نظرية الشيخ والخيمة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

نظرية الشيخ والخيمة

 فلسطين اليوم -

نظرية الشيخ والخيمة

بقلم : أسامة غريب

عندما اعتزم هنرى كيسنجر أن يزور منطقة الشرق الأوسط عقب توقف المدافع فى حرب أكتوبر 73 ، فإنه طلب من مستشاريه أن يفيدوه بالرأى فيما يخص طبيعة المنطقة وحكامها والصراع المحتدم فيها. تلقى كيسنجر من معاونيه تقارير عدة، كان أبرزها تقريراً كتبه باحث شاب بعنوان: «الخيمة والشيخ»، ملخصه أن الزائر للمنطقة سيلتف حوله أناس كثيرون يحاولون إيهامه بأهميتهم، فسيخبره هذا بأنه نافذ الكلمة عند الحاكم، وسيخبره ذاك بأنه المستشار الأساسى للرجل الكبير، وسيحاول ثالث أن يبهره بالمراكز التى تبوأها فى الدولة وهكذا. ينصح التقرير وزير الخارجية الأمريكى بأن يصرف النظر عن كل هؤلاء..

يستمع إليهم ويبتسم، لكن لا يجب أن يلقى إليهم بالاً لأنه فى هذه المنطقة من العالم لا يوجد سوى خيمة يجلس بها شيخ، وهذا الشيخ وحده هو مناط الحل والعقد، وهو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، فلا مؤسسات بهذه البلاد يمكن التفاوض معها أو التأثير فيها.. لا مؤسسات تشريعية ولا قضائية ولا ثقافية ولا فنية ولا أحزاب ولا هيئات أو جماعات ضغط.. لا يوجد وزراء ولا محافظون ولا مستشارون، لا يوجد سوى رجل واحد، هو ما أشار إليه التقرير بالشيخ يجلس فى مقر الحكم الذى أشير إليه بالخيمة. 

هذا الرجل وحده مَن يستحق أن تتوجه إليه الجهود والإغراءات ومحاولات التأثير، هو وحده الذى يستحق أن نحاول إقناعه والضغط عليه وتخويفه أو التلويح له بالمكافآت المنتظرة لو أنه تجاوب وتعاون. وبناء على هذه النصيحة تصرف الرجل مع أنور السادات، فحصل منه على ما لم يكن يحلم به هو وأصدقاؤه الذين كانوا ينتظرونه فى تل أبيب. تم تفريغ حرب أكتوبر من النصر الذى تحقق بدماء الرجال وعادت القوات كما كانت قبل الحرب.. نحن فى غرب القناة والإسرائيليون فى شرق القناة، باستثناء وجود رمزى (30 دبابة) مصرية بقيت من أجل ماء وجه الزعيم!.

بعد الحكم الصادر عن المحكمة الإدارية العليا، والذى وضع الأمر فى نصابه بالنسبة لجزيرتى تيران وصنافير، كان رد الفعل الصادر عن المملكة يتمثل فى أصوات متناثرة عبّرت عن أن السعودية غير معنية بالحكم، لأنها اتفقت مع أصحاب الكلمة فى مصر وانتهى الموضوع، أى أن نظرية الشيخ والخيمة تسيطر على مخيلة الأشقاء كما هو الحال فى كل البلاد العربية، حيث الظن أن مَن يرد شيئاً فعليه أن يتجاهل الشعب ويتجاهل البرلمان والأحزاب والمثقفين وكل القوى المعنية، ويكتفى بالسلطة التنفيذية القادرة على «تزغيط» الجميع أى قرار، مهما بلغ شططه وإجحافه. أعتقد أن نظرية الشيخ والخيمة صحيحة إلى حد كبير لكن لها استثناءات، خصوصا فى دولة كمصر عرفت الدستور والأحزاب والبرلمان منذ 150 سنة، ولديها تراكم قانونى ودستورى ومعرفى يتجاوز كل ما لحق بالوطن من خراب، وقد تظهر آثاره وتفاجئ الجميع، فى الوقت الذى نظن فيه أن الوطن قد مات وفاحت رائحته.

نظرية الشيخ والخيمة قد تفلح فى تجريد المصرى من أى شىء إلا أرضه!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرية الشيخ والخيمة نظرية الشيخ والخيمة



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 12:35 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 10:08 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 10:00 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 07:23 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

الصحف.. و"كورونا" في زمن "حماس"

GMT 04:20 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان

GMT 14:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

ابرزي جمالك بالتوربان مع هذه اللفات العصرية الأنيقة

GMT 08:43 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تويتر تطلق سياسة جديدة بشأن التغريدات المخالفة المحذوفة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday