التصوّف بوابة للعشق الإلاهي والصفاء الروحي
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

ساهم في نشر ظاهرة "السماع" لأناشيد الذكر

التصوّف بوابة للعشق الإلاهي والصفاء الروحي

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - التصوّف بوابة للعشق الإلاهي والصفاء الروحي

التصوّف بوابة للعشق الإلاهي
القاهرة ـ سعيد فرماوي

يعتبر التصوّف حالة روحية تشف بصاحبها، وتأخذه إلى مقام من الصفاء الإنساني الحميم. وعادة ما تلهج ألسنة المتصوفين بترانيم وأناشيد لها طابع خاص، بكلمات قريبة من الروح، ذات نغم موسيقي فريد ومميز.

ويعرف المتتبع لحلقات الذكر الأشعار التي ينشدها الدراويش والمريدون، الذين يردد بعضهم أشعارًا من التراث، والبعض الآخر ينظم الأزجال والموشحات، على قدر موهبته الإبداعية.

ويحاول "دراويش" الصوفية التأثير في الجمهور المحيط بهم، وعلى حسب ما أورده "الهجويري" في كتابه "كشف المحجوب"، "كان دراويش الصوفية يهدفون إلى التأثير في الفرد من خلال جو خا،ص عن طريق السماع الذي تسهم في تكوينه الكلمات المصوغة شعرًا، وبالألحان والإيقاع والحركة الراقصة، حتى إن شيوخ الصوفية الكبار أفردوا له في مؤلفاتهم فصولًا وأبوابًا" .

ورأى الدكتور توفيق الطويل أنه "كان من نتائج إقامة حلقات الذكر انتشار ظاهرة السماع التي تعتبر ظاهرة صوفية قديمة، ارتبطت بالصوفية الأوائل، إذ نسب إلى ذي النون والجنيد ورابعة العدوية أنهم كانوا ينشدون الأشعار في مجالسهم، كما دافع شيوخ الصوفية عن السماع".

وتميزت بعض المجالس بما يقام فيها من حركات إيقاعية عنيفة، على طريقة أهل المغرب باستخدام الدفوف، وهناك شكل آخر وهو "التوسل بأشكال التعبير الشعبية" أو القوالب الفنية الشعبية المعروفة، كمجال الصياغة أفكار الدراويش، فقد كان ذا أثر بالغ في التأثير في وجدان الجماهير.

وظهرت فئة أنشأوا أدبهم في هذه الفنون، ومن أدلة ذلك ما عرف عن بعض كبار شعراء الصوفية بأنهم صاغوا في إطار الأشكال الأدبية الشعبية المعروفة كالموال والزجل والموشح، ومن بين هؤلاء ابن الفارض وابن عربي .

وأوضح الباحث الشعبي الدكتور إبراهيم عبدالحافظ، أن هذه الأمور وغيرها ساعدت على استمرار تدفق جموع الشعب على الطرق الصوفية، حتى أوائل القرن التاسع عشر، على ما يبدو من وصف إدوارد وليم لين في كتابه "المصريون المحدثون"، حيث صور باستفاضة ما كانت عليه الطرق الصوفية، وذكر أشهرها وهي الرفاعية، والشاذلية، والأحمدية، والقادرية، والسعدية، والبرهامية .

وشهد النصف الثاني من القرن التاسع عشر نشأة التنظيم الأول للطرق الصوفية فأصبح لهم "مشيخة عامة" وأصبح لكل طريقة شيخ، ولكل شيخ خلفاء في القرى، ونواب في المراكز، وعرف رئيس الصوفية من بيت البكرية بشيخ مشايخ الطرق الصوفية والسجادة البكرية، وكانت تضاف إليه في بعض الأحيان نقابة الأشراف.

وأكد إبراهيم عبدالحافظ أن مشاركة الطرق الصوفية في الموالد، وما يصحب ذلك من إقامة مجالس الذكر والمواكب وغيرها أمر قديم، وتعدد أنماط الزجل التي تتردد أثناء حلقات الذكر، لاسيما أنها أحيانًا تجمع ما بين الفصحى والعامية، من مثل قول بعضهم:

يا سادتي أنقذوني . . ياهل الكؤوس النقية

أنا علتي من عيوني . . طهقت من حب الدنية

وجوارحي الكل عصوني . . ما يحسبوها خلية.

ومن أشهر القصائد التي تغنى في حلقات التصوف القصيدة الشهيرة التي يقول مطلعها:

قلوب العاشقين لها عيون

ترى ما لا يراه الناظرونا

وألسنة بسر قد تناجي

تغيب عن الكرام الكاتبينا

وأجنحة تطير بغير ريش

إلى ملكوت رب العالمينا

بحور قد قصدا بالسر حتى

دنوا منه وصاروا صابرينا.

أما النصوص الشعبية الصوفية فلا تعد ولا تحصى بتعدد الأماكن التي يتواجدون فيها، وهي نصوص تحتوي على التعاليم الموجهة للدراويش في طريقهم الصوفي، ومنها حفظ العهد، وطاعة الشيخ، والإخلاص والتواضع، والتوكل على الله، والتذكير بالجنة والنار والثواب والعقاب، وتدعو إلى عمل الخير والتخلي عن متاع الدنيا، من مثل قولهم:

يا عبد توب وارتجع لا تحرقك ناري

لا مية تطفيها ولا نهر يكون جاري 

متهوم مع الناس لكن عند الإله باري (أي بريء)

وإيش يعمل العبد للي فحرمه الباري

ومنها قول أحدهم:

رجال الحقيقة لهم بعد العشا لذات

تسأل عليهم تلاقيهم غرقانين في الذات

قلبي يحب النبي ما يشاهد إلا الذات

واتوه في حب الجلالة أنا لم علىّ ملامات

وتعد بردية البوصيري من أكثر الأشعار التي يرددها الصوفيون في مجالسهم وفي الموالد عند الإنشاد في حلقات الذكر، لاسيما هذه الأبيات التي تتردد بقوة وسط جوقة واسعة من المنشدين:

أمن تذكر جيرانًا بذي سلم

فرجت دمعًا جرى من مقلة بدم

أم هبت الريح من تلقاء كاظمة

وأومض البرق في الظلماء من أضم 

فما لعينيك أن قلت اكففا همتا 

وما لقلبك أن قلت السقف يهمم

أيحسب الصب أن الحب منكتم

ما بين منسجم منه ومضطرم 

لولا الهوى لم ترق دمعًا على طلل

ولا أرقت لذكر البان والعلم .

 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التصوّف بوابة للعشق الإلاهي والصفاء الروحي التصوّف بوابة للعشق الإلاهي والصفاء الروحي



هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 18:29 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

أسماك الوطواط العملاقة تغزو شواطئ غزة

GMT 14:01 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 14:26 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 07:45 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

عمرو السولية لاعب الأهلي يخضع لمسحة جديدة خلال 48 ساعة

GMT 13:38 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفرو الصناعي موضة شتاء 2020 في ديكور المنزل والملابس

GMT 03:09 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف سماعة رأس تحدد العلامات المبكرة للخرف

GMT 07:06 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

القوات السورية تقطع خط إمداد "داعش" في دير الزور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday