مرة ثانية عن «كيمياء» مشعل  عباس
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

مرة ثانية عن «كيمياء» مشعل - عباس

 فلسطين اليوم -

مرة ثانية عن «كيمياء» مشعل  عباس

بقلم :عريب الرنتاوي

التصريحات التي نُسبت إلى رئيس مكتب حماس السياسي السابق خالد مشعل، ونفتها الحركة لاحقاً، تحمل تقييماً ينطوي على قدر كبير من الدقة للمشهد الفلسطيني والعربي، مشعل رأى أن الفلسطينيين وحدهم سيواجهون مشروع ترامب و»صفقة القرن»، وأنه يتعين على الفلسطينيين دعم موقف الرئيس محمود عباس، برغم الخلاف حول غزة والمصالحة ومندرجاتها، وأن أحداً لن يكون بمقدوره تمرير حل على الفلسطينيين طالما أنهم يرفضونه ويجابهونه.في توضيحه لوجهة نظره، يصف مشعل موقفي تركيا وقطر من «صفقة القرن» بأنه موقف «ممانع»، مستدركاً أنه لن يكون بمقدور الدولتين «الممانعتين» إسقاط هذا المشروع، المدعوم من دول وازنة على أننا لم نعرف من المقابلة، التي لم نطلع على كافة تفاصيلها وملابستها، ما هو تقيم الرجل لموقف محور طهران – دمشق – الضاحية الجنوبية، سيما وأن أركانه يتحدثون عن تخطي «ممانعة» هذا المشروع إلى «مقاومته» والسعي لإسقاطه.حماس تبرأت من التصريحات جملة وتفصيلاً

ورفضت أن يكون رئيس مكتبها السياسي السابق، أدلى أصلاً بأي حديث لأي وسيلة إعلامية خلال الأيام الماضية، مع أنني وفي ضوء معرفتي بالرجل ومتابعتي لمواقفه المتعاقبة، أعتقد أنه قالها ...لكن وضع الحركة «المأزوم» في غزة، يجعلها في غنى عن أي معارك جانبية، لا ترى ضرورة لفتحها مبكراً، وهو قيد يبدو أن مشعل تحرر منه نسبياً منذ أن ترك المنصب الأول في الحركة.أياً يكن من أمر، فإن الدول العربية على اختلاف أوزانها ومحاورها وتوجهاتها، ليست بوارد فتح مواجهة جدية واسعة مع إدارة ترامب حول «صفقة القرن»، وهي لم تفعلها– برغم التفاوت - بعد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وقراره نقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها في السادس من ديسمبر الفائت، وبجولة على خريطة المواقف الإقليمية من القدس و»الصفقة الأكبر»، يمكن توزيع هذه الدول إلى عدة فئات، بعيداً عن لغة المقاومة والممانعة، التي استخدم مشعل نصفها وترك نصفها الآخر:الفئة الأولى، وتضم دولاً تستعجل حل القضية الفلسطينية، كيفما اتفق، لأن لها مصالح في إخراج هذا الملف المزعج، من حسابات سياساتها الخارجية، ولديها أولويات سياسية اخرى.
الفئة الثانية، متضررة من قرارات ترامب، ومن مقارباته الهوجاء والرعناء لملفي القدس والصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، لكن لهذه الدول، حسابات أخرى تتعلق بأوضاعها الاقتصادية والمالية، وتحالفاتها الإقليمية والدولية، وضرورات أمنها واستقرارها، تملي «تحييد» هذه الملفات، والإبقاء على زخم علاقاتها بالقوة الأعظم على الساحة الدولية، سيما وأنها تدرك الحدود المتواضعة لتأثيرها في المواقف والسياسات الأمريكية، سيما في ظل إدارة ترامب.والفئة الثالثة، وتضم عدداً من الدول التي لا تمانع في إصدار التصريحات والبيانات التي تشدد على الحق الفلسطيني في القدس و»الدولتين»، ولا ضرر عندها ولا ضرار، في التصويت إلى جانب فلسطين في كل محفل، بيد أن هذا الملف برمته، لا يشغل حيزاً كبيراً من تفكيرها وجداول اعمالها ومواردها، ولذلك فهي تتعامل معه، بدرجة أفضل .لا نريد أن نسقط عن إيران أو تركيا، أنهما دولتان مسلمتان جارتان، أبدتا وتبديان اهتماماً بالمسألة الفلسطينية، كل من موقعها ووفق حساباتها وأولوياتها، وبأدواتها المناسبة ... لكننا تعملنا بعد أزيد من 70 عاماً من النكبة، بإن قضية فلسطين، تصلح للتوظيف والاستخدام في تعزيز المواقع والأدوار الإقليمية وتمكين بعض الحكام والحكومات والدول من الاضطلاع بأدوار أكبر، وانتزاع شعبية و»شرعية» أوسع وأصلب، وفي نهاية المطاف، ليس مطلوباً ولا منتظراً، لا من تركيا ولا من إيران، أن تقوم بالدور الملقى على عاتق العرب والفلسطينيين، قبل غيرهم.وصف مشعل موقف عباس بأنه هو «حجر الرحى» في المواجهة مع مشروع ترامب، صحيح للغاية، وصحيح أيضاً أنه يجب تدعيم مواقف رئيس السلطة والمنظمة وفتح، وعليه – عباس - بدوره أن يجعل هذه المهمة ممكنة، من خلال إبداء قدر أوسع من المرونة والجدية على مسار المصالحة أو لجهة ترجمة قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير في دورتيه الأخيرتين ... وحديث مشعل هذا، يظهر أن ثمة تبايناً في الرأي في أوساط حماس، مثلما هناك تباينات في مواقف الفصائل الفلسطينية الأخرى، فالمرحلة معقدة ومتشابكة، وهيهات أن تجد موقفاً موحداً لفصيل بعينه ... وحديث مشعل، يؤكد مجدداً ما سبق أن ذهبنا إليه عشية اتفاق الدوحة 2012، من أن بين الرجلين «كيمياء»، إن أتيح لها أن تتفاعل من دون تأثيرات خارجية وداخلية ضاغطة، يمكن أن تنتج سلاماً فلسطينياً داخلياً، وأن تفسح المجال لإتمام المصالحة وبناء الوحدة والشراكة الوطنيتين.

المصدر : جريدة الدستور

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرة ثانية عن «كيمياء» مشعل  عباس مرة ثانية عن «كيمياء» مشعل  عباس



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك

GMT 06:28 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

7 أخطاء يجب عدم الوقوع بها في موضة الصيف

GMT 20:52 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

طرق مذهلة لـ إخفاء الهالات السوداء بالمكياج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday