليج العربي.

خيار حماس، وقراءتها لأبعاده جعلها، أيضاً، تلجأ إلى عدو الأمس، وتتوصل إلى تفاهمات مع فريق النائب دحلان، وبدا وكأن هذه التفاهمات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً وشرطياً ببعضها البعض.
تعرف حماس التي لا تثق بالرئيس وبحركة فتح، أنها لا تستطيع الاستجابة لمبادرات المصالحة، إن كانت ستؤدي إلى تعطيل علاقتها بالقاهرة، والأرجح أن يحصل ذلك، لأن مثل هذه الاستجابة غير مضمونة النتائج، ثم انها قد تقفل الطريق أمام إمكانية تحسين علاقات حماس المهمة جداً والضرورية مع القاهرة وما بعد القاهرة.

والحقيقة أن ما جرى خلال السنوات العشر على الانقسام، جعل أمر الانقسام والمصالحة لا يتوقف على فتح وحماس، فبالإضافة إلى ذلك، نحتاج إلى مصالحة فتحاوية، ومصالحة بين فتح وفصائل المنظمة، وبين الفصائل والمجتمع الفلسطيني، وبين الكل الفلسطيني والمجموعة العربية وفي مقدمتها مصر والأردن. ولذلك أعتقد أن تحقيق المصالحة بهذا المعنى الواسع، يتطلب العودة إلى القاهرة، إذ هي الآن المركز الأساسي الذي يملك القدرة على تقديم الخدمة للفلسطينيين سواء بالمعنى السياسي أو بما يتصل بالمصالحات الفلسطينية، والحصار المفروض على قطاع غزة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القاهرة هي مربط الحصان القاهرة هي مربط الحصان



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 12:35 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 10:08 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 10:00 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 07:23 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

الصحف.. و"كورونا" في زمن "حماس"

GMT 04:20 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان

GMT 14:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

ابرزي جمالك بالتوربان مع هذه اللفات العصرية الأنيقة

GMT 08:43 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تويتر تطلق سياسة جديدة بشأن التغريدات المخالفة المحذوفة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday