غزة – محمد حبيب
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الاثنين المسجد الأقصى المبارك، وهاجمت المصلين بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية،و أوضحت دائرة الأوقاف الإسلامية أن عشرات الجنود اقتحموا المسجد الأقصى المبارك، وانتشروا في ساحة المسجد القبلي، والقوا القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية بصورة عشوائية في المكان.
واندلعت المواجهات داخل المسجد الأقصى المبارك بين قوات الاحتلال التي اقتحمت الأقصى والمرابطين والمصلين، وتحديدا بالقرب من المصلى القبلي، حيث أطلق الجنود قنابل الغاز والصوت بكثافة باتجاههم، ما أدى إلى اندلاع حريق على أبواب المصلى، الذي طوقه الجنود بسواتر وجدران متنقلة لفصل المرابطين عن المستوطنين.
وأفادت مصادر مقدسية أن أكثر من 15 قناصا اعتلوا سطح المسجد القبلي وتمركزوا عليه، فيما قام جنود الاحتلال ولأول مرة بإدخال تروس مدرعة كدرع واقي لساحات الأقصى، لصد الحجارة، وقام الجنود برش غاز الفلفل السام باتجاه المصلين داخل المصلى ما أدى إلى وقوع إصابات بالاختناق بينهم.
وكانت قوات الاحتلال هددت منذ أمس الأحد باستخدام القوة لإخلاء المرابطين في الأقصى للسماح للمستوطنين باقتحامه والصلاة فيه ضمن الطقوس التوراتية بمناسبة ما يسمى بعيد العرش اليهودي.
وفجرا، منعت قوات الاحتلال من هم دون الخمسين من الرجال من دخول المسجد الأقصى المبارك و الصلاة فيه، فيما سمحت للنساء من كل الأعمار، وأدى العشرات من المصلين على أبوابه صلاه الفجر.
وأغلقت قوات الاحتلال جميع الطرق المؤدية إلى الأقصى ومحيط البلدة القديمة، نشرت المئات من قواتها على كل المداخل، وعلى أبواب الأقصى و تحديدا بالقرب من باب المغاربة أحتشد المئات من الجنود المدججين بالسلاح، ومنع الجنود الصحافيين من تصوير إجراءاتها والجنود خلال اقتحام الأقصى.
ويشار إلى أن الاقتحام كان من بابي المغاربة والسلسلة، فيما أطلقت شرطة الاحتلال قنابل الغاز والرصاص المطاطي على المصلين والمعتكفين الذين حاولوا صدهم، كما واعتلى القناصة أسطح المصلى القبلي وأطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز على المعتكفين من فتحات الشبابيك.
واندلع حريق عند أبواب المصلى القبلي حينما اعتدت قوات الاحتلال على المصلين الرجال والنساء منهم، وحاولت دفعهم بالقوة، وذكرت مصادر أن سيدة أصيبت عند باب "المجلس" أحد أبواب المسجد الأقصى إثر الاعتداء عليها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي
وذكر شهود العيان أن قوات الاحتلال أغلقت أبواب المسجد القبلي بالسلاسل الحديدية، فيما تتمركز المواجهات عند باب مصلى الجنائز، وأوضح الشهود أن القوات أخلت الساحات من المصلين وهم من كبار السن، وأبعدتهم باتجاه باب حطة.
ولفت الشهود إلى أن القوات أغلقت أبواب الأقصى، باستثناء باب حطة والمجلس والسلسلة، وتمنع المسلمين من دخوله في هذه الأثناء، موضحين أن قوات الاحتلال استخدمت آلات حفر لقص الحمايات الحديدية لنوافذ المصلى القبلي من الجهة الشرقية.
وكانت سلطات الاحتلال قد منعت منذ مساء أمس المصلين الرجال الذين تقل أعمارهم عن الـ40 عاما من دخول المسجد الأقصى المبارك، وأدى الشبان صلاتي المغرب والعشاء وصلاة فجر الاثنين على أبواب الأقصى.
وكانت جماعات يهودية متطرفة قد دعت لتنظيم اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك خلال الأسبوع الجاري، طوال أيام "عيد المظلة – السكوت" العبري وكثفت سلطات الاحتلال من إصدار أوامر الإبعاد عن مدينة القدس والمسجد الأقصى، قبيل حلول ما يسمى بـ"عيد العرش" اليهودي الذي يوافق الاثنين، ووسط دعوات مكثفة من عصابات المستوطنين ومنظمات الهيكل المزعوم لاقتحام المسجد الأقصى بشكل موسع في هذه المناسبة.
وأفاد مركز "كيوبرس" الإعلامي المقدسي، أن قوات الاحتلال داهمت منزل مدير عام المركز الدكتور حكمت نعامنة واعتقلته مساء الخميس (أول أيام عيد الأضحى المبارك)، وسلمته استدعاء فوريا للحضور إلى التحقيق، وبعد حضوره احتجزته لساعات ثم أفرجت عنه بعد تسليمه أمرا بإبعاده عن القدس حتى 9 تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
اقتحمت قوات الاحتلال منزل أمين ذياب من طمرة ونقلته إلى مركز شرطة شفا عمرو وسلمته أمرا بالإبعاد عن الأقصى حتى تاريخ 7 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وهو التاريخ ذاته الذي تم تحديده لفترة إبعاد شاب آخر هو علاء ابو الهيجا، وفي حيفا حققت شرطة الاحتلال مع فؤاد ابو قمير وسندباد طه، في حين يخضع عدد من الشبان من داخل الخط الأخضر اليوم وغدا للتحقيق، ويتوقع استلامهم في النهاية أوامر إبعاد عن القدس والمسجد الأقصى.
ورغم إجراءات الاحتلال، فقد دعا نشطاء مقدسيون وفلسطينيون من داخل الخط الأخضر إلى إعلان النفير العام للمسجد الأقصى، وتكثيف التواجد فيه اليوم وغدا، وقد بدأت الاستجابة لهذه الدعوات بالفعل منذ ساعات مساء أمس وفجر الاثنين. وذكر المحامي عمر خمايسي مدير مركز "ميزان" لحقوق الإنسان، إن هذه الإجراءات التعسفية الجديدة تأتي في سياق تفريغ المسجد الأقصى من رواده والمعتكفين فيه لصد اقتحامات المستوطنين.
وأضاف خمايسي أن الشرطة الإسرائيلية لم تحترم فترة الأعياد الإسلامية فقامت بملاحقة الشبان والتحقيق معهم حول شبهات واهية تتعلق بما أسمته الإخلال بالنظام العام، لإيجاد مسوغ لإبعادهم قسرا عن المسجد الأقصى في فترة عيد العرش العبري، موضحًا أنه سيتم تقديم شكوى بأن هذه سياسة ممنهجة ومخطط لها وليست وليدة الصدفة، وإنما تهدف إلى إبعادهم عن المسجد الأقصى، وبالتالي فإنه يتم استخدام القانون لأهداف غير شرعية وغير قانونية.
ويتوقع مختصون في شؤون القدس أن يشهد الأقصى اليوم حالة من التوتر الشديد وعنفا إسرائيلي غير مسبوق، بعد أن تم إغلاقه لعدة أيام في وجه المستوطنين الذين سيعودون لاقتحامه غدا تزامنا مع عيد العرش اليهودي، حيث أطلقت منظمات الهيكل المزعوم وعصابات مستوطنين دعوات مكثفة لذلك.


أرسل تعليقك