ظريف الطول رمز النضال الفلسطيني يعود من جديد على هيئة تمثالٍ حديدي
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

تحوّلت إلى أغنياتٍ ومواويل يُطرب بها السامعون في المناسبات السعيدة

"ظريف الطول" رمز النضال الفلسطيني يعود من جديد على هيئة تمثالٍ حديدي

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - "ظريف الطول" رمز النضال الفلسطيني يعود من جديد على هيئة تمثالٍ حديدي

التمثال منصوب في ميدانٍ عام داخل قرية برقة
رام الله - فلسطين اليوم

لطالما ردد الفلسطينيون على طول السنين الماضية حكاية الشخصية التاريخية "ظريف الطول"، التي أضحت مع الوقت جزءً من التراث الوطني لارتباطها بالأرض والدفاع عنها، تلك القصّة ما لبثت إلّا وتحوّلت لأغنياتٍ ومواويل يُطرب بها السامعون في المناسبات السعيدة ومجالس النساء والرجال.

لربما تكون الملامح الحقيقية لتلك الشخصية غير معروفة لدى الكثيرين، لكنّ المؤكد أنّ الجميع يعرف صفاتها التي تكمّلت بالعزة والشهامة والنخوة العربية الأصيلة، الشخص الذي يُنعش القلب عند سماع اسمه، حسب وصف الفلسطينيين، يعود من جديد ويظهر أمامهم على شكل تمثالٍ حديدي جسّده الفنان التشكيلي موسى أبو عصبة باستخدام مهارته الفنية وبعض المعدات البسيطة.

يقول أبو عصبة، "شهران من العمل واصلت بهما الليل بالنهار منتبهاً لأدق التفاصيل، لأخرج بهذا العمل المتقن، الذي يحمل رمزية ثورية ووطنية لها قيمتها في الشارع الفلسطيني"، موضحاً أنّ تشكيل الشخصية بدأ برسم وتنفيذ "القمباز" الفلسطيني الذي هو بالأساس لباس يتميز به الفلاح، ثم بعد ذلك انتقل لحزام الوسط وما يعتليه من لباس.

ويروي الرجل الخمسيني أنّ بداية الفكرة جاءت من رغبة جامحة بضرورة إعادة إحياء التراث الفلسطيني تشكّلت لديه خلال السنوات الماضية، وقرر تنفيذها من خلال تطويع الحديد والمعادن وموهبته في بناء المجسمات، مبيّناً أنّه اختار البدء بـ"ظريف الطويل" لما تحظى به شخصيته التي عاشت في ثلاثينيات القرن الماضي، تحت حكم الانتداب البريطاني، من عنفوان وحضور شعبي هائل.

وسط قريته التي تدعى برقة، وتقع على مقربة من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، نصب أبو عصبة التمثال الحديدي نهاية الشهر المنصرم وسط حضور شعبي ورسمي. ويشير إلى أنّ طوله متران، وعرضه متر واحد، وعليه ثياب تبدو ثقيلة، ويحمل بيديه شاعوباً (أداة تراثية كانت تستخدم للزراعة)، ويبلغ وزنه 160 كيلو غراماً، واستخدم فيه أجود أنواع الحديد الصلب الذي لا يتأثر بالعوامل الجوية وغيرها.

وفي إجابته على سؤالنا له حول سبب اختيار "ظريف الطول" عن غيره من الشخصيات التاريخية، يقول "تشتهر قريتي بالزراعة، لذا كان لازماً اختيار رمز له علاقة بالأرض والفلاحة"، منبهاً بأنّ التمثال سيعطي القرية قيمة جمالية ومكانة خاصّة بين القرى الفلسطينية، حين يتم نصبه في الوسط، ويتوقع أن تصبح مزاراً سياحياً ومقصداً لكلّ السياح من الداخل والخارج.

"يا ظريف الطول وقف تا قولك... رايح عالغربة وبلادك أحسن لك... خايف يا المحبوب تروح وتتملك... وتعاشر الغير وتنساني أنا"، هي من أشهر الأغنيات التي تناولت تلك الشخصية، كان أبو عصبة يرددها أثناء طرقه بأداة ثقيلة على جانب التمثال في إطار العمل النهائي لإخراجه بأفضل صورة للناس، ويذكر أنّه منذ الطفولة يتمتع بموهبة مميزة في الرسم والنحت، لكنّ هذا العمل هو أول إنجاز متكامل ومهم بالنسبة له.

أبو عصبة عمل ضابطاً في الأمن الفلسطيني، قبل أن يفتتح محددة خاصَة جانب منزله يعمل بها في تشكيل الحديد وصنع المجسمات الفنية المختلفة، يستدرك أنّ عمله هذا أعاد الشغف لعيون الكثيرين من الفلسطينيين الذي يتوقون دائماً لكلِّ ريح يذكرهم بالبلاد التي هجروا منها عام 1948م بسبب اعتداءات العصابات الصهيونية.

ويلفت في نهاية حديثه إلى أنّه يعمل في الفترة الحالية على مجسمٍ للكرة الأرضية، سيُنصب في ميدانٍ آخر داخل قريته، منبهاً إلى أنّ التمثال القادم سيكون للمطربة فيروز التي ناصرت القضية الفلسطينية بأغنياتها ومواويلها.

وحسب الروايات التاريخية، فظريف الطول هو شابٌ ريفيٌّ، يحمل من صفات الجمال الكثير، ومن الخلق الوفير، وكانت الفتيات تتسابق للفت انتباهه؛ لكنّ حياءه كان يمنعه عنهن.

ووفقاً للروايات، فقد شارك الشاب في الثورة ضد الانتداب البريطاني عام 1936م، ومدّ الشباب الثائرين بالسلاح، وحارب معهم في معارك كثيرة، قُتل فيها عدد من أفراد العصابات الصهيونية، إضافة لعدد آخر من الفلسطينيين، آنذاك بحث الأهالي عن جثة ظريف الطول بين الضحايا فلم تكن موجودة، ومن وقتها لم يسمع أي خبر عنه.

وقد يهمك أيضًا:

"جبل القارة" نحتت الطبيعة ملامحمه ورسمت كهوفه ومغاراته

وفاة مؤلف الروايات البوليسية أندريا كاميليري عن عمرٍ ناهز الـ 93 في روما

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظريف الطول رمز النضال الفلسطيني يعود من جديد على هيئة تمثالٍ حديدي ظريف الطول رمز النضال الفلسطيني يعود من جديد على هيئة تمثالٍ حديدي



هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 12:35 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 10:08 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 10:00 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 07:23 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

الصحف.. و"كورونا" في زمن "حماس"

GMT 04:20 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان

GMT 14:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

ابرزي جمالك بالتوربان مع هذه اللفات العصرية الأنيقة

GMT 08:43 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تويتر تطلق سياسة جديدة بشأن التغريدات المخالفة المحذوفة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday