الاحتلال يطالب السلطة الفلسطينية بضبط الأوضاع ومنع المظاهرات الشعبية

طالبت حكومة الاحتلال الإسرائيلي من خلال مسؤولين في الإدارة الأميركية، السلطة الفلسطينية بضبط الأوضاع الداخلية ومنع المتظاهرين من الوصول إلى نقاط الاحتكاك مع المستوطنات القريبة من المدن الفلسطينية للحد من المواجهات المستمرة منذ مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في هذه المواجهات، بحسب بيانات وزارة الصحة، إلى 114 شهيدا بينهم 25 طفلا و 5 نساء في مختلف مدن الأراضي الفلسطينية، فيما تجاوز عدد المصابين الـ13500 مصاب.

وكشفت مصادر مطلعة، أنَّ إسرائيل أبلغت السلطة عدم نيتها تأجيج الأوضاع الداخلية في الأراضي الفلسطينية وذلك خشية من استغلال ذلك من قبل "جهات معادية"، كما تصفها إسرائيل، بالقيام بعمليات انتقامية داخل المدن الإسرائيلية وما يزيد من تدهور الأوضاع الأمنية التي يصعب السيطرة عليها مستقبلا.

وأوضحت المصادر، أن الطلب الإسرائيلي جاء من خلال لقاءات أجريت أخيرا بين مسؤولين في السلطة الفلسطينية ومسؤولين كبار في الإدارة الأميركية والذين أعربوا عن خشيتهم وقلقهم من تدهور الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية وعدم قدرة السلطة على ضبط الأوضاع الداخلية.

وندد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بشدة ببناء إسرائيل للمستوطنات، قائلًا إنها تثير تساؤلات حول نوايا إسرائيل على المدى البعيد، مضيفًا: "كل المنطقة ج تقريبا التي تشكل 60 في المائة من الضفة الغربية مغلقة فعليا أمام أي تطور للفلسطينيين".

وأوضح كيري في خطاب في معهد بروكينغز، أن الولايات المتحدة ملتزمة بحل الدولتين ولكن على الطرفين أن يتخذا قرارا حول مستقبلهما، قائلًا: "قبل شهر تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التزامه بفكرة حل الدولتين لشعبين، ولكن ممنوع أن يكون هذا مجرد شعار بل يجب أن تكون هذه سياسة".

ووجه كلامه إلى نتنياهو: "دائما هناك أسباب كيف لا نعمل ولا نفعل وعلينا أن ننظر إلى ابعد من الواقع السياسي الراهن"، وحذر من انهيار السلطة الفلسطينية "إذا استمر الوضع الحالي فليس واضحاً كم ستصمد السلطة الفلسطينية".

وأضاف "أنا اعتقد أن هناك الكثير من قادة المؤسسات الأمنية الإسرائيلية يعتقدون انه يجب القيام بخطوات لتقوية السلطة الفلسطينية"، قائلا إن الوضع الحالي يضع فكرة حل الدولتين في خطر. بل ذهب إلى ابعد من ذلك أن القادة الأمنيين الإسرائيليين يعتقدون أن تقوية الرئيس الفلسطيني محمود عباس هي حاجة ماسة لإسرائيل وانه إذا ضعف فان إسرائيل ستتعرض للخطر.

وأضاف في ما يتعلق بالبناء في المستوطنات "إن أميركا لم تسمح ببناء أي وحدة استيطانية في المناطق المصنفة "سي" هذا العام 2015"، مشيرا إلى أن زيادة الصلاحيات للفلسطينيين لن تمس بأمن إسرائيل وان الواقع الحالي هو عدم الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين يشكل واقع خطير غير مسبوق.

ونقل صحافيون إسرائيليين عن كيري قوله: "على عباس أن يحارب الفساد ويغير مناهج التدريس. وإن عليه أن يغير خطابه أو لغته في الخطاب، لم أر عباس محبطا في أي وقت مثل ما هو الآن".