بقلم د. يوسف رزقة
عديدة تلك المشاريع الاستعمارية التي حاولت حلّ القضية الفلسطينية خارج إطار الأراضي الفلسطينية، وجلها تقوم على التوطين في أماكن التواجد والشتات، وبعضها يتحدث عن أراض بديلة كسيناء مثلا، ومؤخراً كشف وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي الدرزي (أيوب قرا ) النقاب عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيتبنيان في اجتماعهما في واشنطن خطة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إقامة دولة فلسطينية في سيناء وقطاع غزة.
وفي تغريدة له على "تويتر"، قال (أيوب قرا ) إن تبني الخطة التي اقترحها السيسي سيعفي (إسرائيل) من الموافقة على إقامة دولة فلسطينية بالضفة الغربية، وبالتالي إعفاءها من الانسحاب من هناك. واعتبر ايوب قرا أن تبني الخطة المصرية سيمهد الطريق "أمام تحقيق سلام شامل مع تحالف الدول السنية في المنطقة".
والسؤال الذي يطرح نفسه ابتداء يقول: هل هناك فعلا خطة لعبد الفتاح السيسي تسمح بإقامة الدولة الفلسطينية على أراضي غزة وأجزاء من سيناء، أم أن هذا محض خيال من بنات تفكير وحلم الدولة العبرية وقادتها؟!
نحن في فلسطين لم نسمع عن خطة رسمية لعبد الفتاح السيسي في إطار هذا المقترح إلا من مصادر يهودية، ومنها هذا المصدر ( أيوب القرا)، ومن المعلوم لنا مسبقا أن مصر في هذا العهد وفيما قبله من عهود كانت ترفض هذا المشروع وأمثاله، وكذا الفلسطينيون يرفضون هذا المشروع وأمثاله، وقد أحبطوا أمثله في ١٩٥٦م ، وهم اليوم أشد تمسكا بفلسطين وأرض فلسطين، ويرفضون تبادل الأراضي مع سيناء؟!
وقد سبق لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن كشفت النقاب أواخر عام 2014 عن أن السيسي عرض على نتنياهو إقامة دولة فلسطينية على 6000 كلم مربع من شمال سيناء وقطاع غزة وإعفاء (إسرائيل) من تفكيك المستوطنات في الضفة الغربية؟!!!!.
المصادر التي تتحدث عن حلّ القضية الفلسطينية خارج الأراضي الفلسطينية، سواء الحل في سيناء، أو الحل الإقليمي، القائم في جوهره على التوطين، هي مصادر إسرائيلية، وهي اليوم تحاول أن تستغل التغيرات في مكانين:
الأول في واشنطن حيث تستقر إدارة ترامب التي تؤيد (إسرائيل) فيما تريد، وتؤيد الحل الإقليمي، ولا ترى في المستوطنات ما يعيق السلام.
والمكان الثاني هو التغيرات في المنطقة العربية بما فيها من تمزق وتشرذم، وابتعاد عن القضية الفلسطينية ، والاتجاه لمواجهة الخطر الإيراني القادم من الشرق، ومن ثمة نجد نيتنياهو يتحدث عن تحالف مع الدول السنية، ونجد الدول السنية تعظم الخطر الإيراني على حساب الخطر الإسرائيلي ، ويكاد الخطر الإيراني أن يذهب بخطر الاحتلال الصهيوني إلى عالم النسيان. لذا نود أن نؤكد أن فلسطين هي فلسطين، ولا حل للقضية خارج فلسطين مهما طال الزمن.