دمشق ـ نور خوّام
يُعاد بناء القوس القديم البالغ عمره 2000 عام فى مدينة تدمر، التي دمرها تنظيم "داعش"، في ساحة تلعفر وتايم سكوير، في دعوة إلى العمل بعد تدمير المتطرفين للآثار القديمة، ويُعد القوس الشهير هو كل ما تبقى من معبد بل في سورية، الذي تحول إلى ركام بواسطة مسلحي "داعش" في آب/ أغسطس، حيث قتلوا حُراس الموقع، وزرعوا فيه المتفجرات.
وتقرر إعادة بناء القوس الشهير في لندن ونيويورك باستخدام أكبر طابعة ثلاثية الأبعاد في العالم، ويُموَّل المشروع من قِبل معهد الآثار الرقمية (IDA) الذي أوضح أنها دعوة للعمل؛ للفت الانتباه إلى ما يحدث في سورية والعراق وليبيا حاليًّا.
وأوضح المدير التنفيذي لمعهد الآثار الرقمي روغر ميشيل "بهذه الطريقة نحن نقول لهم إذا دمرتم شيئًا فسنعيد بناءه مرة أخرى، حيث تتميز هذه المواقع بقيمة رمزية عالية، ونحاول استعادة كرامة الناس، واخترنا القوس الشهير باعتباره الجزء المتبقي من الموقع القديم، وللأسف أعتقد أنه لن يبقى طويلا"، حسب ما أفادت جريدة "تايمز".
واجتاح تنظيم "داعش" مدينة تدمر في مايو/ أيار ثم قتلت رئيس الآثار فى سورية خالد الأسعد (82 عاما) في أغسطس/ أب، حيث تم ذبحه وتعليق جسده على أحد أعمده الإنارة، واتجه المتطرفون إلى تدمير معبد بلشمعان في المجمع، ثم فجروا معبدا أكبر وهو معبد بل لاحقًا في نهاية الشهر ذاته، وتعد مدينة تدمر، بما في ذلك المقابر الأربعة خارج أسوار المدينة القديمة، مواقع تراث عالمي من قبل اليونسكو منذ عام 1980.
واعتبرت منظمة اليونسكو أن تدمير تدمر يُعد جريمة لا تطاق ضد الحضارة، ودمر "داعش" أيضا عددا من المواقع التاريخية الأخرى في العراق المجاور، في محاولة لمحو التاريخ الجاهلي قبل الإسلام؛ لأن التنظيم يُدين العبادة الوثنية.
وأطلق معهد الآثار الرقمي في جامعات أكسفورد وهارفارد مشروعًا لالتقاط مليون صورة ثلاثية الأبعاد لأكثر المواقع المهددة بالانقراض في العالم، حتى يمكن إعادة بنائها في حالة تدميرها، وأطلق القائمون على المشروع 5000 كاميرا منخفضة التكلفة للمتطوعين للمساعدة في تسجيل المواقع التاريخية رقميا، وتضرر قوس تدمر قبل تسجيله ضمن المشروع إلا أن معهد الآثار الرقمي استعان بصور من المسوحات الأثرية ولقطات جوية، ولصور التقطها السياح لإعادة بنائه بواسطة طابعة ثلاثية الأبعاد، وهي تقنية حديثة يأمل المعهد في أن تكون قادرة يوما ما على إعادة بناء المعبد بالكامل.
وتقوم الطابعة ثلاثية الأبعاد بتصنيع القوس على شكل أجزاء مصنوعة من مواد خفيفة الوزن، بحيث لا تؤثر على ألواح الرصيف في نيويورك وتلعفر الشهير، على أن يتم تصنيع القطع في شنغهاي ثم تؤخذ القطع إلى إيطاليا لتشطيبها، ثم تحضر إلى بريطانيا ويتم تركيبها معًا مثل لعبة الليغو.
ومن المقرر إعادة البناء خلال يوم واحد مع عرضها فى معرض لمدة أسبوع، وقيل إن العمدة يوريس جونسون طلب إبقاء النموذج الأثرى في الساحة بشكل دائم.
أرسل تعليقك