جائزة مان بوكر تضع الرواية الكاريبية على خارطة الأدب العالمي
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

جائزة مان بوكر تضع الرواية الكاريبية على خارطة الأدب العالمي

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - جائزة مان بوكر تضع الرواية الكاريبية على خارطة الأدب العالمي

مارلون جيمس
القاهرة - أ ش أ

وضع مارلون جيمس اسم بلاده جامايكا الواقعة في منطقة الكاريبي على خارطة الأدب العالمي بفوزه هذا العام بجائزة مان بوكر التي ينظر لها كثير من النقاد باعتبارها الجائزة التي تأتي مباشرة بعد "أم الجوائز الأدبية العالمية"، وهي جائزة نوبل في الآداب التي ذهبت هذا العام للكاتبة، والصحفية البيلاروسية سفيتلانا اليكسفيتش.

ولعل الظاهرة المشتركة على المستوى الفني في جائزتي نوبل ومان بوكر هذا العام انهما منحتا لكاتبة وكاتب يشتركان في فكرة "تعدد الأصوات داخل ملحمة لتشكل في نهاية المطاف صوتا متسقا" كما أن كلاهما لا يبدو في موقف المؤيد للنظام الحاكم سواء في بيلاروسيا أو جامايكا.

وفوز مارلون جيمس بهذه الجائزة للأدب المكتوب بالإنجليزية يضع الرواية الجامايكية في مكانة مرموقة، وتنافسية على مستوى هذا الأدب المكتوب باللغة الأكثر انتشارا في العالم فيما حظت روايته الفائزة "تاريخ موجز عن سبع جرائم قتل" بإعجاب واضح سواء على مستوى لجنة التحكيم أو الصحافة الثقافية الغربية التي رأى بعض النقاد فيها أن هذا الفوز بجائزة مان بوكر "يبشر بعصر جديد للأدب الكاريبي".

ووسط بهجة لافتة في جامايكا، وبين المبدعين المنتمين لهذا البلد الكاريبي اعتبر الكاتب فيف ادامز أن مواطنه مارلون جيمس خليق بالثناء لدوره في خدمة الثقافة الجامايكية،"ولم يقبع في برج عاجي وانما التزم بالكتابة من الشارع وعن رجل الشارع".

وحسب كولين جرانت في جريدة (الجارديان) البريطانية فإن مارلون جيمس حول شعوره بالأسى حيال الرحيل المبكر للمغني الجامايكي بوب مارلي "لزخة إبداع جديد" فيما لفت هذا الكاتب البريطاني، والمنحدر بدوره من أصل جامايكي إلى أن هناك في بلاده الكاريبية من يراه "في طليعة نهضة الكتابة الجامايكية".

ومارلون جيمس ابن جامايكا الذي فاز مؤخرا بالجائزة الأهم في الأدب المكتوب بالإنجليزية عن روايته ذات الطابع الملحمي:" تاريخ موجز عن سبع جرائم قتل" حقق هذا الفوز بإجماع آراء رئيس، وأعضاء لجنة التحكيم لجائزة مان بوكر التي بات العالم يترقب إعلانها عن الفائز بالجائزة كل عام من قاعة "جيلد هول" في العاصمة البريطانية لندن.

ومع ذلك لم يخل فوز رواية تاريخ موجز عن سبع جرائم قتل بجائزة مان بوكر من مفاجآت للنقاد، والمعنيين بالتوقعات حيث كانت الرواية المرشحة بقوة ضمن القائمة القصيرة للفوز بهذه الجائزة هي "حياة زهيدة" للكاتبة الأمريكية هانيا ياناجيهارا.
وكانت القائمة القصيرة للمرشحين للفوز بجائزة مان بوكر هذا العام قد تضمنت كذلك الأمريكية آن تيلور، والبريطانيين توم مكارثي ، وسونجيف ساهوتا والنيجيري تشيغوتسي اوبيوما.

وقد يرضي فوز هذا الكاتب الجامايكي الأصل البالغ من العمر 44 عاما، والمقيم في مينابوليس عاصمة ولاية مينيسوتا بالولايات المتحدة بجائزة مان بوكر للعام 2015، ولو بعض الشيء القليل من الغرور الأمريكي لأن هذه الرواية، وهي ثالث رواياته لم يكن بمقدور مارلون جيمس كتابتها داخل بلاده على حد قوله.

ورغم البهجة الظاهرة في جاميكا بفوز مارلون جيمس بجائزة مان بوكر فلم يخل الأمر من مآخذ جراء الافراط في العنف بروايته " تاريخ موجز عن سبع جرائم قتل"، وها هي الأكاديمية الجامايكية كارولين كوبر وان سلمت بأهمية الجائزة كانتصار للكتابة الكاريبية فقد ذهبت إلى أن هذه الرواية "لسوء الطالع تعزز صورة جامايكا كبلد للقتل، وأرض للاغتيالات".

ولكن هناك من يرد على مثل هذه المآخذ بالقول بأن الأديب الجامايكي مارلون جيمس لم يفعل أكثر من نقل الحقيقة في إطار فني لأن جامايكا في سنوات السبعينيات على وجه الخصوص كانت حافلة بكل ألوان الشرور، وتئن تحت وطأة موروث رهيب من العنف.

ويرد مارلون جيمس ذاته على هذا النوع من الانتقادات التي تنطوي على اتهامات له بالإساءة لصورة الوطن بقوله " أحب بلادي ومستعد أن أفديها بروحي غير أنني لا أستطيع أن أنسى أن تاريخنا في جامايكا غارق في الدماء كما لابد، وأن أقول إنني لم يكن بمقدوري أن أكتب هذه الرواية لو كنت اعيش داخل وطني".

وعلى مستوى دول الكاريبي ككل لم يفز أي كاتب بجائزة مان بوكر منذ العام 1971 عندما حصل عليها الكاتب التريندادي الأصل "في.اس.نايبول"، والذي فاز العام 2001 بجائزة نوبل في الآداب حسبما ينوه الشاعر كوامي داويس الذي وصف رواية مارلون جيمس الفائزة بجائزة مان بوكر بأنها "ذات أهمية عظيمة، وتستحق الوقت الذي ينفق في قراءة صفحاتها الطويلة".

وفيما ثارت مخاوف من تهميش الأصوات الروائية في مجموعة الكمنولث لحساب الأدب الأمريكي عند منح جائزة مان بوكر بقواعدها الجديدة فان رواية مارلون جيمس التي استحوذت من قبل على إعجاب أصوات نقدية في الصحافة الثقافية الأمريكية حافلة بالعنف، والمخدرات، والمشاهد الجريئة، وكثير من السباب، وكذلك كثير من الفكاهة.

ومارلون جيمس الذي يقوم بتدريس الإنجليزية، وفن الكتابة الروائية في مينابوليس، وصدر له من قبل عمل في القصة بعنوان : "كتاب نساء الليل" أعرب عن أمله في أن يلفت فوزه بجائزة مان بوكر الانتباه للأدب القادم من جامايكا، وجزر الكاريبي فيما أعاد للأذهان أنه اضطر لمغادرة بلاده لإنجاز "تاريخ موجز عن سبع جرائم قتل"، وأعلن إهداء الجائزة لروح والده الراحل الذي "شكل حسه الأدبي".

ورواية "تاريخ موجز عن سبع جرائم قتل" التي تقترب من 700 صفحة تتمحور حول محاولة قتل المغني الجاميكي بوب مارلي العام 1976، وكان المؤلف حينئذ طفلا في السادسة من عمره، وينتمي لعائلة ميسورة الحال.

ورغم أن الرواية تتمحور حول محاولة اغتيال المغني بوب مارلي فإن مارلون جيمس لم يذكر اسمه صراحة في هذه الرواية، واكتفى بكلمة "المغني" فيما رأت لجنة تحكيم جائزة مان بوكر برئاسة مايكل وود أنها "رواية رائعة، ونابضة بالحماسة، والعنف، والسباب معا".

وعقد كولين جرانت مقارنة بين الدور الطليعي للفنان الراحل بوب مارلي في الموسيقى، والغناء، والدور الطليعي لمارلون جيمس في الكتابة، والأدب الذي كتب من قبل رواية "الشقي جون كراو" فيما يذهب إلى أنه لم يحجم في مراهقته عن الانتحار إلا لشعوره بالجبن.

واعتبر مارلون جيمس أن روايته الفائزة بجائزة مان بوكر هي " الأكثر مغامرة، ومجازفة على مستوى الشكل، والمضمون" كما أنها استلهمت "موسيقى الريغي" المنتشرة في جزر الكاريبي، والتي وصفها صاحب "تاريخ موجز عن سبع جرائم قتل" بأنها "صوت شرعي للخيال، والشعر".

وولد مارلون جيمس في "كينجستون" بجامايكا، وحصل على درجة في الأدب من جامعة وست انديز
والرواية التي تمتد زمنيا عبر عقود عدة اعتمدت "نزعة تجريبية في ملحمة متعددة الأصوات"، ولم تكن بعيدة عن عالم السياسة في جامايكا، وتهديدات الحرب الأهلية في سبعينيات القرن العشرين تماما كما لم تبتعد عن قضايا مثل العنصرية، والتفاوت الطبقي والفساد ناهيك عن العلاقة بين الولايات المتحدة، ودول الكاريبي.

وفي العام الماضي فاز الاسترالي ريتشارد فلانجن بجائزة (مان بوكر) ليكون ثالث استرالي يفوز بهذه الجائزة عبر تاريخها الذي يخطو حثيثا نحو النصف قرن أما هذا العام فكان من الطريف أن يسترجع مارلون جيمس أن الناشرين رفضوا عشرات المرات نشر كتابه الأول.

وفيما غرت الأماني الأمريكيين الذين اعتبروا أنهم قاب قوسين أو أدنى من هذه الجائزة فإنها تضل الطريق للعم سام، وذلك للعام الثاني على التوالي.

