الحزن
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الحزن

 فلسطين اليوم -

الحزن

بقلم أسامة غريب

يتردد دائماً أن معدلات الانتحار فى بلاد الشمال مثل السويد والنرويج وأيسلندا هى أعلى منها بالنسبة للبلاد الأخرى، ويعزون ذلك إلى التقدم والرفاهية التى أصابت الناس بالملل وجعلتهم يفضلون الموت على الحياة. ورغم وجود قدر من الصحة فى هذا الكلام إلا أننى فى واقع الأمر أتصور أن معدلات الانتحار فى بلاد مثل سوريا والعراق واليمن ومصر والسعودية والأردن هى أكثر بكثير، بسبب البؤس والفقر والقهر والتعاسة والواقع المزرى، ولا يمكن تصور أن الرفاهية تؤدى إلى قتل الناس أنفسهم، بينما التعذيب والظلم وقهر النساء والاختفاء القسرى تؤدى إلى التمسك بالحياة والتشبث بتلابيبها!. الفرق بين بلادنا وبلاد الشمال أن إحصائياتهم سليمة وصادقة، أما عندنا ففى بعض البلاد العربية ممنوع وجود صفحة للحوادث والجرائم بالصحف لأن هذا يسىء إلى سمعة البلاد! وبالتالى لا يمكن معرفة أى إحصاء دقيق لعدد المنتحرين الذين فضلوا الرحيل عن البقاء فى بلاد واعدة بالشقاء على الدوام.

وباعتبارى قد عشت سنوات فى واحدة من بلاد الشمال (كندا)، يمكننى أن أنحّى جانباً مسألة الانتحار وأتحدث عن ظاهرة الحزن. فى هذه البلاد حيث الشتاء الجليدى الطويل يكسو الحياة لثمانية أشهر على الأقل من العام، مع إحاطة اللون الأبيض بالإنسان طوال الوقت، يمكن تفهّم أن يصاب الإنسان بشىء من الاكتئاب نتيجة افتقاده الشمس والدفء الطبيعى وتفتح الزهور ونور الإشراق والملابس الملونة. إن الملابس الثقيلة كالمعاطف والكوفيات والطواقى وأحذية الجليد تثقل كاهل من يرتديها وتحتاج جهداً فى لبسها وفى انتزاعها، كما تفرض الحياة على الإنسان البقاء بالداخل معظم الوقت، حيث إن البقاء بالخارج قد يعرضه لقرصة برد تنتهى بقطع أذنه أو بتر أحد أطرافه!. لكل هذا فإن شيئاً من الحزن تجده يغلف الشخصية المنتمية لبلاد الشمال الباردة، وربما أن هذا الحزن يظهر على شكل حنان ورحمة تُميز الناس هناك، فمعظم جمعيات ومؤسسات حقوق الإنسان التى ترعى اللاجئين وتدافع عن المظلومين تجدها فى هذه البلاد أكثر من وجودها فى البلاد الغربية الأخرى، رغم ديمقراطيتها، ولعلنا لم نسمع أبداً أن الدنمارك أو فنلندا ردّت لاجئاً أو رفضت إجارة مستغيث أو نصرة ملهوف. الحزن الشفيف والتعاطف هو ما لمسته فى البشر فى هذه البلاد، وطبيعى أن من بينهم من لا يستطيعون احتمال حياة بها من يلقى براميل متفجرة على جزء من شعبه، وبها من يخون أهله ويعرضهم للهلاك وهو يبتسم.

نوع آخر من الحزن شاهدته فى احتفاليات عاشوراء فى بغداد والكويت والبحرين.. رأيت حزناً أبدياً صافياً، حزناً نبيلاً لا نهاية له يأسى الناس فيه على الإمام الحسين الذى غدر به السفاحون من بنى أمية.. حدث هذا منذ أربعة عشر قرناً ومع ذلك لا يريدون أن ينسوا حتى لا يكون النسيان بحراً يفصلهم عن آل البيت فتضيع منهم البركة ويتوه منهم الطريق.

الحزن أصناف وأنواع، وأشد بنى الإنسان شقاءً هو من لا يحترم حزن الناس ويتخذه سبيلاً للسخرية من آلامهم والهزء بما يكويهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحزن الحزن



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:21 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 10:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:30 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقديم عطر أرماني كود النسائي الأفضل لفصل الشتاء

GMT 04:23 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ريتا اور تتألق في إطلالة رائعة تجذب الأنظار

GMT 18:37 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الشرطة تحبط محاولة قتل في إحدى مستشفيات نابلس

GMT 14:51 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday