أكثر من هدوء وأقل من حرب
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

أكثر من هدوء وأقل من حرب

 فلسطين اليوم -

أكثر من هدوء وأقل من حرب

بقلم : طلال عوكل

العدوان الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة يوم الثلاثاء الماضي، أثار لدى فئة من الجمهور الفلسطيني، وفي المستوى الفصائلي والإعلامي تخوفات من انه قد يشكل الشرارة التي تشعل حربا جديدة على قطاع غزة يتحدث الإسرائيليون عن أنها ستكون مختلفة عما سبق.

وعلى الرغم من المعانيات الصعبة التي تركتها الحروب الإسرائيلية الثلاث، وأخطرها الأخيرة العام ٢٠١٤، على قطاع غزة، إلا أن فئات واسعة من السكان تتداول أمر الحرب، باستخفاف ولامبالاة، ذلك انه لم يبق لديهم ما يخسرونه بحرب أو دونها، لقد بلغت الأزمة التي يعانيها سكان القطاع حداً، من الشعور بالإحباط، والقدرية، خاصة بعد الانتكاسة التي أصابت ملف المصالحة التي توقفت عند أول خطواتها.

لا موضوع الحرب، ولا موضوع المصالحة، بقيا ضمن قلق الجمهور الفلسطيني، الذي يكتوي بنار الحصار المتشدد، خصوصا وأن حسابات فتح وحماس، لا تزال متضاربة، فيما يحتفظ كل بروايته لأسباب تعطل المصالحة، تقول حماس إنها قدمت ما عليها وقدمت كل التسهيلات للحكومة لكي تقوم

بمسؤولياتها، بينما تقول حركة فتح إن الحكومة لم تتمكن وانه لا يمكن دمج موظفي حركة حماس، التي ترفض تسليم الجباية الداخلية وملف القضاء، فضلا عن الموقف من موضوع السلاح الذي تصر السلطة على أنها لا تسمح إلا بوجود سلاح الشرعية.

انغلاق ملف المصالحة إلى هذا الحد، يثير لدى الجمهور سؤال الحرب مجددا، حيث إنها قد تكون الخيار المطروح واقعيا من قبل حركة حماس، وهو كل الوقت خيار إسرائيل ولكن وبصرف النظر عن انغلاق الطريق أمام المصالحة إلا أن التصعيد ليس خيارا لحماس والمقاومة، ذلك أنها تدرك أبعادها سواء على السكان المرهقين بالحروب السابقة، أو بالنسبة للمقاومة ذاتها، التي تتوقع حربا من نوع مختلف هذه المرة، من حيث أهدافها، تدرك حماس أن الحرب على غزة خيار إسرائيلي، وهو استحقاق تفرضه على إسرائيل الأبعاد الإقليمية لصفقة القرن، التي تستدعي إضعاف الطرف الفلسطيني إلى أبعد حد ممكن.

حماس لديها خيارات، فهي عملياً يمكن أن تفعل خيار العلاقة مع تيار النائب في التشريعي محمد دحلان، وهي تعرف أن هذا الخيار يفتح عليها علاقات مهمة مع الدول التي تدعم دحلان، ويمكن أن يترجم ذلك من خلال ضخ المزيد من الأموال، وتنشيط المصالحة المجتمعية مجدداً، الأمر مرهون بالقناعة التي يمكن أن تتولد لدى الطرف المصري الذي من المتوقع أن يعاود اهتمامه، من خلال إرسال الوفد الأمني، الذي عليه أن يفحص الأمور على الأرض ويحدد مسؤولية كل طرف عن تعطيل المصالحة.

وثمة خيار آخر لدى حماس يجري تداوله في الأوساط السياسية والفصائلية، وبين النخبة في قطاع غزة، ويقضي بحشد عشرات آلاف الناس نحو الشمال لتجاوز الحدود، تحت شعار ممارسة حق العودة.
مكلف هذا الخيار، لكنه مربك لإسرائيل ولكل الأطراف المهتمة، حيث من المتوقع، أن ترتكب إسرائيل مجزرة بحق مواطنين عزل وسلميين ويقعون تحت مسؤوليتها كدولة احتلال، أما بالنسبة للجانب الفلسطيني فإن ما قد يتكبده من خسائر بشرية، لن يكون اكثر من الخسائر التي تقع خلال حرب شاملة على القطاع. في الحرب الأخيرة العام ٢٠١٤، سقط اكثر من ألفي شهيد ونحو سبعة آلاف جريح، بالإضافة إلى الدمار الواسع الذي أصاب المنازل والمؤسسات والبنية التحتية.

من الجانب الإسرائيلي فإن سكان القطاع يدركون أن مسألة الحرب، هي مسألة وقت فقط، وأنها واقعة لا محالة انطلاقا من فهمهم لطبيعة الاحتلال، واستراتيجياته الأمنية، وتطلعاته الإقليمية.

العدوان الذي وقع مؤخراً، يؤشر على جديد يثير مخاوف الغزيين فالرواية الإسرائيلية تقول إن النشطاء الذين يحتجون سلميا على الحدود، هم من وضعوا العبوة الناسفة وزرعوا فوقها العلم الفلسطيني، وأدت إلى إصابة أربعة جنود إسرائيليين.

من الواضح أن إسرائيل ستستخدم في قادم الأيام هذه الرواية الذريعة لاستخدام القوة المفرطة في مواجهة الشباب الذين يخرجون سلمياً، إلى الحدود ليعبروا عن رفضهم للاحتلال والحصار، الشباب اعلنوا أن يوم الجمعة القادم سيكون يوم غضب وسيخرجون كالعادة صوب الحدود الشمالية والشرقية في تحدٍ واضح للاحتلال وربما كان ذلك بتشجيع من فصائل المقاومة تحضيراً لخيار التوجه بحشود ضخمة نحو الحدود، في حال انغلاق الخيارات.

ثمة من يعتقد بأن العدوان الذي وقع على القطاع كرد على عملية تفجير آلية إسرائيلية وجرح أربعة جنود قد يؤدي إلى تدحرج الأمور نحو حرب يريدها بنيامين نتنياهو، الذي يستعد لمواجهة اتهامات الشرطة في قضايا الفساد وآخرها وجديدها ملف يحمل الرقم ٤٠٠٠.

حصل هذا سابقاً وقد يتكرر مرة أخرى، لكن الظروف الإسرائيلية لا تسمح لنتنياهو أن يلجأ إلى هذا المهرب المكشوف خاصة وأنه تعرض لانتقادات من الأوساط الأمنية، بأنه من اتخذ قرار العدوان الأخير على سورية وأدى إلى سقوط طائرة مقاتلة من نوع إف ١٦.

وفق كل القرارات والحسابات، فإن العدوان الأخير معزول، ومن غير المتوقع أن يتدحرج إلى حرب واسعة، سيكون قرارها في الأغلب وكالعادة بيد إسرائىل وليس بيد المقاومة الفلسطينية.

وفي كل الأحوال فإن سكان القطاع يشعرون بالوحدة، وغياب التضامن وأنهم فاقدو القدرة على التأثير في القرار، وأن مصيرهم بيد أطراف لا تعيرهم اهتماما، وليست مستعدة للتنازل من اجل تخفيف معانياتهم وآلامهم فالأمراض تحصد أرواحهم، والقهر والحرب، فلقد تعددت الأسباب بالنسبة لهم والموت واحد.

المصدر : جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكثر من هدوء وأقل من حرب أكثر من هدوء وأقل من حرب



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 10:32 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

ليدي غاغا تتألّق في حفل جوائز الأوسكار 2023

GMT 08:10 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أحمد زاهر يبدي سعادته بدوره في فيلم "هروب اضطراري"

GMT 16:52 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو موسى يحل ضيفًا على MBC" مصر" الجمعة

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

المُكرّمون في احتفالية محمد صبحي بمسيرته يردون على الهجوم

GMT 03:47 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحطم طائرة استطلاع فرنسية في النيجر

GMT 19:38 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

تنظيم داعش يهاجم مواقع لجبهة النصرة في مخيم اليرموك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday