أزمة الاستفتاء باب الفرص لم يغلق بعد
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

أزمة الاستفتاء: باب الفرص لم يغلق بعد

 فلسطين اليوم -

أزمة الاستفتاء باب الفرص لم يغلق بعد

بقلم : عريب الرنتاوي

تقترب أزمة استفتاء إقليم كردستان من بلوغ ذروتها، لم يتبق سوى أسبوع على موعد إجراء، فيما الوساطات الإقليمية والدولية ما زالت تصطدم بالفجوة الواسعة التي تباعد ما بين بغداد وأربيل، ولغة "الحوار" بين الجانبين تتحول إلى تقاذف بالاتهامات والتهديدات، والأيدي تتوزع على "أزندة البنادق" والقلوب على حد سواء.

من بين أهم الوساطات الناشطة على خط بغداد - أربيل، تلك التي أطلقتها واشنطن في ربع الساعة الأخير ... وتقول "التسريبات" أنها تنطوي على عناوين عدة، من بين أهمها: تعميق المسار الفيدرالي في المرحلة القادمة، تزامناً مع إطلاق حوار جدي بين بغداد وأربيل مجدول زمنياً، فضلاً عن طرح قضية الكونفدرالية، ربما لأول مرة على جدول أعمال المتفاوضين.

برلمان كردستان اجتمع على نحو طارئ، لأول مرة منذ عامين تقريباً، وقرر إجراء الاستفتاء في موعده، لكنه أبقى القرار النهائي بيد القيادة السياسية في الإقليم، تحسباً لأية طارئ، وتجاوباً مع أي عرض قد تقدمه واشنطن وتقبل به بغداد ويلبي الحد الأدنى لمطالب الكرد العراقيين.

الشيء ذاته تجلى ما بين سطور مسعود البرزاني، رئيس الإقليم، في رسالة تُليت بالنيابة عنه، في ملتقى "الديمقراطية وتقرير المصير" الذي نشارك فيه عرباً وكرداً، إذ في الوقت الذي شددت فيه الرسالة على إجراء الاستفتاء في موعده، إلا إنها لم تغلق باب الحوار والتسويات والحلول الوسط، وهذا أمرٌ مفهوم، فالإقليم، ورئيسه بشكل شخصي، لن يتراجع عن فكرة الاستفتاء في الموعد المحدد في الخامس والعشرين من أيلول/ سبتمبر الجاري، إلا نظير "مكتسبات" يستطيع بها تسويق تراجعه وتسويقه.

حتى الآن، وبصرف النظر عن مآلات وساطات ربع الساعة الأخير، فإن بمقدور البرزاني أن يشعر بالارتياح لما تحقق من إنجازات على المستويين العام والخاص:
على المستوى العام، وضع الاستفتاء قضية استقلال الإقليم على جدول أعمال الدولي، وبات أهم عنوان على الأجندة العراق في مرحلة ما بعد داعش ... هذا تطور مهم، وسيصبح من الصعب على أية أطراف أخرى، أن تجادل وتضغط لمنع الاستقلال الكردي عند المحاولة التالية ... هذا أمرٌ يمكن القول إنه بات محسوماً، خصوصاً مع وضع قضية "الكونفدرالية" على جدول الأعمال، متجاوزة "الفيدرالية" كسقف لمطالب الكرد.

وعلى المستوى العام أيضاً، نجح البرزاني في شد العصب القومي لأكراد العراق، بعد أن اشتدت بهم الضائقة الاقتصادي والتهديد الأمني والانقسام السياسي ... لا صوت في الإقليم يعلو على صوت الاستفتاء، وصاحب حقوق الملكية الفكرية في هذا المشروع، هو البرزاني شخصياً.

أما على المستوى الشخصي، فقد نجح الرجل في تفعيل البرلمان الكردي المعطل، وجذب القوى الأخرى إلى جلسات البرلمان، مرجئاً حتى إشعار حكاية الانتخابات وتجديد الشرعيات، وهو المنتهية ولايته منذ عامين، ويسعى في التمديد والتجديد والتوريث، شأنه في ذلك شأن كثير من الحكام العرب.

تتوزع فرص نجاح الوساطة الأمريكي وفشلها، مناصفة بين الاحتمالين، كما تقول مصادر كردية مطلعة هنا في السليمانية ... كل شيء جاهز ووارد ... لكن ما يخشاه الكرد أن يكون مرور الزمن نوعاً من تقطيع الوقت، بدل أن يُستغل في بناء تفاهمات وتوافقات حول القضايا بين المركز والإقليم ... فيما تدرك بغداد بكل من فيها، أن الكرد ماضون في مشروعهم الاستقلالي، طال الزمن أم قصر، وبصرف النظر عن طبيعة "الصفقة" التي يمكن ان تعرض عليهم.

قلنا سابقاً أن مسألة استقلال كردستان، ليست سوى مسألة وقت وأن على العرب التكيف مع هذه الحقيقة، وأن الانفصال الطوعي خير من الوحدة القسرية، وأن البحث يتعين أن يجري حول المستقبل وما يمكن أن يستبطنه من فرص، بدل البقاء في أسر الماضي بما فيه من عقد وذكريات مؤلمة ... وما ينطبق على العرب ويطلب منهم، ينطبق بالدرجة ذاتها على الكرد، الذين يتعين عليهم الخلاص من خطاب "المظلومية" منذ اللحظة التي سيصوتون فيها بـ "نعم" لاستقلال الإقليم، وألا يتورطوا في إعادة انتاج تجرب "المركز" في بغداد، وألا يسلكوا طريق الشوفينية العربية المركزية، مع غيرهم من مكونات الإقليم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة الاستفتاء باب الفرص لم يغلق بعد أزمة الاستفتاء باب الفرص لم يغلق بعد



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 10:32 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

ليدي غاغا تتألّق في حفل جوائز الأوسكار 2023

GMT 08:10 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أحمد زاهر يبدي سعادته بدوره في فيلم "هروب اضطراري"

GMT 16:52 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو موسى يحل ضيفًا على MBC" مصر" الجمعة

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

المُكرّمون في احتفالية محمد صبحي بمسيرته يردون على الهجوم

GMT 03:47 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحطم طائرة استطلاع فرنسية في النيجر

GMT 19:38 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

تنظيم داعش يهاجم مواقع لجبهة النصرة في مخيم اليرموك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday