كيف للمأزوم أن يحل أزمات الآخرين
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

كيف للمأزوم أن يحل أزمات الآخرين؟

 فلسطين اليوم -

كيف للمأزوم أن يحل أزمات الآخرين

بقلم :طلال عوكل

كأنهم مقيمون في المنطقة، لا تغيب أقدامهم حتى تطل رؤوسهم ولكن ليس دون جدوى. السؤال عن جدوى الزيارة المقبلة التي يستعد للقيام بها كل من جاريد كوشنير، وجيسون غرينبلات على اعتبار أنهما مبعوثا الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط. الجولة هذه المرة، واسعة وتشمل بالإضافة إلى رام الله وتل أبيب كلاً من القاهرة وعمان والرياض وأبو ظبي، وهي عواصم الرباعية العربية، وعملياً هي العواصم الأكثر فعالية في الظروف الراهنة.

الجولة محكوم عليها بالفشل مسبقاً، وفقاً لتقييم فلسطيني، ولكنها قد تحمل نجاحاً وفقاً لتقييم إسرائيلي. ما يدعونا للحكم على هذه الجولة هو أن الظروف التي تجرى فيها هذه الزيارة، محكومة لعدة عوامل ومواقف، لا تشجع على التفاؤل بشأن أهدافها.

أول هذه العوامل، هو أن الإدارة الأميركية تنشغل في قضايا تنطوي على خطورة بالغة حذر منها وزير الخارجية الألماني ويحذر من عواقبها الكثير من المراقبين والسياسيين.تفتح الإدارة الأميركية بوابات جهنم، بما يهدد باشتباك نووي مع كوريا الشمالية، على خلفية تجاربها النووية والصاروخية. اللغة التي يستخدمها الرئيس ترامب للتعبير عن غضبه من كوريا الشمالية، لا تليق برئيس دولة. 

إدارة ترامب لا تكتفي بذلك بل فتحت جبهة أخرى على فنزويلا، وتهدد بالقيام بعمل عسكري ضدها وقبلها دخلت في مشكلة مع المكسيك وكوبا فضلاً عن أزمتها مع روسيا، ومع إيران.
دقيق الوصف الذي أطلقه البعض على الإدارة الأميركية ويقول إن أميركا أصبحت دولة خطرة، يخشاها حتى حلفاؤها الأوروبيون. 

يحصل ذلك، والإدارة ذاتها لم تستقر بعد، فلقد جرت إقالة واستقالة عدد من موظفيها الكبار، فيما تتعرض لاتهامات وملاحقات قضائية على خلفية شبهة علاقة البعض بروسيا، وتدخلها في الانتخابات الرئاسية التي حملت ترامب إلى رأس الإدارة.

أما فيما يتعلق بموضوع «الصفقة التاريخية» التي تحدث عنها مراراً الرئيس ترامب بشأن الصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي، فإن المؤشرات الصادرة عن إدارة ترامب تفيد بأن هذه الإدارة لن تكون أفضل من سابقاتها. 

ترامب كان قد قال إن حل الدولتين قد لا يكون هو الحل الممكن والوحيد، ثم أطلق تصريحاته بشأن نقل السفارة إلى القدس، وبعد أن قال إن الولايات المتحدة ستنخرط أكثر في المفاوضات وعَبر آليات مختلفة عن السابقة عاد ترامب ليقول إنه لا مجال للحل سوى عَبر مفاوضات ثنائية.

يعتقد الرئيس ترامب أن نجاحه في إبرام صفقات تجارية صعبة يمتلك الكثير من المليارات، يمكن أن يساعده في تحقيق نجاح إزاء واحد من أعقد الملفات والأزمات الدولية، ونقصد الملف الفلسطيني الإسرائيلي لكنه يحتاج إلى ثمانية أشهر حتى يعتقد أن الأمور ليست على هذه الدرجة من البساطة.

خلاصة العامل الأول، هو أن من يرسل المندوبين لمعالجة ملف معقّد، هو نفسه يعاني من أزمة بل أزمات داخلية، على مستوى الإدارة والمجتمع، وعلى مستوى علاقاته الدولية، فكيف له أن يحل أزمة، وهو بحاجة إلى حل أزماته أولاً حتى يكون جديراً بحل أزمات الآخرين؟

العامل الثاني يتعلق بإسرائيل، من حيث إنها تواصل التمسك بمخططاتها وسياساتها التوسعية والاستيطانية، التي تخلو من الحد الأدنى من الرغبة في خوض مفاوضات على أساس رؤية الدولتين. 

إسرائيل تتمسك بالحل الاقتصادي والإقليمي الذي يسعى للفوز بتطبيع العلاقات مع الدول العربية، دون ثمن في موضوع الحقوق الفلسطينية.الحل الذي تعمل عليه إسرائيل، ينطوي على تهديد استراتيجي للحقوق الفلسطينية، وللنظام والمجتمع الأردني، وليس مستبعد أن تعود إسرائيل للحديث العلني قريباً عن الوطن البديل.

تترك هذه السياسة مخاوف حقيقية لدى القيادتين الأردنية والفلسطينية ما يقف خلف زيارة الملك عبد الله الأخيرة لرام الله، والتوافق حول كيفية خوض مجابهة مشتركة للسياسة الإسرائيلية.
فضلاً عن ذلك، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يتعرض لأزمة قد تطيح به، وتنتهي به إلى السجن، وبالتالي هو غير مؤهل للتعاطي الإيجابي، إن كان هناك ما هو إيجابي في تحرك المبعوثين الأميركيين.

نتنياهو الذي يتعرض لملاحقات قضائية هو وعائلته على خلفية قضايا فساد، قد يذهب إلى خيارات مجنونة هرباً من هذه الملاحقة، خصوصاً وأن المجتمع الإسرائيلي بدأ يتحرك مطالباً باستقالته.أما العامل الثالث، فيتعلق بحالة القيادة الفلسطينية التي تشعر بالإحباط، وبدأت تقدم رسائل مواجهة للشروط والضغوط الأميركية، فضلاً عن أن استمرار الانقسام، لا يزال يشكل عامل ضعف للسياسة الفلسطينية الرسمية. 

علاقات داخلية مأزومة وعلاقات مع عدد من الدول العربية مأزومة، هذه هي حال السياسة الرسمية الفلسطينية. وفي الأخير، فإن الوضع العربي بالجملة يعاني من أزمات، ويعمل على أولويات، بعيدة عن أن تكون القضية الفلسطينية ضمنها. 

إذا كل الظروف لا تسمح بالتفاؤل إزاء إمكانية تغيير واقع العلاقات المتوترة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أو أن تؤدي زيارات المبعوثيْن الأميركييْن للمنطقة، إلى إحياء الأمل في إنجاح عملية سلام معقولة ومقبولة من قبل الفلسطينيين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف للمأزوم أن يحل أزمات الآخرين كيف للمأزوم أن يحل أزمات الآخرين



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 12:35 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 10:08 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 10:00 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 07:23 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

الصحف.. و"كورونا" في زمن "حماس"

GMT 04:20 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان

GMT 14:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

ابرزي جمالك بالتوربان مع هذه اللفات العصرية الأنيقة

GMT 08:43 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تويتر تطلق سياسة جديدة بشأن التغريدات المخالفة المحذوفة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday