الهزل مع المكلومين
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الهزل مع المكلومين

 فلسطين اليوم -

الهزل مع المكلومين

بقلم : أسامة غريب

كنت خارج مصر عندما توجهت إلى إحدى ماكينات الصرف الآلى لأسحب من رصيدى ما يغطى بعض ما يحتاج إليه المسافر. من المعروف أنك عندما تسحب من رصيدك وأنت خارج مصر فإن الناتج هو خراب محقق نتيجة سعر الصرف المرتفع زائد العمولات العديدة. ومع ذلك فإن الماكينة أبت ورفضت أن تلبى الطلب. بعدها حاولت أن أسدد بنفس الكارت ثمن بعض البقالة فتم رفض الكارت. شعرت بغصة فى حلقى من هذا الموقف الغريب. إن الفلوس المودعة بحسابى هذا كانت فى الأصل دولارات، ولقد قمت طواعية بتغييرها هذا العام إلى جنيهات مصرية، مفترضاً أن ما سأحتاجه عند السفر إما سأحصل عليه من البنك أو سأسحبه من رصيدى من خلال الماكينات بالخارج.. وها أنا الآن أواجه أعجب موقف.

خشيت أنه ربما كان بالكارت ذاته مشكلة فقررت الاتصال بالبنك الأهلى المصرى لأستوضح الأمر. ظللت على الخط ربع ساعة قبل أن يتعطف موظف بالرد، ولما أخبرته بالموضوع سألنى: هل قمت بإخطارنا قبل السفر لنجعل الكارت يصلح للعمل بالخارج؟ رغم غرابة السؤال فإننى أجبت بالنفى فقال: لا مشكلة.. سأقوم بتفعيل الكارت لأجلك، فقط أريد أن أتأكد من رقم الكارت. أعطيته إياه فاستأذن فى الغياب لحظات ثم عاد معتذراً وطلب الاسم بالكامل فأعطيته اسمى كاملاً. شكرنى واستأذن فى الغياب مرة ثانية ثم عاد معتذراً وطلب معرفة الفرع المُصدر للبطاقة. أجبته فشكرنى واستأذن فى الغياب للمرة الثالثة ثم عاد وطلب آخر أربعة أرقام فى بطاقة الرقم القومى. أمليته آخر أربعة أرقام فشكرنى واستأذن فى الغياب للمرة الرابعة ثم عاد مكرراً صيغة الاعتذار الميكانيكية المحفوظة وبعدها قال متهللاً: الآن تم تفعيل الكارت ويمكنك أن تستعمله كما تشاء. على الرغم من أن المكالمة طالت بأكثر مما ينبغى وفاتورتها ستأتينى عاجلاً إلا أننى شكرت الموظف وهممت بأن أغلق الخط، إلا أنه استوقفنى قائلاً: ألا تريد أن تعرف الحد المسموح لك فى سحب الكاش وكذلك بالنسبة للمشتروات؟ قلت متلهفاً: نعم نعم، ثم غلبنى الامتنان فقلت: أشكرك جداً. رد فى حياء: عفواً يا أفندم هذا واجبنا، ثم أضاف: مسموح لك أن تسحب ما يوازى مائتى جنيه مصرى إما فى عملية واحدة أو من خلال عدة عمليات فى الشهر الواحد! ظننت أننى لم أسمع جيداً فطلبت منه أن يعيد ما قال فإذا به يكرر نفس الكلام. قلت مذهولاً: هل اعتقلتنى معك على الخط لمدة نصف ساعة من أجل أن تخبرنى أن من حقى أن أسحب 200 جنيه فى الشهر؟ قال: هذه هى التعليمات.

قلت وقد خرج صوتى يشبه خوار الثور: يا ابنى أنا موجود الآن فى البحرين، حيث الدينار يساوى 47 جنيهاً وأنت تخبرنى أن بوسعى سحب أربعة دنانير فى الشهر؟ يا بنى إن هذا المبلغ لا يشترى سندوتش شاورمة، فهل هذا طبيعى؟ قال: أنا لم أخبرك بعد بقيمة المشتروات التى يغطيها الكارت. قلت وقد تحول خوارى إلى ما يشبه العواء: قل واشجينى. قال: لك الحق طول الشهر فى مشتروات بما يوازى 300 جنيه. قلت: الله أكبر.. يعنى ستة دنانير؟ قال: نعم. شكرته وأغلقت بسرعة قبل أن ينطلق وابل عفوى من الأصوات الإسكندرانى رداً على ولاد اللذيذة الذين يهزلون مع عملاء يبكون دماً!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهزل مع المكلومين الهزل مع المكلومين



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 05:11 2023 السبت ,18 آذار/ مارس

أربعة شهداء برصاص جيش الاحتلال في جنين

GMT 14:25 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

أسرار الكولاجين التجميلية للحصول على بشرة متألقة ونضرة

GMT 02:01 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

حسن الرداد يحلُم بتقديم شخصية محمد علي باشا

GMT 17:39 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

عاصفة "بابوك" تتجنّب المناطق السياحية في تايلاند

GMT 13:28 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم الوجهات السياحية في بلدان العالم لعام 2019

GMT 13:12 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

غيرلان تعلن عن مجموعتها المميزة من العطور الجديدة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday