يولي ادلشتاين  اخرس
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

يولي ادلشتاين ... اخرس!

 فلسطين اليوم -

يولي ادلشتاين  اخرس

بقلم :عريب الرنتاوي

لا يحتاج رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة لمن ينوب عنه في الدفاع عن مواقفه ومواقف مجلس النواب المشرفة من الأحداث الخطيرة التي تتالت مؤخراً في الحرم القدس الشريف، فالرجل والمجلس، قادران على القيام بهذه المهمة على أكمل وجه، وهما اتخذا مما تمليه عليهما ضمائر السادة والسيدات أعضاء المجلس النيابي، ومن خلفهم جموع الأردنيين والأردنيات من مختلف المناطق والخلفيات والمرجعيات.

وأعترف بأن نوبة من الغضب والاستياء قد اجتاحتني شخصياً، كما معظم الأردنيين والأردنيات، وأن أتابع التصريحات الاستفزازية لرئيس الكنيست، فالصلافة والغطرسة هما أبرز ما يميز تصريحات المستوطن المذكور، وهو إذ طالب "المتحدث" باسم البرلمان الأردني بالتزام الصمت، صدر عن عقلية احتلالية – عنصرية، تتصور أن بمقدور صاحبها أن "يصدر الأوامر" لمسؤولين كبار في دول أخرى ذات سيادة، دع عنك رئيس السلطة التشريعية المنتخبة.

عاطف الطراونة، جاء إلى موقعه عبر صناديق الاقتراع، وهو من قلائل، نجح في إيصال "كتلة" إلى البرلمان، وهو بهذا المعنى، معني تماماً بنقل نبض الشارع الأردني والتعبير عن أشواقه وتطلعاته ومواقفه ... وفوق هذا وذاك، فالرجل الذي تمرس بالعمل البرلماني، وتولى رئاسة المجلس لأكثر من دورة، خبر تماماً سلوك رجل الدولة، وهو يدرك تمام الإدراك، ما الذي يدور ويتفاعل داخل مؤسسة الحكم من نقاشات ومشاورات، بل وما يهيمن عليها من مشاعر وأحاسيس ... فجاءت مواقفه وتصريحاته حول المسجد الأقصى، تعبيراً عن حالة الالتقاء بين الموقفين الرسمي كما جرى التعبير عنه، سراً وعلانية، والموقف الشعبي كما عبرت مشاعر الغضب التي اجتاحت الأردنيين جميعا، وهم يتتبعون "آثار القدم الهمجية" التي دنست الأقصى وأعادت احتلاله.

رسمياً، لم تتأخر ردة فعل الحكومة على الأحداث التي أعقبت العملية في المسجد، وكان الأردن متنبهاً للنوايا الإسرائيلية الخبيئة والخبيثة الكامنة وراء كل خطوة اتخذتها حكومة الاحتلال، وتركز الموقف الأردني بالأساس حول عدم جواز تغيير الوضع القائم في القدس، أو المس بالرعاية الهاشمية للمقدسات ... ولقد جرى التعبير عن هذا الموقف، في التصريحات العلنية كما في الاتصالات التي أجريت عبر القنوات الدبلوماسية مع مختلف الأطراف ذات الصلة، بمن فيها الطرف الإسرائيلي.

أما شعبياً، فقد كان الشارع الأردني أول المستجيبين لنداءات الأقصى وصيحات الفلسطينيين والفلسطينيات، سواء بالتظاهرات والتجمعات التي شهدتها المدن الأردنية، أو عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والمنتديات المختلفة ... وعلى الرغم من بعض الانتقادات التي اتسمت بالخفة لهذا الحراك الشعبي، إلا أنه جاء تجسيداً لحق الأردنيين في التعبير عن غضبهم وإدانتهم للاعتداءات على الأقصى من جهة، مثلما جاء داعماً ومعززاً للموقف الرسمي من جهة ثانية.

ما لم يقله رئيس الكنسيت المقام على أراض فلسطينية خاصة ومسلوبة، أوضحه مستوطن آخر مأفون، يشغل منصب وزير الأمن الداخلي في حكومة اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل، وأعني به جلعاد إردان حين قال إن "إسرائيل هي صاحبة السيادة في الحرم القدسي: ضارباً عرض الحائط بحقيقة أن العالم لا يعترف بالسيادة الإسرائيلية على القدس، وإن "مواقف الدول الأخرى ليست مهمة" في إشارة لموقف الراعي الرسمي  للمقدسات بموجب المعاهدة مع إسرائيل والاتفاق اللاحق مع الفلسطينيين، متبجحاً شأنه في ذلك شأن بقية "فرسان" الطبقة السياسية والأمنية في إسرائيل، بأن إسرائيل "إذا تقرر أن خطوة معينة لها أهمية معينة، فستعمل على تنفيذها".

لم يعرف كثيرون من أعضاء "الاتجاه الطالباني – اليهودي" في الائتلاف الحاكم، أن ما ورد على لسان رئيس المجلس، ليس سوى تعبير عن "الحد الأدنى" من مواقف النواب وناخبيهم ... لم تأتهم أنباء الرفض الشعبي الأردني لأية مظاهر تطبيعية مع إسرائيل، ولم يصلهم نبأ وجود كتلة وازنة من النواب تطالب بإلغاء المعاهدة وإغلاق السفارة وطرد السفير ... ما قاله الطراونة، ليس سوى تعبير ديبلوماسي ملطف عمّا يجيش في صدور الأردنيين والأردنيات من مشاعر الغضب والسخط على الممارسات الإسرائيلية الاحتلالية والعنصرية والاقتلاعية ضد الشعب الفلسطيني برمته، وليس بحق الأقصى والمقدسات، فالأردنيون هم الذي خبروا أكثر من غيرهم شعوب المنطقة، ويلات النكبة والتهجير واللجوء على أيدي العصابات الإجرامية التي ينتمي إليها رئيس الحكومة ووزيره للأمن الداخلي ورئيس الكنسيت و"أضرابهم".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يولي ادلشتاين  اخرس يولي ادلشتاين  اخرس



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 19:58 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

4 انتصارات في ختام دوري الدرجة الأولى

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:59 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

منتزهات" الطائف" للتمتع بالطبيعة الخلابة والمساحات الخضراء

GMT 10:59 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

قائمة المرشحين لحصد جوائز "أوسكار" 2019 تخرج إلى النور

GMT 07:28 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة مؤثرة من الأميرة هيا بنت الحسين إلى شقيقها الأميرعلي

GMT 00:52 2014 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

اليابان تكشف النقاب عن الروبوت الأسرع في العالم

GMT 08:10 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سارة نخلة تُشارك في مسلسل "هبة رجل الغراب 4"

GMT 05:51 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

"رجال الأعمال" "قرار 800" يدفع الشركات الأجنبية للهروب من مصر

GMT 08:29 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لأفضل 12 وجهة سياحية للسفر في احتفالات الكريسماس"

GMT 16:56 2019 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار سيارات كيا جراند سيراتو في السوق
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday