ليست هذه آخر مرحلة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

ليست هذه آخر مرحلة

 فلسطين اليوم -

ليست هذه آخر مرحلة

بقلم : طلال عوكل

انتهت أعمال الدورة الثامنة والعشرين للمجلس المركزي الفلسطيني، الذي سبق له أن أقر اتفاقية أوسلو، فكان عليه أن يطوي تلك الصفحة السوداء من عمر الشعب الفلسطيني. نحو ربع قرن من الزمان، مليئة بالآمال والأوهام، مليئة بالدموع والدم، وأرض وحقوق تنزف كان يمكن اختصارها قبل الكثير من السنين. تأخر الفلسطينيون في إدراك طبيعة وأبعاد المخطط الاستعماري الصهيوني، والوظيفة التي قامت بها بجدارة الولايات المتحدة، التي ما كانت يوماً ولا يمكن أن تكون دولة تعمل من أجل السلام والأمن الدوليين، أو تخالف طبيعتها الاستعمارية بمواصفات حديثة، وقدرات هائلة.

لا تتوقف السياسة الأميركية عند الحدود التي ظهرت في مواقفها المعلنة مؤخراً حين صادرت الحق التاريخي الفلسطيني في القدس، وتتجه نحو إسقاط ملف حق اللاجئين في العودة، فيما تتكفل إسرائيل بإسقاط ما تبقى من الحقوق في الأرض، وفي الوجود الفلسطيني عليها.

 تقول "نيويورك تايمز" إن ترامب قدم أمام مؤتمر "ايباك" خطته لصفقة القرن، التي يسعى لفرضها بالقوة، بعد أن وهب ترامب القدس لدولة الابارتهايد، والارهاب، يرى بأن الفلسطينيين يجب أن يكون لهم دولة في سيناء وبحجم ثلاثين الف كيلو متر تستطيع استيعاب خمسة وعشرين مليوناً، ويتم تخصيص ثمانمائة مليار دولار لتعميرها لن تدفع منها الولايات المتحدة دولاراً واحداً.

هكذا بدأ ترامب تقديم رؤيته لدور الولايات المتحدة الأميركية للمنطقة، إذ سيترتب عليه أن يخلق ويغذي ويفجر المزيد من الصراعات الدموية التدميرية من جيوب العرب، وبأيد غير أميركية. يستدعي الأمر تصعيد التناقضات والصراعات بين الدول الإسلامية، واستنزاف مقدراتهم وثرواتهم في حروب لا تنتهي بينما تنتعش صناعة وتجارة أسلحة الدمار بما يعود بالفائدة على الولايات المتحدة. بعد أن قامت "داعش" بوظيفتها في العراق وسورية، وليبيا، مطلوب منها أن تنتقل بوظيفة مشابهة إلى مصر، وإلى السعودية وبقية دول الخليج العربي. لا جديد في التصريحات والمعلومات التي صدرت عن عديد المصادر الإقليمية والدولية، التي تشير إلى أن الولايات المتحدة أخذت توجه مقاتلي داعش وتسهل لهم الوصول عبر طرق مختلفة إلى سيناء.

ولا جديد في العروض التي قدمتها الولايات المتحدة لمصر التي رفضت تدويل مقاومة الارهاب في سيناء. قديم هذا المخطط الذي تعمل عليه الولايات المتحدة وإسرائيل، من أجل توطين الفلسطينيين في سيناء، ذلك المشروع الذي قاومته الجماهير الفلسطينية ورفضه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في أواسط خمسينيات القرن الماضي.

جزء من سيناء دولة للفلسطينيين، وفلسطين كلها دولة لإسرائيل، هذه هي رؤية الرئيس ترامب، والتي تقود السياسة الأميركية الإسرائيلية منذ بعض الوقت، ولوقت آخر. قد يعتقد البعض أن إسرائيل تسعى لفرض دولة فلسطينية في قطاع غزة، بينما يتم إقصاء مليونين ونصف المليون فلسطيني في الضفة، وفق صيغة ما مع الأردن، لكن كل هذا سيكون جزءاً من المخطط وليس آخره.

وإذا استعدنا التصريحات التي صدرت عن مسؤولين إسرائيليين قبل أكثر من ثلاثة عقود، وأهمهم شارون، الذي لم يتوقف عن الحديث بأن الأردن هو الوطن البديل للفلسطينيين، فإن خيارات السياسة الأميركية الإسرائيلية تذهب في اتجاه فرض واحد من السيناريوهين، فدولة الفلسطينيين إما في سيناء، وإما في الأردن، وفي كل الأحوال فإن ما ظهر من السياسة الأميركية الإسرائيلية حتى الآن سواء من مواقف أو من وقائع على الأرض، فإن هذه السياسة لا تترك مجالاً لإحياء عملية سلام تقوم على أساس قرارات الأمم المتحدة ورؤية الدولتين، وبأن هذه السياسة تدفع الأمور نحو الصراع المفتوح على كل الأرض والحقوق الفلسطينية التاريخية.

بهذا المعنى يصبح التزام المنظمة والسلطة بعملية السلام ومبادرة السلام العربية، والبحث عن رعاية مختلفة، مجرد حديث علاقات عامة، ومادة للعمل السياسي، لإبقاء وتحسين التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وحقوقه لا أكثر.

استناداً لمثل هذه القراءة العميقة، التي كانت بحاجة إلى حوار وطني فلسطيني متواصل وعميق، وربما بعيداً عن الأضواء، تصبح قرارات المجلس المركزي، أقل من مستوى التحديات الحقيقية التي تواجه الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية.

غير أن ما يشفع للمركزي هذا المستوى من القرارات، يكمن في صعوبة إجراء انقلاب شامل وجذري في السياسات والاستراتيجيات، فضلاً عن الحاجة لإبقاء ظاهرة التضامن الدولي ولو بحدودها الدنيا مع الشعب الفلسطيني وحقوقه.

ثمة عامل آخر يتحكم في طبيعة القرارات، وهو أن الوضع الفلسطيني بما هو عليه على مختلف الصعد، لا يستطيع حمل الأعباء المترتبة حتى عن هذا المستوى من القرارات، فما بالنا لو أن المجلس اتخذ قرارات جذرية كما تطالب بعض الفصائل والقوى وحتى بعض الشخصيات الفاعلة؟

والحقيقة أن من يقرأ قرارات المجلس المركزي من ألفها إلى يائها سيجد فيها الروح الكفاحية، وروح التحدي والاستعداد للمجابهة، يصر البعض على أن يركز الاهتمام على الصيغة التي تتصل بالاعتراف بإسرائيل، أو تلك التي تتحدث عن التنسيق الأمني والتحلل من اتفاقية باريس الاقتصادية، لكن هذا التركيز يهمل بقية القضايا التي تشكل عنواناً للعمل الجاد خلال المرحلة المقبلة.

وحين تنقص البعض القدرة على محاكمة النصوص لأنها توفر الحد الأدنى من التوافق السياسي بين الكل الفلسطيني، فإن هذا البعض يذهب إلى التشكيك في الاستعداد وليس القدرة على التنفيذ، للتنفيذ مطلوب أن يتكاتف الجميع وأن تكون مهمة استعادة الوحدة أول وأسرع القضايا التي تستحق التنفيذ، فهل سيتحمل كل مسؤوليته إزاء ذلك؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليست هذه آخر مرحلة ليست هذه آخر مرحلة



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday