الطرابلسية سنا حمزة تحصد جائزة باربرا تشيستر
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

لتميزها في طرق العلاج النفسي لضحايا التعذيب

الطرابلسية سنا حمزة تحصد جائزة "باربرا تشيستر"

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - الطرابلسية سنا حمزة تحصد جائزة "باربرا تشيستر"

الطرابلسية سنا حمزة
بيروت - فلسطين اليوم

تستعد ابنة مدينة طرابلس الدكتورة سنا حمزة، لاستلام جائزة Barbara Chester Award لهذا العام، إحدى أرفع الجوائز العالمية في الشأن الإنساني التي تقدمها سنويًا مؤسسة The Hopi Foundation في الولايات المتحدة، وذلك في احتفال كبير يقام في ولاية أريزونا الأميركية، يوم الخامس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل. ويأتي الفوز بالجائزة تقديرًا لعملها ولتميزها في طرق تقديم العلاج النفسي لضحايا التعذيب.

ساهمت الدكتورة حمزة في إعادة الأمل والحياة لنحو 27 ألف شخص تعرضوا للتعذيب في العالم خلال سنوات طويلة من العمل المضني والجهد الصامت، وقد عالجت لبنانيين وعراقيين وسوريين وفلسطينيين ومرضى من إيران والسودان وجيبوتي وتونس واليمن والبحرين والدانمارك وغير ذلك من جنسيات.

وبإعلان مؤسسة The Hopi Foundation عن الفائزة اللبنانية بجائزتها لهذا العام، تسلط الأضواء عالميًا على الدكتورة سنا حمزة وشغفها بمهنتها وعملها على مدى سنوات لإزاحة شبح التعذيب ورواسبه عن ضحايا عانوا منه وترك آثارًا - كان يُعتقد أنها لا تمحى - في حياتهم. وبذلك، يضاف اسم "سنا حمزة" إلى اللائحة الذهبية لأسماء من رفعوا اسم لبنان وطرابلس في العالم.

إقرأ أيضــــا: مكافحة التحرش الجنسي في أميركا تأخذ بعدًا جديدًا بتضامن ممثلات هوليوود

وبسعادة لا توصف تلقّت ابنة طرابلس، التي تعمل منذ 30 عامًا في مجال إعادة تأهيل ضحايا التعذيب والعنف، الخبر. وأوضحت الدكتورة حمزة، أنّ مديرة مركز "ريستارت" "Restart" لإعادة تأهيل ضحايا العنف والتعذيب في لبنان، السيدة سوزان جبور، رشّحتها لنيل "جائزة باربرا تشستر" "Barbara Chester Award" التي تمنحها مؤسسة "The Hopi Foundation" في الولايات المتحدة الأميركية للسنة الثامنة.

ومن بين شخصيات عديدة ناشطة في مجال الشفاء النفسي، تم اختيار اسم الدكتورة حمزة إلى جانب اسميْن آخريْن، حيث عُرض عليها إجراء مقابلة عبر "سكايب" فوافقت.

 ولا تخفي الدكتورة حمزة أنّها شعرت خلال المقابلة معها أنّها ستفوز بالجائزة التي تعني لها الكثير، باعتبار أنّها "تُمنح للمعالجين النفسيين الذين يتبعون معايير عالمية وتُعنى بالشفاء النفسي ولا تُمنح إلاّ لأشخاص حققوا إنجازات بارزة على هذا الصعيد". وتلفت الدكتورة حمزة إلى أنّها بُلّغت بالنتيجة قبل أسبوع، إلاّ أنّه طلب منها التكتّم عليها قبل أن يتم الإعلان عنها رسميًا يوم الأربعاء.

من جهته، يبيّن موقع الجائزة الرسمي أنّ الدكتورة حمزة، المستشارة الطبية في "ريستارت" ستنال جائزة "باربرا تشيستر" ، وهي عبارة عن مبلغ مالي يقدّر بـ10 آلاف دولار أميركي ومجسّم لريشة من الفضة مصنوعة يدويًا" بسبب مقارباتها المبتكرة والمتعددة الأوجه التي تركّز على الضحايا بهدف إعادة بناء حياة الناجين من أعمال التعذيب وحمايتها. 

من جهته، يبيّن موقع الجائزة الرسمي أنّ الدكتورة حمزة، المستشارة الطبية في "ريستارت" ستنال جائزة "باربرا تشيستر"، بسبب مقارباتها المبتكرة والمتعددة الأوجه التي تركّز على الضحايا بهدف إعادة بناء حياة الناجين من أعمال التعذيب وحمايتها. كما يلفت الموقع إلى أنّ حمزة تعاملت منذ تأسيس مركز "ريستارت" في العام 1996 في لبنان مع نحو 20 ألف ناجٍ من ضحايا التعنيف والتعذيب وذلك بالتعاون مع فرق متخصصة في مختلف المجالات كانت تقودها، حيث كانت تعمل على تمكين ضحايا التعذيب واللاجئين والأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب وغيرها من الحالات.

وتوازياً مع إنجازاتها في هذا المركز، تتولى الدكتورة حمزة منصب نائبة رئيس المجلس الدولي لتأهيل ضحايا التعذيب "International Rehabilitation Council for Torture Victims"، وهي مشرّعة ومدرّبة ومنفّذة لبروتوكول اسطنبول (دليل التقصي والتوثيق الفعالين للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة)، وخبيرة في الصحة العقلية في منظمة " Physicians for Human Rights" الحقوقية غير الحكومية الأميركية، وهي عضو في مجموعة "Act.NOW" للناجين من الصدمات وعضو مؤسس لـ"رابطة شرق المتوسط للطب النفسي للأطفال والمراهقين والمهن المرتبطة به".


ولعبت الدكتورة حمزة دوراً كبيراً في تمكين مجموعة تتألف من 18 عراقياً من الحصول على تعويض من الحكومة الدنماركية: ففي 15 حزيران الفائت، قررت المحكمة العليا في شرق الدنمارك إدانة وزارة دفاع البلاد بتهمة التواطؤ في تعذيب عراقيين أثناء الغزو الأميركي للعراق في العام 2004، حيث قضت المحكمة بتعويض 18 عراقياً من أصل 23، بمبلغ 30 ألف كرونه لكل منهم. ويعد هذا الحكم بالغ الأهمية في مجال مناهضة التعذيب، وذلك بسبب حصول المدعّين على اعتراف بالجريمة المرتكبة بحقهم وعلى تعويضيْن معنوي ومادي. 

عن مشاريعها المستقبلية، تبيّن الدكتورة حمزة بأنّ المشروع الأهم حالياً يتعلّق بـ"ريستارت"، إذ كشفت أنّها تتواصل حالياً مع جامعة "جونز هوبكينز" في الولايات المتحدة، حيث تعمل على مشروع يرمي إلى إنشاء أكاديمية تُعنى بتخريج أخصائيين نفسيين في مجال إعادة تأهيل ضحايا التعذيب، على أن يستغرق البرنامج التدريبي ما بين 6 أشهر وسنتين. وتؤكد الدكتورة حمزة أنّ الهدف من وراء هذه الأكاديمية هو خلق جيل جديد من الأخصائيين النفسيين الشباب المتخصصين في مجال إعادة تأهيل ضحايا التعذيب. 

ولدى سؤالها عما إذا تلقّت دعماً من الحكومة اللبنانية، تتأسّف الدكتورة حمزة لغيابه، إذ تشير إلى أنّ الدولة اللبنانية لا تعرف بأمر الجائزة؛ علماً أنّ "ريستارت" يعمل مع الحكومة اللبنانية ومجلس النواب على مستويات ضغط ومناصرة القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان ومناهضة التعذيب ويدرّب القوى الأمنية من قوى أمن ومخابرات على تطبيق بروتوكول اسطنبول. 

بهذا الإنجاز الذي يُضاف إلى إنجازات كثيرة غيره، تكون الدكتورة حمزة انضمت إلى غيرها من اللبنانيين الذين يعملون بصمت ومن دون كلل أو ملل في ظل تقاعس دولتهم الفاضح. 

ومن جانبها، كتبت ابنة شقيقها، الزميلة الإعلامية هناء حمزة، عن عمتها في مدونتها "خربشات": "27 ألف شخص سنا حمزة أعادت الحياة لأجسادهم المعذبة.. نفخت بها الروح بعدما حاول الجلاد أن يقضي عليها بخبث ودهاء…الله وحده يعرف ما تقوم به سنا حمزة.. والله وحده وقف الى جانبها وكأنه يقول إنها هديتي لكم أيها البشر.. إنها الخير الذي أحارب به شرّكم …عرفتُ سنا حمزة منذ ولادتي، عمتي، أختي، قائدتي في الكشافة، صديقتي، سندي، ملجأي... كل شيء في إنسان واحد…سنا حمزة آخر عنقود عائلة محمد حمزة وسنية مقدم… العنقود الصغير الذي حمل حبات العنقود وبذوره على ظهره…سنا الطفلة التي دفنت شقيقتها الكبرى بصمت.. سنا الطفلة التي قهرتها وفاة والدتها حتى النخاع الشوكي.. سنا المراهقة التي حملت هم العائلة ومشاكلها بصمت.. سنا الشابة التي ضحت من اجل الجميع. نعم الجميع, العائلة والأصدقاء والمدينة والوطن وكل إنسان جاءها مناشدا او فقط علمت بحاجته لها".

وتابعت: "حتى يوم تخرجها من الجامعة وفتحها مع الصديقة سوزان جبور مركز التأهيل.. حتى ذاك اليوم والدمعة لا تفارق وجه سنا الجميل وان جاهدت بإخفائها.. ولَم يكن هناك من يمسح هذه الدمعة… كانت تمسح دموعنا ولا نقوى على مسح دمعها …وحده العمل استطاع أن يقضي على حزن سنا ودمعها المكبوت.. نجاح مهمتها في إعادة زرع الأمل في مريض تعالجه هو دواؤها الوحيد. هكذا انتصرت على كم الحزن الذي في داخلها، فغاب بكاؤها المر مع نجاحها المهني ولم اعد أراها تبكي أو أرى دموعها... صرت أرى فقط سنا حمزة، صانعة الأمل في نفوس بشر كسرتهم الحياة وظلم البشر، وإذ بها تعيد لملمة كيانهم بحرفية تبتعد فيها عن العواطف التي لا يمكن أن تبتعد عنها".

واختتمت: هنا جدارة سنا حمزة وهنا أهميتها... تجردها وحرفيتها في ممارسة مهنتها بعيداً كل البعد عن أهم ما يميز سنا حمزة، وأعني عاطفتها... أرجوها ان اكتب عنها وأن تظهر في الإعلام وتتحدث عما تقوم به.. فترفض وتقول أنا اعمل بصمت..هي هكذا. تبكي بصمت، تعمل بصمت، تفرح بصمت، تضحي بصمت…يعود صوتها المخنوق فرحاً على الهاتف لتقول "أستحق هذه الجائزة". لأول مرة تعترف بحقها... أختنق وأنا أعلم أن أياً منا - العائلة والأصدقاء والمدينة والوطن - لم يفِها حقها!".

قد يهمك أيضًأ:

العالَم يُحيي "اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات"

إسهامات الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" في دعم المرأة

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطرابلسية سنا حمزة تحصد جائزة باربرا تشيستر الطرابلسية سنا حمزة تحصد جائزة باربرا تشيستر



هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك

GMT 06:28 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

7 أخطاء يجب عدم الوقوع بها في موضة الصيف

GMT 20:52 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

طرق مذهلة لـ إخفاء الهالات السوداء بالمكياج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday