احتشد آلاف الموظفين مع ممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية ولجان شعبية للاجئين ومجلس أولياء الأمور، الأربعاء، في وقفة ضد تقليصات "أونروا" بحق اللاجئين، والتي كان آخرها إنهاء عقود 335 موظفا عاملين ببرنامج الطوارئ، ورفع المحتجون لافتات تطالب بالتراجع عن تقليصات الوكالة.
وقال رئيس الاتحاد أمير المسحال "كنا نأمل أن يتمخّض عن مؤتمر الدول المانحة لوكالة الغوث أمن واستقرار وسلامة اللاجئين لكننا أصبنا بخيبة أمل كبيرة، مما يهدد استقرار المنطقة، لا سيما قطاع غزة حيث يوجد 1.3 ملايين لاجئ".
وتساءل المسحال "أين نحن من عجز أونروا؟ فما السبب في العجز بالأونروا حتى اللحظة في حين أن المليارات تنهال على أي دولة قد تعاني عجزًا مماثلاً؟"، وأضاف أن "أول مرة بتاريخ الوكالة يُمدد شهر واحد للعاملين على بند العقود الدائمة في برنامج الطوارئ؛ هذه بداية موت بطيء لهذه المؤسسة".
يذكر أن برنامج الطوارئ بوكالة الغوث الدولية يضم ألف موظف منهم عاملون في مراكز التوزيع، والصحة النفسية، ومهندسون، وفنيون، لكن الوكالة أقدمت مؤخرا على إنهاء عقود 335 موظفًا على بند العقد الدائم ببرنامج الطوارئ.
وأكد أن الاتحاد ينتظر الخميس، الموقف الرسمي للوكالة، والذي ستوضح فيه جهود المانحين في مؤتمر وكالة الغوث الذي جمع في مؤتمريها بروما ونيويورك 150 مليون دولار.
وقال المسحال إن نحو ألف أسرة معرّضة للانهيار، ومئات آلاف اللاجئين معرضون لأن تنهار ظروفهم المعيشية، رسالتنا للعالم أجمع يجب أن يصب التمويل لهذه المؤسسة وإنقاذ اللاجئين، والابتعاد عن تسييس أونروا، كما أعلن اتحاد الموظفين بالأونروا عن تنظيمه اعتصاما في وقت لاحق أمام مكتب مدير عمليات وكالة الغوث في غزة؛ إذا لم يتم التراجع عن تقليصات خدمات أونروا بحق اللاجئين.
قضية سياسية
أكد عضو لجنة المتابعة في الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية عصام أبودقة، أن قضية وكالة الغوث هي قضية سياسية بامتياز، "وليس قضية مالية.. فالأموال تهدر في الصراعات بالمليارات".
وبيّن أبودقة أن حشود الموظفين المشاركين بالوقفة الاحتجاجية هو بداية "الشعلة" أننا لن نسمح لأي موظف أن يغادر موقعه، "وأقول لحكم شهوان، وساندرا ميتشل، غير مرحب بكم في أماكن وجود شعبنا اللاجئين بمناطق عمليات الأونروا الخمس".
وشدّد بقوله "لا يمكن أن نسمح لأحد أن يمس بحقوقكم، من يريد إغلاق الوكالة وإنهاء خدماتها؛ عليه أن يتحمل مسؤولية اللاجئين وتوفير حياة كريمة لشعبنا، وأن يعيدهم إلى ديارهم".
من جهته، دعا رئيس المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين في غزة خالد السراج، لعدم تسييس الأونروا والبحث عن بدائل إنسانية، مشددا على ضرورة الاستمرار بتقديم خدماتها للاجئين.
وقال السراج "تستفرد وكالة الغوث بين الحين والآخر بنا؛ تارة بالحالات الاجتماعية، وتارة أخرى بدائرة الصحة والخدمات والطوارئ، وما زالت حتى اللحظة تستفرد بهذه السياسة التي تسعى إلى وضع نفسها أمام اللاجئ الفلسطيني".
إعدام جماعي
موظّف أونروا عادل أحمد، وصف في كلمة ممثلة عن العاملين في برنامج الطوارئ بوكالة الغوث، إجراءات الوكالة بحق اللاجئين وإنهاء برنامج الطوارئ وعقود 335 موظّفا، "بحكم الإعدام الجماعي على آلاف الأسر الفلسطينية".
وأوضح أحمد أن قضية الأونروا ليست قضية موظفين بالمقام الأول بل هي قضية لاجئين وحقوق بامتياز كفلتها الأعراف والقوانين الدولية.
وطالب أحمد الأونروا بسحب جميع الرسائل التي أرسلتها 335 موظفا بإنهاء عقودهم، داعيا إدارة الوكالة بتوفير التمويل اللازم لبرامج الطوارئ.
أرسل تعليقك