ورغم إقامة مارلون جيمس في الولايات المتحدة قد يكون هذا الخريف هو خريف الإحباط بالنسبة للأمريكيين حيال أهم الجوائز الأدبية في العالم إذ حلم الأمريكيون بفوز أديبهم فيليب روث بجائزة نوبل في الآداب فإذا بها تذهب للكاتبة البلاروسية ستيفلانا اليكسفيتش، وها هي جائزة المان بوكر تذهب لكاتب من جامايكا، وإن أقام في ربوعهم.

وكان الأمريكيون يأملون أن تذهب جائزة مان بوكر هذا العام لأدبهم فيما أضحى الطريق للجائزة ممهدا بعد تغيير قواعدها منذ العام الماضي بما يسمح بمنحها لأي أديب يكتب أصلا بالإنجليزية، وتنشر إبداعاته بهذه اللغة في المملكة المتحدة.

وحسب ما أعلنته مؤسسة جائزة بوكر في هذا السياق المتعلق بتغيير قواعد منح جائزة المان بوكر فإن المؤسسة بذلك "تعانق اللغة الإنجليزية، وهي تتدفق عفية بحرية مفصحة عن مواهبها، وحيويتها، ومجدها أينما كان" معتبرة أنها بتلك التعديلات قد أسقطت قيود الجغرافيا، والحدود الوطنية.

وحطت جائزة مان بوكر في العام قبل الماضي عند الروائية النيوزيلندية الشابة الينور كاتن، والتي تعد أصغر فائزة في تاريخ هذه الجائزة الأدبية المرموقة كما أنها صاحبة أطول رواية في تاريخ تلك الجائزة الممتد على مدى 47 عاما، والتي تشهد تحولات جوهرية، وتكسر قواعد استقرت طويلا كان من بينها ألا تمنح إلا لكاتب من بريطانيا، وايرلندا، ودول مجموعة الكمنولث، وزيمبابوي.

وفيما تبلغ القيمة المادية لجائزة مان بوكر 50 ألف جنيه استرليني فإن جائزة المان بوكر تشكل بدورها كنزا تتسابق عليه دور النشر بصورة محمومة فيما تطمح كل منها بالفوز بالجائزة على أمل زيادة مبيعاتها بصورة كبيرة من الرواية الفائزة.

وهذا ما يتوقع حدوثه هذا العام بعد الإعلان عن فوز رواية "تاريخ موجز عن سبع جرائم قتل" لمارلون جيمس الصادرة عن دار "ريفير هاد بوكس"، والتي وصفها مايكل وود رئيس لجنة تحكيم جائزة مان بوكر بأنها " الأكثر إثارة بين الروايات التي وصلت للقائمة القصيرة".

فالقيمة المادية لجائزة المان بوكر، والتي تبلغ 50 ألف جنيه استرليني تتراجع كثيرا أمام ما تنطوي عليه هذه الجائزة من شهرة لصاحبها، ومبيعات عالية لروايته الفائزة بل إنها تكون أحيانا " الباب الملكي نحو أم الجوائز الأدبية العالمية" ألا، وهي جائزة نوبل كما يتجلى في حالة أليس مونرو التي كانت قد فازت بجائزة مان بوكر العام 2009 قبل أن يتوقف قطار نوبل العام 2013 عند محطتها الإبداعية.

كما أن هناك من يرى أن القواعد الجديدة، والميسرة لجائزة المان بوكر تضخ إبداعا جديدا، وتجدد فعلا شباب الجائزة التي طالتها من قبل انتقادات مريرة رأت أنها منحت لأعمال دون المستوى بل إن بعض المتحمسين لهذا التوجه الجديد ذهبوا إلى أن المان بوكر يمكن الآن أن تنافس جائزة نوبل للآداب من حيث الأهمية، والثقل، والمكانة، واتساع رقعة التنافس، وعدد المتنافسين.

والواضح من صفحات الصحافة الثقافية الغربية أنها راضية عن فوز الجامايكي مارلون جيمس بجائزة مان بوكر هذا العام كما أن الكثير من جمهور الحضور في قاعة "جيلد هول" اللندنية هللوا بمجرد الإعلان عن اسمه كفائز بأهم جائزة للأدب المكتوب بالإنجليزية..

فالجائزة الكبيرة ذهبت لكاتب يكتب بثقة رغم أنه فكر ذات يوم بعيد في الانتحار!.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جائزة مان بوكر تضع الرواية الكاريبية على خارطة الأدب العالمي جائزة مان بوكر تضع الرواية الكاريبية على خارطة الأدب العالمي



هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 18:29 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

أسماك الوطواط العملاقة تغزو شواطئ غزة

GMT 14:01 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 14:26 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 07:45 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

عمرو السولية لاعب الأهلي يخضع لمسحة جديدة خلال 48 ساعة

GMT 13:38 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفرو الصناعي موضة شتاء 2020 في ديكور المنزل والملابس

GMT 03:09 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف سماعة رأس تحدد العلامات المبكرة للخرف

GMT 07:06 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

القوات السورية تقطع خط إمداد "داعش" في دير الزور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday