أظهر تقرير حقوقي، أن 37 مواطنًا فلسطينيًّا استشهدوا منذ بداية عام 2015 الجاري، بفعل اعتداءات قوات الاحتلال "الإسرائيلي" وقطعان المستوطنين.
وبيّنت معطيات تقرير مركز "أحرار" الحقوقي، مساء السبت أن الاحتلال اعتقل قرابة 3700 فلسطيني خلال الأشهر التسعة الماضية، مشيرًا إلى أن الربع الثالث من العام شهد اعتقال ما لا يقل عن 1213 مواطنًا من الضفة المحتلة والقدس وقطاع غزة، فضلاً عن استشهاد 15 مواطنًا فلسطينيًّا.
وأظهر التقرير، أن الاحتلال اعتقل 260 طفلًا فلسطينيًا وقاصرًا منذ بداية العام، تمّت معظمها في مدينتي القدس والخليل، ووفقاً للتقارير السابقة التي نشرها المركز، فإن الاحتلال اعتقل منذ مطلع العام 1270 مقدسيًا، نصفهم جرى اعتقاله خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، تلتها مدينة الخليل بواقع 714 معتقلًا ومن عقبها رام الله التي اعتقل الاحتلال 480 مواطنًا من أبنائها، في حين توزّعت بقية الاعتقالات على نابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية وسلفيت وأريحا وطوباس (على التوالي).
وأشار التقرير ، إلى ارتفاع نسبة الاعتقالات في صفوف المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، إذ بلغت عددها منذ مطلع العام الجاري 152 حالة اعتقال شملت عدداً من المواطنين الذين حاولوا التسلّل إلى داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وكذلك صيادي الأسماك ممّن يجري اعتقالهم من عرض البحر، بالإضافة إلى المواطنين والتجار الذين يتم اعتقالهم على المعابر الحدودية.
ووفقاً للإحصائيات، يعتبر شهر أيلول (سبتمبر) المنصرم أكثر الأشهر التي شهدت حالات اعتقال للعام 2015، إذ تجاوز عددها 549 حالة، من بينها 294 حالة اعتقال في مدينة القدس وحدها، على خلفية الأحداث والتوتّرات التي شهدتها المدينة، وذلك بحسب معطيات نشرتها "لجنة أهالي الأسرى المقدسيين".
ولفتت اللجنة في بيان صحفي إلى ارتفاع وتيرة الاعتقالات خلال الأسبوعين الآخرين تزامناً مع الأعياد اليهودية والتي صاحبتها إجراءات مشددة وإغلاق للمسجد الأقصى المبارك بوجه المصلين، إضافة لإبعاد العشرات من المقدسيين والداخل الفلسطيني عن المسجد الأقصى و البلدة القديمة في خطوات واضحة تهدف لتفريغ الأقصى من رواده، وتمكن المستوطنين من اقتحام الساحات و إقامة صلواتهم التلمودية بالقوة.
وقالت اللجنة "إن الاعتقالات خلال شهر أيلول/ سبتمبر هي الأعنف منذ بداية العام"، مشيرة إلى وقوع 159 حالة اعتقال ميداني، و135 اعتقال من المنازل. وأوضحت أن من بين المعتقلين 16 سيدة و121 قاصر، من بينهم 17 طفل دون سن 12 عاما، أصغرهم الطفل تامر زياد عناتي (8 أعوام)، من بلدة الطور شرقي القدس.
في سياق متصل كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن تفاصيل جديدة حول إعدام الشهيدة هديل الهشلمون قبيل عيد الأضحى المبارك في الخليل، دون أن تشكل أي خطر على جنود الاحتلال خلافا لما زعم الجيش سابقا.
ووفقا للتقرير الذي أعدته الصحافية عميرة هاس، فإن الهشلمون أصيبت بعشر رصاصات استهدفت سبعة منها الجزء العلوي من جسدها، حيث أصابت رصاصتان الذراعين الايسر والايمن، وأصابت ثالثة الخصر الايسر، ورابعة البطن، بالإضافة لرصاصتين في الصدر، ورصاصة تحت الضلوع اليسرى ثم خرجت من الظهر.
وأضاف التقرير، أن ثلاث رصاصات أصابت القسم السفلي من جسدها، وكانت في الكاحل الايسر والركبة اليمنى والفخذ الأيمن، ما أحدث جرحا كبيرا أدى لتهتك العظام.
ويعتقد الأطباء أن جنديين على الأقل أطلقوا النار على هديل، فيما يشير شهود عيان تحدثوا للصحيفة أنه منذ الطلقة الأولى سقطت هديل على الأرض، لكن الجنود واصلوا إطلاق النار عن بعد أربعة أمتار.
ويؤكد الأطباء أن هديل تركت تنزف لفترة تزيد عن نصف ساعة، ما أدى لتدفق الدم في رئتها اليسرى وإصابتها في أعضائها الداخلية.
وتشير هاس معدة التقرير إلى أن الكاميرات أظهرت الجنود يبتسمون ويتجولون بشكل مريح بعد إصابة الهشلمون ما يشير إلى أنها لم تكن تحمل أي سلاح.
وأعادت الصحيفة نشر رواية الناشط البرازيلي الذي رصد بكاميرته مراحل العملية، مشيرا إلى أن الجنود أطلقوا النار عليها بعد محاولة الهشلمون فتح الحقيبة لإظهار ما بداخلها.
وبين الناشط البرازيلي، أن هديل كانت هادئة تماما ولم تقل شيئا ولم تصرخ كما لو أنها "مجمدة" ولا تفهم ما يدور، موضحا، أن فلسطينيا اقترب منها وحاول إقناع الجنود بالتحدث إليها، وعندما وقفت وأدارت ظهرها للجنود أطلقوا النار تجاهها مجددا، ثم كرروا في أكثر من حالة عملية إطلاق النار.
وشدد البرازيلي مارسيل على أنها كانت تبعد عدة أمتار عن الجنود وأنها كانت تحاول العودة للجانب الفلسطيني وأنه لم يكن بيدها أي سكين.
وتصف عائلة هديل الهشلمون ابنتهم بأنها "هادئة ومتواضعة" وتهتم كثيرا بالأدب العربي، وبعد تخرجها من الثانوية العامة قررت دراسة اللغة العربية، إلا أنها تراجعت وفضلت دراسة الشريعة، ومنذ ثلاثة أسابيع فقط قبيل استشهادها قررت ارتداء الحجاب، حيث أثارت دهشة العائلة وحاول والداها إقناعها بتأجيل أمر الحجاب إلا أنها أصرت على ارتدائه. وأشارت عائلتها إلى أنها كانت تحب الأطفال كثيرا وتشجع أطفال البلدة القديمة على الصلاة في المسجد.
وزعم ناطق بلسان جيش الاحتلال أن الجنود شعروا بالخطر وأجبروها على التوقف بإطلاق طلقات تحذيرية دون أن تستجيب لمناداة الجنود، حتى أطلقت أعيرة نارية لتحييد هذا التهديد. وادعى الناطق أنه يجري التحقيق في الحادثة وأن النيابة العسكرية ستدرس اتخاذ قرارات بشأنها.
أرسل تعليقك